واجه آلاف الصيادين في السودان تحديات قاسية نتيجة تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية. تسببت الحرب في تضييق نطاق الصيد البحري والنهري، مما أدى إلى انقطاع مصادر دخلهم وانهيار حياتهم الأسرية.
يعاني الصيادون من فقدان مصادر رزقهم، بعدما باتت الأسماك، التي تعد مصدراً غذائياً مهماً، صعبة المنال بسبب الصراع المستمر.
نزح العديد من الصيادين إلى مناطق أكثر أماناً هرباً من المعارك، تاركين وراءهم مهنهم ومصادر دخلهم. تحول بعضهم إلى باعة متجولين في محاولة لتوفير لقمة العيش.
يعيش الصيادون في قلق دائم من المستقبل المجهول، ويأملون في نهاية قريبة للصراع لعودة الحياة إلى طبيعتها.
أدى الصراع إلى توقف النشاط البحري بشكل كامل بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة. اضطر العديد من الصيادين للبحث عن مهن بديلة لتلبية احتياجاتهم المعيشية. تسربت حالة الفقر والبطالة إلى حياتهم بعد أن كانت تتميز بالاستقرار النسبي قبل الحرب.
تعرضت صناعة المراكب والقوارب لأضرار جسيمة نتيجة القصف والنهب. دُمرت الورش وتوقفت عمليات الإنتاج بسبب نقص الكهرباء، مما أثر على قطاع الصيد بشكل كبير. حاول بعض الحرفيين الانتقال إلى مناطق أكثر أماناً لمواصلة عملهم، لكن التحديات اللوجستية حالت دون ذلك.
ساهمت الحرب في توقف صناعات أخرى مرتبطة بالصيد، مثل صناعة الفسيخ والسمك المعلب. تأثرت الأسواق المحلية بشكل كبير، وتوقفت الصادرات من عدة مدن رئيسية.
فقدت ولاية النيل الأبيض، التي تنتج الجزء الأكبر من أسماك المياه العذبة، جزءاً كبيراً من نشاطها الاقتصادي، مما أثر على نصف السكان العاملين في الصيد.
رغم أن السودان يتمتع بثروة سمكية غنية بفضل الأنهار والبحيرات المنتشرة في البلاد، إلا أن الحرب جعلت من الصعب استغلال هذا المورد الحيوي.
تقدر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) المخزون السمكي بنحو 110 آلاف طن، ولكن الصراع عرقل إمكانية الاستفادة منه بشكل كامل.
تأثرت مناطق مثل خزان جبل أولياء والروصيرص وسنار بشكل خاص، حيث كانت تعتبر من أهم مصادر الإنتاج السمكي. انخفض إنتاج بحيرة النوبة وخزان خشم القربة بشكل ملحوظ، مما أثر على الصناعات المرتبطة بالأسماك المجففة والمعلبة.
انعكست الحرب بصورة سلبية على الاقتصاد السوداني، مما أدى إلى فقدان آلاف الصيادين لوظائفهم وأثر على استقرارهم المعيشي.
تعد هذه الأزمة الإنسانية واحدة من تداعيات الصراع التي تتطلب حلولاً عاجلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها وتحسين الظروف المعيشية للصيادين وأسرهم في السودان.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط