في مكالمة هاتفية، تم التأكيد على ضرورة البدء الفوري بإعادة إعمار قطاع غزة وحل الدولتين.
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مكالمة هاتفية الجمعة، رفضهما القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددين على أهمية تبني حل الدولتين كمسار أساسي لتحقيق السلام بالمنطقة. وجاء ذلك وفق بيان رسمي صادر عن الرئاسة المصرية.
تشديد على رفض التهجير وتسريع إعادة الإعمار
بحسب البيان، شدد الطرفان على أهمية الإسراع في بدء إعادة إعمار قطاع غزة، خاصة في ظل الدمار الكبير الذي ألحق بالقطاع مؤخرًا. كما تناول النقاش الأزمة الإنسانية في غزة، وضرورة تكثيف الجهود الدولية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
وكانت المكالمة قد تطرقت إلى جهود مصر المستمرة لتثبيت وقف إطلاق النار في القطاع، وتبادل إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين بين الجانبين، بالإضافة إلى دور مصر القيادي في هذا السياق.
رفض إقليمي ودولي لخطط التهجير
يأتي هذا الموقف المتماسك بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطط للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه الفلسطينيين إلى دول مجاورة، وهو ما أثار رفضًا إقليميًا ودوليًا واسع النطاق. وقد أكدت مصر، ومعها دول عربية أخرى، رفضها الكامل لتلك المخططات، مشددة على ضرورة احترام الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.
تصريحات تعكس التزامًا بالحل العادل
وفي إطار المكالمة، أكد الرئيس السيسي: “لن نقبل بأي حلول تمس بحقوق الشعب الفلسطيني أو تؤدي إلى تفاقم معاناته. نحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا لتعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة.” فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش عن دعمه للموقف المصري قائلاً: “دعمنا لحل الدولتين ولمطالب الشعب الفلسطيني بالحرية والعودة لا يزال ثابتًا. من المهم أن يتحرك المجتمع الدولي بسرعة لدعم جهود إعادة الإعمار وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني”.
وأكد السيسي وغوتيريش “ضرورة الإسراع في بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بما يضمن إستعادة الحياة الطبيعية في قطاع غزة، والتأكيد في هذا الإطار على رفض إخلائه من الفلسطينيين ومحاولات تهجيرهم”.
وشدد الجانبان على “ضرورة بقاء الفلسطينيين من أهالي القطاع في أرضهم، وضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي في هذا الصدد”.
كما أكدا “ضرورة أن يكون حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية وفقا لخطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”، مشيرين إلى أن ذلك “نهج ومحور تحرك المجتمع الدولي في المرحلة الراهنة”.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
كما تناول الاتصال الهاتفي بين السيسي وغوتيريش “تطورات الأوضاع في لبنان، وتم التأكيد على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار (مع إسرائيل) لاستعادة الاستقرار في البلاد”.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، لكن تل أبيب تواصل انتهاك الاتفاق عبر مئات الخروقات.
وتطرق الرئيس المصري وغوتيريش، إلى “الأوضاع في سوريا والسودان وليبيا والصومال”.
وأكد السيسي “حرص مصر على استقرار تلك الدول الشقيقة ووحدتها وسلامة أراضيها”.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، منهية بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 عاما من سيطرة عائلة الأسد.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط