بدأت مصر باتخاذ خطوات جادة للتصدي لمحاولات تهجير أهالي غزة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدةً رفضها القاطع لهذه الخطة التي تهدد استقرار المنطقة وتضع اتفاقية كامب ديفيد في خطر حسبما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”.
أكدت الحكومة المصرية موقفها الرافض لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ونقلت رسائل واضحة إلى إدارة ترامب وإسرائيل بهذا الشأن.
أكدت مصر من خلال تواصلها مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ووزارة الخارجية وأعضاء الكونغرس الأمريكي، أنها لن تتساهل مع أي محاولات لتغيير الوضع في غزة.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت أن اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل الموقع منذ ما يقارب نصف قرن سيكون في خطر إذا استمرت المحاولات لفرض هذه الخطة.
أعلنت السلطات المصرية أن الخطة تشكل تهديداً للأمن القومي المصري. كما أكد دبلوماسي غربي في القاهرة أن الرسائل المصرية وصلت عبر عدة قنوات، مشيراً إلى أن مصر جادة جداً في معارضتها لهذه الخطة التي تعتبرها تهديداً مباشراً لأمنها واستقرارها.
وذكر الدبلوماسي أن مصر رفضت سابقاً مقترحات مشابهة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وبعض الدول الأوروبية في بداية الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس.
أعلن الرئيس ترامب في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن خطته التي تضمنت توطين سكان غزة بشكل دائم في دول أخرى،
مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستقود جهود إعادة إعمار القطاع لجعله وجهة سياحية تحت اسم “ريفييرا الشرق الأوسط”. كما لم يستبعد إمكانية نشر قوات أمريكية على الأرض في غزة لضمان تنفيذ هذه الخطة.
رغم ذلك، تراجع مسؤولون أمريكيون لاحقاً عن بعض جوانب الخطة، حيث أكدوا أن التهجير الفلسطيني سيكون مؤقتاً وليس دائماً، وأن ترامب لم يلتزم بنشر قوات أمريكية في غزة أو باستخدام أموال دافعي الضرائب الأمريكيين في عملية إعادة الإعمار.
من جانبها، شددت مصر على أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى إعادة توطين خارج وطنهم من أجل بدء عملية إعادة الإعمار، وأكدت التزامها بمسار السلام ودعم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
تعارض إسرائيل إقامة دولة فلسطينية، مؤكدة على احتفاظها بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
كما ضمت إسرائيل القدس الشرقية في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن المدينة بأكملها هي عاصمتها، ما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والأمني في المنطقة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
