“وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا”
يتابع “حزب البناء والتنمية” باهتمام بالغ ما جرى من انهيار مفاجئ للجيش السوري، الذي كان لعقود أداة طيعة في يد نظام بشار الأسد، استخدمه لقمع الشعب السوري، ومصادرة حرياته، وافقاره ونهب ثرواته، وتهديد أمنه القومي. إن هذا الانهيار الذي فاجأ الجميع يحمل في طياته إنذارًا شديد اللهجة لكل النظم العسكرية المستبدة التي لا تزال تمارس نفس السياسات القمعية في منطقتنا.
إن هذا السقوط المدوي يؤكد أن القمع والاستبداد مهما طال أمده لن يدوم، وأن الأنظمة التي تعتمد على ترهيب شعوبها واستنزاف مقدراتها ستجد نفسها في النهاية عاجزة عن الصمود أمام إرادة الشعوب الحرة. أمن الدولة الحقيقي لا يتحقق بإرهاب الشعب وسلب حقوقه، بل بالعدالة والحرية وحماية كرامة المواطن.
إن ما حدث في سوريا هو رسالة صريحة لكل الضباط والجنود في معسكراتهم: الظلم لا يقوم إلا بكم، وبدونكم يسقط الطغيان. مسؤوليتكم هي حماية الشعب وأمن الوطن، لا أن تكونوا أدوات بيد المستبدين. إن استمراركم في دعم الأنظمة التي تقمع شعوبها يجعل منكم شركاء في ظلم لا يغفره التاريخ، بينما انحيازكم للحق والعدل يضعكم في صفوف المدافعين عن كرامة الأمة ومستقبلها.
يدعو حزب البناء والتنمية جميع الجيوش العربية إلى إعادة النظر في دورها ووظيفتها، والعمل على حماية شعوبها بدلًا من قمعها. كما نؤكد أن الشعوب التي تظلم وتقهر لا تنسى، وأن الحق لا بد أن ينتصر مهما طال الزمن.
ختامًا، فإن ما حدث في سوريا هو بداية جديدة لتاريخ عربي وإسلامي يعيد الاعتبار لإرادة الشعوب، ويؤكد أن الاستبداد مصيره الزوال، وأن العدالة هي الأساس الوحيد لبناء أوطان مستقرة وقوية.
“القادة السابقون لحزب البناء والتنمية بالخارج”
نسخ الرابط تم نسخ الرابط