أخبار عاجلة

د.أيمن نور يكتب: حين تسقط ورقة تنبت جذور أعمق وحين يُغلق باب تُفتح نافذة

خسارة ‫الخوف‬ مكسب، لأن ‫الخائف الساكن‬ في الظل لا يكتب ‫التاريخ‬، ولا يصنع ‫المستقبل‬، بل يبقى رهينة ‫السجونالوهمية‬ التي يصنعها الطغاة حوله.

خسارة ‫التردد‬ نجاة، لأن ‫المتردد‬ لا يثور، ولا يقرر، ولا يصطف، بل يظل عالقًا بين ‫الحقيقة‬ والوهم، حتى يكتشف أن ‫الأقدار‬ لا تنتظر ‫الحيارى‬.

خسارة ‫عادة سيئة‬ تحرر، لأن بعض ‫العادات‬ أشبه بـ ‫الأغلال‬، يزينها أصحاب المصالح بأوهام الاستقرار‬، حتى تصبح عبودية ‫ناعمة‬ لا ترى، لكنها تكبّلك وتقيّدك.

خسارة ‫الشكّاء‬ النمام اقل الكلام‬ والمتطلبالذيلا يتوقف مكسب لا يُقدر بثمن، لأن الحياة لا تحتمل ‫أثقال الشكوى‬ ولا ‫النميمة‬، ولا تستقيم إلا حين تُحيطك ‫قلوب‬ صادقة لا تعرف الخداع.

خسارة ‫فرصة سياسية مشبوهة فوز، لأن بعض ‫الفرص‬ ليست إلا ‫طُعُمًا‬ في ‫فخ‬، تلتهمه الأرواح الغافلة، ليكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم كانوا مجرد ‫حجارة شطرنج‬ يحركها غيرهم.

خسارة ‫وزنك الزائد‬ خفة، لأن الجسد المثقل كالوطن المثقل بالفساد‬، لا يستطيع الركض نحو ‫المستقبل‬، ولا حتى الهروب من ‫الهاوية‬. خسارة ‫ضرسكالفاسد‬ راحة، لأن الألم المستوطن بلا ‫علاج‬ لا يستحق إلا ‫الاقتلاع‬، كما لا يستحق ‫الظالم‬ أن يبقى ‫جاثمًا‬ فوق الصدور.

خسارة ‫صديق جاحد‬ انتصار، لأن ‫الجاحد‬ يشبه من يصفق للجلاد‬، ثم يتساءل لماذا تسقط على رأسه ‫السياط‬ ذات يوم!

خسارة ‫زميل حاسد‬ نعمة، لأن من لا يفرح إلا بزوال ‫النعم‬ عن غيره، هو ذات ‫الفكرالذي‬ يصفق لـ ‫الديكتاتور‬، حتى يكتشف أن ‫النار‬ التي أشعلها ستحرقه هو أيضًا.
خسارة ‫قريب حاقد‬ سلام، لأن ‫الدم‬ إذا كان مجرد قناع يخفي ‫الخيانة‬، فوداعه هو أول خطوة نحو ‫الحريةالحقيقية‬.

خسارة ‫المفتون بنفسه‬ مكسب، لأنه لا يرى إلا صورته في ‫المراياالمخادعة‬، حتى يسقط في حفرة ‫وهمه‬، كأي طاغية صدّق أن حكمه أبدي.
خسارة ‫الحاكم المخدوع بنفسه‬ عدل، لأنه كلما طالت مدة بقائه، صار ‫الدولة‬ في نظر نفسه، و#المصير في رأي أعوانه، والألوهية في أذهان أنصاره، حتى يأتيه ‫السقوط‬ فجأة كالزلزال‬ لا إنذار له.

خسارة ‫المتقلب كرِيشة‬ استقرار، لأن من لا ‫مبدأ‬ له، يطير مع كل ‫ريح‬، ويهبط حيث لا ‫كرامة‬، ثم يكتشف أن من لا ‫ثبات‬ له، لا ‫مكان‬ له. خسارة ‫المرجف‬ والمحبط حياة، لأن الأمل كالثورة‬، لا يقتله إلا ‫البث اليومي للهزيمة‬، ولا يسرقه إلا من اعتاد أن يكون جزءًا من ‫الصمت المخزي‬.

خسارة ‫المتاجر بالدين‬ أو الوطنية‬ فوز، لأنه لا يبيع إلا ‫شعارات‬، ولا يشتري إلا ‫ذممًا‬، وحين يأتي ‫الاختبار‬، يكون أول الهاربين وأول ‫الخاسرين‬.
خسارة من يلقي بالحجر‬، في وجه ‫أحلامك‬ بداية جديدة، لأن ‫الأحلام‬ التي لا تُحارب، لا تستحق ‫التضحية‬، والتاريخ لم يكتبه ‫المنبطحون‬.

خسارة من يرهقك بالأسئلة‬ نجاة، لأن بعض ‫الأسئلة‬ ليست بحثًا عن ‫حقيقة‬، بل ‫رصاص‬ في وجه ‫الإرادة‬، والغريق لا يحتاج إلى من يسأله كيف سقط، بل من يمد له ‫الحبل‬.
خسارة من يغلق ‫الأبواب‬ أمامك طريق مفتوح، لأن ‫الأبواب‬ التي تغلق في وجه ‫الأحرار‬، لا تستحق حتى أن تُطرق، بل تستحق أن تُكسر.

خسارة من يسرق ‫وقتك‬ مكسب، لأن ‫الوقت‬ هو ‫العمر‬، والعمر لا يباع بالوعود الكاذبة‬، ولا يضيع إلا في خدمة من لا يعرفون قيمة ‫الدقائق‬ التي تُسحق تحت ‫أقدام المفسدين‬.

خسارة من يرى نفسه ‫فوق الجميع‬ عدل، لأن من يعلو بغير ‫حق‬، يهوي بغير ‫رحمة‬، والتاريخ لم يعرفها طاغية إلا وكتب في نهايته: ‫فاتني القطار

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق المعتصم الكيلاني : تخفيف العقوبات الأوروبية على سوريا خطوة مهمة لكنها غير مكتملة
التالى سامي النملي يكتب : صراع الفزاعتين الإسلامية والعلمانية