اتهم السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، مصر بخرق اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين، خلال اجتماع مغلق مع منظمات يهودية.
وسُربت تصريحاته التي تضمنت مزاعم بأن مصر تبني قواعد عسكرية تُستخدم في عمليات هجومية فقط، وتم نشرها عبر مقطع فيديو على الإنترنت، قبل أن يُحذف لاحقاً لتجنب ردود فعل مصرية.
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل تجاهلت هذه التحركات لفترة، لكنها ترى أن الوقت قد حان لطرح هذه القضايا بجدية.
استعرضت الصحف الإسرائيلية، مثل “يديعوت أحرونوت” و”معاريف”، تصريحات لايتر التي تضمنت اتهاماً غير مسبوق لمصر، مما أدى إلى تصعيد جديد في التوترات بين البلدين.
ورغم أن الفيديو الذي احتوى على تلك التصريحات أزيل لاحقاً، إلا أن تأثيره ظهر واضحاً في النقاشات الدائرة حول التحركات المصرية في سيناء.
وتحدث لايتر عن قلق متزايد بشأن القواعد العسكرية الجديدة التي تُعتبر، من وجهة النظر الإسرائيلية، انتهاكاً صريحاً لاتفاقية السلام الموقعة عام 1979.
سلطت صحيفة “معاريف” الضوء على نشر الجيش المصري في وقت سابق مقطع فيديو يُظهر تطور القدرات العسكرية المصرية، بما في ذلك الدبابات والطائرات والسفن الحربية الحديثة.
وتزامنت هذه التطورات مع تقارير عن صور أقمار صناعية تُظهر تعزيزات مصرية في سيناء، ما دفع الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات إلى إصدار تحذيرات بشأن التحركات العسكرية المصرية المتزايدة في المنطقة.
أكد الضابط الإسرائيلي السابق، إيلي ديكل، الذي عمل في مجال الاستخبارات العسكرية وأجرى أبحاثاً عن مصر على مدى 60 عاماً، أن مصر عززت وجودها العسكري في سيناء بشكل ملحوظ،
مشيراً إلى أن هذا التحرك يمثل تحدياً خطيراً للاتفاقات الدولية. أضاف ديكل أن هذه التعزيزات تأتي بمئات الدبابات، وهو ما يُعد تصعيداً يستدعي المراقبة عن كثب.
دعا لايتر إلى ضرورة التعامل بحذر مع هذا الملف، مشيراً إلى أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى توترات أكبر في المستقبل. وأشار إلى أن تجاهل الأمر لن يكون خياراً بعد الآن، وأن إسرائيل ستطرح القضية على الطاولة قريباً للتباحث حولها مع القوى الدولية المعنية.
وتأتي تصريحاته في وقت حساس، حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعد للقاء الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، ما يعكس مدى أهمية هذه القضية في الأجندة السياسية الإسرائيلية.
رأى رئيس هيئة تطوير الأسلحة الإسرائيلية ووزير الطاقة السابق، يوفال شتاينيتس، أن التحركات المصرية في سيناء يجب أن تُقلق إسرائيل،
مؤكداً أن العلاقات بين البلدين مستقرة حالياً، لكنها قد تتغير في حال ضعف الموقف الإسرائيلي في المستقبل. شدد شتاينيتس على أن دول المنطقة قد تستغل أي فرصة لتغيير ميزان القوى إذا رأت في إسرائيل ضعفاً.
سجلت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها السفير الإسرائيلي السابق في مصر، دافيد غوفرين، موقفاً مشابهاً، حيث أشار إلى أن مصر تقوم بتعزيز قواتها في سيناء، وهو ما يعتبر خرقاً صريحاً لبنود الاتفاقية. وأوضح أن هذا التصعيد لا يمكن تجاهله، رغم أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تبدو مستقرة حالياً.
أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن التطورات الأخيرة أثارت قلقاً كبيراً داخل الدوائر الأمنية والسياسية في إسرائيل، خاصة في ظل التكتم المصري حول أهداف هذه التحركات العسكرية. يرى مراقبون أن هذه التحركات قد تكون رسالة واضحة لإسرائيل بأن مصر مستعدة لأي سيناريو مستقبلي.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط