شهدت مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض تصاعداً خطيراً في الأزمة الصحية بعد تعرض محطة أم دباكر لتوليد الكهرباء لهجوم بطائرات مسيرة.
تسبب هذا الهجوم في انقطاع الكهرباء عن المنطقة وعرقلة وصول السكان إلى المياه النظيفة، ما دفع العديد من الأسر للجوء إلى النهر القريب لجلب المياه باستخدام عربات تجرها الحمير.
سجلت منظمة أطباء بلا حدود تفشي وباء الكوليرا في المدينة بعد أن لجأ السكان إلى مصادر مياه ملوثة، ما أدى إلى إصابة مئات الأشخاص.
أكدت المنظمة أن مركز علاج الكوليرا في مستشفى كوستي الجامعي اكتظ بالمرضى الذين يعانون من إسهال حاد وجفاف شديد، وسط تزايد عدد المصابين بشكل يومي.
أغلقت السلطات المحلية معظم المطاعم كإجراء احترازي للحد من انتشار المرض، ودعت إلى إضافة جرعات إضافية من الكلور إلى نظام توزيع المياه في المدينة. حظرت السلطات أيضاً جمع المياه من النهر الذي اعتبر المصدر المحتمل للعدوى.
صرح الدكتور فرنسيس لايو أوكان، المرجع الطبي لمشروع أطباء بلا حدود في كوستي، أن الوضع الحالي مقلق للغاية ويقترب من أن يصبح خارج السيطرة.
استقبل المستشفى خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر من 800 مريض جديد، مما جعل الوضع الصحي في المدينة مأساوياً ويحتاج إلى تدخل عاجل.
اندلعت اشتباكات عنيفة في ولاية النيل الأبيض هذا الأسبوع، حيث شنت قوات الدعم السريع هجوماً على بلدات تقع شمال مدينة كوستي.
تسببت هذه الهجمات في مقتل أكثر من 200 شخص وتشريد 6500 عائلة، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة وأثر بشكل كبير على قدرة السكان على الوصول إلى الخدمات الأساسية.
حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت سابق من تزايد الهجمات على البنية التحتية المدنية في السودان، بما في ذلك محطات الكهرباء، مما يؤدي إلى تعطيل إمدادات المياه والكهرباء لملايين السكان.
تسببت هذه الهجمات في تأزيم الوضع الصحي في البلاد، خاصة في ظل توقف 80 بالمئة من المنشآت الصحية عن العمل بسبب الصراع المستمر.
أعلنت الحكومة السودانية تفشي وباء الكوليرا في البلاد العام الماضي، وسجلت أكثر من 24000 حالة إصابة و699 حالة وفاة بحلول أكتوبر.
وأشارت وزارة الصحة إلى أنها استنفرت أكثر من 100 كادر طبي وزودت المستشفيات بأكثر من 6000 من المحاليل الوريدية لدعم العلاج.
ألحقت الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أضراراً جسيمة بالبنية التحتية الصحية، مما أدى إلى تدهور كبير في الخدمات الصحية.
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الكوليرا وانتشارها بشكل أكبر بين السكان الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة في ظل النزاع.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
