أصدرت منظمة “فريدوم هاوس” أول تقرير عالمي حول القمع العابر للحدود في عام 2021، متناولةً حوادث وقعت بين عامي 2014 و2020، واليوم تُعلن عن تحديث جديد يشمل عقداً كاملاً من الزمن.
يضم التقرير أكثر من 1219 حادثة ارتكبتها 48 حكومة في 103 دولة. تُظهر البيانات أن 10 حكومات قمعية ترتكب الغالبية العظمى من الانتهاكات عبر الحدود، حيث يستخدم ربع حكومات العالم القمع العابر للحدود، إلا أن 10 فقط منها مسؤولة عن 80٪ من الحوادث المباشرة المُسجلة.
تأتي الصين في صدارة تلك الحكومات بارتكابها 272 حادثة، تمثل 22٪ من الحالات المسجلة. تحتل روسيا، تركيا، ومصر أيضاً مراكز متقدمة في هذه الانتهاكات، بينما تتلقى حكومات طاجيكستان وكمبوديا اهتماماً أقل رغم كونها من أبرز المنتهكين، خاصة ضد أهداف في أوروبا وآسيا.
تُظهر البيانات أن هذه الحكومات لا تستهدف الأفراد فقط، بل تستهدف مجموعات كاملة من الأشخاص في حوادث جماعية، مثل استهداف الحكومة الكمبودية لمواطنيها في أستراليا وتايلاند عامي 2023 و2024.
تعاونت حكومات دول الملاذ مع الأنظمة القمعية لتسهيل 780 حادثة منذ عام 2014. عملت هذه الحكومات على تنفيذ أوامر تسليم مشكوك فيها واستخدمت إشعارات “الإنتربول” للقبض على الأفراد وإعادتهم إلى بلدانهم، مما قوض سيادة القانون في دول الملاذ بما فيها الديمقراطيات.
تستفيد الحكومات المستبدة، مثل بيلاروسيا ودول آسيا الوسطى، من علاقتها العميقة مع روسيا لتعزيز حملاتها القمعية.
تُظهر البيانات أن الاعتقال هو الوسيلة الأكثر استخداماً للقمع العابر للحدود، حيث سجلت 503 حوادث احتجاز غير قانونية، و241 حالة ترحيل قسري.
تستغل الأنظمة القمعية الادعاءات المتعلقة بالإرهاب لتبرير حملات الترهيب عبر الحدود، حيث تتضمن 46٪ من الحالات اتهام المستهدفين بالإرهاب أو التطرف، وغالباً ما تستند تلك الاتهامات إلى أسس دينية ضد أفراد من حركات انفصالية.
يتعرض المسلمون لنسبة كبيرة من القمع العابر للحدود، حيث يشكل المسلمون 64٪ من المستهدفين في الحوادث المسجلة. يستهدف النظام الصيني بشكل خاص الأويغور المسلمين في مصر وماليزيا وتايلاند.
ويمثل المسلمون 75٪ من الأفراد المستهدفين في أوروبا وآسيا. يسعى القمع العابر للحدود إلى حرمان المستهدفين من ممارسة حقوقهم الأساسية مثل حرية التعبير والتجمع.
تُظهر البيانات أن السفر الدولي يُعتبر مخاطرة كبيرة للناشطين المنفيين، حيث يستغل الأنظمة القمعية نقاط التفتيش الحدودية للقبض عليهم. وقد سجلت 369 حادثة استهدفت أفراداً أثناء السفر، خاصة في كينيا وماليزيا وتايلاند والإمارات.
يتعرض الصحفيون المنفيون لهجمات متزايدة، حيث نفذت 26 حكومة 124 حادثة قمع ضد الصحفيين منذ عام 2014، إذ تعتبر الأنظمة المستبدة الصحفيين المستقلين تهديداً لسلطتهم.
تستجيب الديمقراطيات للقمع العابر للحدود، حيث قامت الولايات المتحدة بتطوير استجابة شاملة تشمل محاكمة المتورطين ودعم مجتمعات المنفى، بينما أقرت المملكة المتحدة وكندا قوانين جديدة لمكافحة هذه الظاهرة، ومن المتوقع أن يشكل القمع العابر للحدود قضية مركزية في نقاشات مجموعة السبع لعام 2025.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط