![](https://www.ghadnews.net/wp-content/uploads/2025/02/%D9%A1%D9%A2%D9%A1.jpg)
حكايات إحسان عبدالقدوس
إذا جئنا إلى قصص أبي الراحل “إحسان عبدالقدوس” التي تم تحويلها إلى أفلام سينمائية ، فستجد أنه أكثر الأدباء رواجاً في هذا الموضوع بحوالي خمسون قصة او اكثر!
بمعنى أنه لا يوجد أديب تحولت معظم قصصه إلى أفلام مثل “إحسان عبدالقدوس” رحمه الله أو “سانو” كما كان يناديه أصدقاءه من الفنانين .
وأفلام والدي الراحل التي عرضت على الشاشة تتفاوت قوة وضعفا في مدى نجاحها ، والجدير بذكره في هذا المقام أنه بمجرد أن يبيع الأديب قصته إلى السينما فقد خرجت عن نطاق سيطرته وأصبحت ملك للمنتج والمخرج.
إلا إذا كان كاتب القصة هو أيضاً كاتب السيناريو والحوار الخاص بالفيلم.
وأكثر ما كان يضايق حبيبي أبي جداً وكمان جداً الرقابة المفروضة ..
وكثيراً ما طلبت تغيير النهاية ، وإلا فلن يعرض الفيلم ..
وما أكثر القصص التي تم تغيير نهايتها عندما تحولت إلى أفلام سينمائية ..
وقصة “لا أنام” مثال واضح ، وقامت ببطولة الفيلم “فاتن حمامة” في دور مختلف جداً عن كل ما قدمته من قبل ، حيث كانت كما أخبرتك تظهر دوماً في دور البنت المظلومة المغلوب على أمرها ، لكن في هذا الفيلم رأيناها فتاة شريرة تدمر والدها لأنه فكر في الزواج من جديد بعد وفاة أمها ، وظل لسنوات يعطي كل العناية والإهتمام لإبنته ثم فكر في الزواج من امرأة أعجبته فكانت الطامة !!
ولجأت إلى تدبير العديد من المقالب لهذه الزوجة ، ونجحت الإبنة بوجهها البرئ في إيهام الأب أن زوجته تخونه مع شقيقه !!
وشعرت الإبنة بندم شديد على ما فعلته بعد ذلك !!
وقالت الرقابة: الندم لا يكفي ..
لابد من عقاب أشد ..
ولذلك نشب حر يق في حجرتها وهي نائمة وأصابها بحر وق شديدة !!
مع أن هذا غير موجود في القصة !!
وفيلم آخر لذات الفنانة الكبيرة “فاتن حمامة” رحمها الله أسمه “الطريق المسدود” ، وهي قصة حققت نجاحاً كبيراً عند نشرها في “روزاليوسف” ، وعند تحويلها إلى فيلم تدخلت الرقابة من جديد ورفضت أن يظل الطريق مسدود في وجهها ..
فقد كانت تشعر بخيبة أمل من الناس الذين تعرفت عليهم أثناء عملها في وظيفة مدرسة ..
وأصابها حالة يأس وإحباط من أخلاقيات المجتمع ..
وأعترضت الرقابة بحجة أن النهاية بهذه الطريقة تضر بالمجتمع المصري وتسيء إليه ..
ورسالة مش حلوة للجمهور !!
وهذا الطريق المسدود لابد أن يكون في نهايته بريق أمل ونهاية جميلة حتى ولو تعارضت مع عنوان القصة ذاته !!
وهكذا تزوجت من بطل الفيلم مع أن الحكاية الأصلية تؤكد أن صدمتها كانت كبيرة فيه !!
مش مهم ..
كلام الرقابة لازم يمشي ..
و”مريم فخر الدين” ظهرت في دور زوجة خائنة وعشيقها صديق زوجها “الأهبل” الذي لا يدري ما يحدث حوله ، والفيلم يحمل رسالة تحذير ، واستيقظ ضمير الزوجة في النهاية ..
ورغم أنها قت لت هذا العشيق إلا أن الرقابة لم يعجبها ذلك ..
وطلبت من بطلة الفيلم أن تنتحر ..
يعني “مريم” أنتـ حرو ها !!
ولم تكتف الرقابة بقتـ ـل العاشق .. عجائب !!
محمد عبدالقدوس
نسخ الرابط تم نسخ الرابط