خسارة الخوف مكسب، لأن الخائف الساكن في الظل لا يكتب التاريخ، ولا يصنع المستقبل، بل يبقى رهينة السجونالوهمية التي يصنعها الطغاة حوله.
خسارة التردد نجاة، لأن المتردد لا يثور، ولا يقرر، ولا يصطف، بل يظل عالقًا بين الحقيقة والوهم، حتى يكتشف أن الأقدار لا تنتظر الحيارى.
خسارة عادة سيئة تحرر، لأن بعض العادات أشبه بـ الأغلال، يزينها أصحاب المصالح بأوهام الاستقرار، حتى تصبح عبودية ناعمة لا ترى، لكنها تكبّلك وتقيّدك.
خسارة الشكّاء النمام اقل الكلام والمتطلبالذيلا يتوقف مكسب لا يُقدر بثمن، لأن الحياة لا تحتمل أثقال الشكوى ولا النميمة، ولا تستقيم إلا حين تُحيطك قلوب صادقة لا تعرف الخداع.
خسارة فرصة سياسية مشبوهة فوز، لأن بعض الفرص ليست إلا طُعُمًا في فخ، تلتهمه الأرواح الغافلة، ليكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم كانوا مجرد حجارة شطرنج يحركها غيرهم.
خسارة وزنك الزائد خفة، لأن الجسد المثقل كالوطن المثقل بالفساد، لا يستطيع الركض نحو المستقبل، ولا حتى الهروب من الهاوية. خسارة ضرسكالفاسد راحة، لأن الألم المستوطن بلا علاج لا يستحق إلا الاقتلاع، كما لا يستحق الظالم أن يبقى جاثمًا فوق الصدور.
خسارة صديق جاحد انتصار، لأن الجاحد يشبه من يصفق للجلاد، ثم يتساءل لماذا تسقط على رأسه السياط ذات يوم!
خسارة زميل حاسد نعمة، لأن من لا يفرح إلا بزوال النعم عن غيره، هو ذات الفكرالذي يصفق لـ الديكتاتور، حتى يكتشف أن النار التي أشعلها ستحرقه هو أيضًا.
خسارة قريب حاقد سلام، لأن الدم إذا كان مجرد قناع يخفي الخيانة، فوداعه هو أول خطوة نحو الحريةالحقيقية.
خسارة المفتون بنفسه مكسب، لأنه لا يرى إلا صورته في المراياالمخادعة، حتى يسقط في حفرة وهمه، كأي طاغية صدّق أن حكمه أبدي.
خسارة الحاكم المخدوع بنفسه عدل، لأنه كلما طالت مدة بقائه، صار الدولة في نظر نفسه، و#المصير في رأي أعوانه، والألوهية في أذهان أنصاره، حتى يأتيه السقوط فجأة كالزلزال لا إنذار له.
خسارة المتقلب كرِيشة استقرار، لأن من لا مبدأ له، يطير مع كل ريح، ويهبط حيث لا كرامة، ثم يكتشف أن من لا ثبات له، لا مكان له. خسارة المرجف والمحبط حياة، لأن الأمل كالثورة، لا يقتله إلا البث اليومي للهزيمة، ولا يسرقه إلا من اعتاد أن يكون جزءًا من الصمت المخزي.
خسارة المتاجر بالدين أو الوطنية فوز، لأنه لا يبيع إلا شعارات، ولا يشتري إلا ذممًا، وحين يأتي الاختبار، يكون أول الهاربين وأول الخاسرين.
خسارة من يلقي بالحجر، في وجه أحلامك بداية جديدة، لأن الأحلام التي لا تُحارب، لا تستحق التضحية، والتاريخ لم يكتبه المنبطحون.
خسارة من يرهقك بالأسئلة نجاة، لأن بعض الأسئلة ليست بحثًا عن حقيقة، بل رصاص في وجه الإرادة، والغريق لا يحتاج إلى من يسأله كيف سقط، بل من يمد له الحبل.
خسارة من يغلق الأبواب أمامك طريق مفتوح، لأن الأبواب التي تغلق في وجه الأحرار، لا تستحق حتى أن تُطرق، بل تستحق أن تُكسر.
خسارة من يسرق وقتك مكسب، لأن الوقت هو العمر، والعمر لا يباع بالوعود الكاذبة، ولا يضيع إلا في خدمة من لا يعرفون قيمة الدقائق التي تُسحق تحت أقدام المفسدين.
خسارة من يرى نفسه فوق الجميع عدل، لأن من يعلو بغير حق، يهوي بغير رحمة، والتاريخ لم يعرفها طاغية إلا وكتب في نهايته: فاتني القطار
نسخ الرابط تم نسخ الرابط