حلَّ علي جمعة، مفتي مصر السابق، ضيفًا على برنامج “سؤال مباشر” الذي يقدمه الإعلامي السعودي خالد مدخلي عبر شاشة “العربية”، وتناول في حديثه عددًا من القضايا الجدلية التي عادة ما تثير تفاعلًا ونقاشًا واسعًا في الأوساط الدينية والاجتماعية.
تحدث جمعة عن بعض الآراء الفقهية التي قد تبدو غير مألوفة لدى البعض، وأثار جدلًا عندما أشار إلى إمكانية فناء النار في الآخرة، مستندًا إلى آراء عدد من العلماء والفقهاء مثل ابن تيمية وابن القيم.
وأوضح أن هذا الرأي ليس جديدًا بل هو مذهب أهل السنة والجماعة، حيث يرون أن الله قد يخفف وعيده برحمته الواسعة، وأن هذه الأفكار ليست مستحدثة بل جزء من التراث الفقهي الإسلامي المتراكم عبر العصور.
استشهد جمعة بعدد من الأدلة الشرعية لتوضيح هذا الرأي، مشيرًا إلى أن الله لا يخلف وعده في النعيم والغفران، لكنه قد يخفف من العقاب.
وأكد أن هذه الفكرة أوردها علماء المسلمين، وأنها تعتمد على تجليات رحمة الله الواسعة التي قد تشمل حتى العقاب في الآخرة. وأشار إلى أن هذه المسألة عادة ما تثير تساؤلات لدى الشباب الذين يحاولون فهمها من منظور شرعي.
أضاف جمعة أن هذه الاجتهادات الشرعية تستند إلى فهم العلماء الأوائل ولا تعتمد على آراء شخصية أو اجتهادات فردية، حيث أنها مرتبطة بنصوص دينية وأدلة تم تناولها وتفسيرها عبر العصور. وحثَّ الشباب على السعي لفهم الدين بروح منفتحة ومستندة إلى العلم والبحث، وليس بالخوف أو الارتباك.
أثار علي جمعة كذلك قضية عدد غير المحاسبين يوم القيامة، مشيرًا إلى أن عددهم قد يصل إلى 5 مليارات إنسان، وفقًا للأحاديث النبوية التي تتحدث عن شفاعة المؤمنين في 70 ألف شخص.
وأكد أن هذه الأرقام تستند إلى نصوص صحيحة، موضحًا أن مثل هذه الأحاديث يجب أن تُفهم في سياقها الديني الواسع.
انتقد جمعة كذلك الفهم السائد حول حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن القبر، مشيرًا إلى أن الناس في كثير من الأحيان يركزون على الجزء المتعلق بأن القبر “حفرة من حفر النار”، بينما يغفلون الجزء الذي يصفه بأنه “روضة من رياض الجنة”.
وأوضح أن هذه النظرة السلبية ترسخت نتيجة ثقافة سائدة وليست مستندة إلى حقائق دينية موثقة، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النظر في الفهم الشعبي لهذه المسألة.
دعا جمعة إلى أن يكون الهدف من العبادة هو حب الله والشوق إليه وليس الخوف والرهبة. وأوضح أن الدين الإسلامي قائم على المحبة والرحمة، وأن المسلمين يجب أن يعبدوا الله عن حب ورغبة، لا عن خوف واضطراب. وأكد أن هذا هو النهج الذي سعى إليه العلماء والأئمة عبر العصور، وهو ما يجب أن يتم ترسيخه في أذهان الناس.
اختتم جمعة حديثه بالتأكيد على أهمية توصيل المفاهيم الدينية بشكل صحيح ومبسط، يهدف إلى تقريب الناس من الله وزرع حب العبادة في نفوسهم، بدلًا من الاعتماد على الترهيب والتخويف. وأكد أن هذه هي الرسالة الحقيقية للإسلام التي يجب أن تصل إلى الناس بكل وضوح.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط