يكذب على نفسه وعلى تاريخ هذا البلد الكبير من لا يَرى أنَّ يوم 15 مارس من عام 1922 هُو يوم الاستقلال الحقيقي لمِصر.. وبِـ انعدم هذه الرُؤية يَظلم تاريخ هذا البلد ومُستقبله أيضًا.
بعد عدة أيام معدودة، تُكمل الدولة المِصرية مِرور 103 عامًا على يوم الاستقلال الوطني لمِصر، الموافق 15 مارس من عام 1922، والتي لمْ تحتفل به مُؤسسات الدولة على الإطلاق سواء كان في الداخل أم في الخارج، في إشارة إلى سفارات بلادنا.
يأتِ هذا اليوم من كل عام على مِصر، وأشعر بـ «غصة» كبيرة لعدم الاحتفال به كـ يوم للاستقلال، لِكون هذا اليوم هُو تاريخنا ومستقبلنا الذي بُنيت عليه دولتنا.
الواقع يُؤكد، أن الزمن لا يَمر إلا بِمُحاذاة هذا اليوم، الذي يَكبر فينا يوميًا، حتى صارَ هذا اليوم هو التاريخ والجغرافيا لدولتنا الحبيبة مِصر.
ما أرصده هنا عن مكانة وعظمة هذا اليوم في تاريخنا هُو التحدي والسؤال الذي يَطرح نفسه باستمرار: «لمَّ تجاهل الاحتفال بهذا اليوم وتَعريف الأجيال الحالية بأهمية هذا اليوم في تاريخ الدولة المصرية».
وهنا أطرح سؤالاً: «كل دول العالم لها يوم استقلال إلا مِصر التي لمْ تُخصص يوم 15 مارس من عام 1922 للاحتفال باعتباره يوم الاستقلال الرئيسي للدولة المصرية».
يُؤيد المصريون بِمختلف توجهاتهم أنَّ يوم 15 مارس هُو يوم الاستقلال لمِصر بِعكس يوم 23 يوليو، الذي قد يأتي فيه ثلاثة آراء:
1/ الضباط الأحرار يرونه حركة مباركة
2/ والبعض من الساسة يراه ثورة
3/ البعض الآخر يَراه انقلاباً
في مِصر يُخصصون أكثر من يوم للاحتفال مثل يومي الجلاء ونصر أكتوبر، حيثُ إنني أؤكد أنَّ يوم أكتوبر هو نقلة تاريخية إلا أنهُ لا يُعبر عن استقلال مِصر الحقيقي..
لِكون الاستقلال الحقيقي هُو من جاء بعدَ تصريح 28 فبراير، الذي أعلن استقلال مِصر رسميًا، والذي بِموجبه أيضًا صدر دستور 23، الذي نقلَ الدولة المِصرية من عصر السلطنة إلى عصر الملكية الدستورية بحكومة لها اختصاصات محددة.
وخلال هذه السطور- لا أكتب كلامًا إنشائيًا بلْ أكتب تاريخ مِصر الحقيقي- لأنه ما بعد فترة 15 مارس عام 1922 تم فتح أول سفارة لمصر في باريس والاتحاد السوفيتي وبلجيكا.
هنا سيرة تاريخية سريعة عن يوم الاستقلال الوطني لمِصر، لِكونه بموجب يوم 15 مارس جلسنا مع البريطانيين عام 36 ليترتب عليه الاعتراف بمصر دولة في عصبة الأمم..
لِكون التاريخ هُو من يُرسخ من الأذهان قيمة وعظمة دور مِصر التاريخي.. وكون التاريخ هو عقب متلاحقة.. وأنَّ محاولات فصل تاريخ الدولة في عام 52 كان وسيظل توجهاً غير صحيحًا على الإطلاق.
ما أود قوله في نهاية المطاف، آنه آن الأوان أنْ نحتفل بتاريخ 15 مارس من عام 1922 وإعلان هذا اليوم إجازة رسمية باعتباره يوم الاستقلال الوطني الحقيقي لمِصر لِتذكرة الأجيال الحالية والجديدة بتاريخ وعظمة مصر.
المصدر: موقع “الحرية” الإخباري
نسخ الرابط تم نسخ الرابط