أخبار عاجلة
أخبار العالم : عاجل - كيفية الدعاء عند نزول المطر -

العزاء في سقوط بشار الأسد .. إعلام النظام المصري في أزمة وكارثة غير مسبوقة

تحولت شاشات الإعلام المصري الموالية للنظام السوري إلى ساحة من الحزن العميق بعد ما اعتبره الكثيرون سقوطاً وشيكاً لنظام بشار الأسد.

الفاجعة كانت بمثابة زلزال سياسي ليس فقط لسوريا بل للمنطقة بأسرها، حيث عكست ردود الأفعال الإعلامية موجة من التخويف والقلق غير المسبوق.

المحللون والمذيعون على هذه الشاشات لم يستطيعوا إخفاء صدمتهم، وبدلاً من إظهار التفاؤل أو حتى الحياد، كشفوا عن سيل من التنبؤات المظلمة والمثيرة التي تتنبأ بمستقبل سوريا بعد الأسد.

من أبرز الشخصيات الإعلامية التي تعبيروا عن تلك الصدمة كان مصطفى بكري، الذي أطلق تصريحات مثيرة للجدل عندما نفى تماماً وجود ما يسمى بـ “ثورة سورية”.

وكأن سقوط نظام الأسد ليس إلا خيالاً في أذهان بعض المجموعات، مؤكداً أن ما جرى في سوريا لم يكن سوى “مؤامرة” أرادت تقويض الدولة السورية دون أي اعتبار لمصير الشعب أو المنطقة.

تصريحاته جاءت لتكمل الصورة التي حاول الإعلام الموالي للنظام رسمها خلال سنوات الحرب، فدائماً كان هناك محاولات لإظهار أي تحركات مناهضة للأسد على أنها مؤامرات ضد الدولة.

لكن ما هو أخطر من ذلك كانت التصريحات النارية التي أطلقها الإعلامي إبراهيم عيسى، الذي وصف ما أسماه بـ “الربيع العربي” بأنه مجرد “خدعة” تم تنفيذها ضد الدولة السورية. هجومه على الاحتجاجات التي عمت المنطقة كان قاسياً، مشيراً إلى أن الهدف كان ضرب “صلب الدولة السورية” وتقويض أمنها واستقرارها. عيسى بدا متأثراً بشكل خاص بما آلت إليه الأمور، وكان في غاية الغضب من الفوضى التي انتشرت في العديد من الدول العربية، خاصة سوريا. من خلال تصريحاته كان يحاول تحفيز الشعور بالذنب في نفوس المشاهدين الذين ربما كانوا يتعاطفون مع التغيير السياسي الذي حصل في المنطقة.

أما نشأت الديهي، فهو الآخر أضاف نكهته الخاصة عندما طرح سيناريو كارثي في حديثه عن سوريا، قائلاً إنه من الممكن أن يتم تقسيمها إلى مناطق متناحرة ولن تكون هناك “دولة” سورية كما عرفها الجميع. لم يكتف بذلك بل أكد أن سوريا قد تشهد تحولات خطيرة يمكن أن تفضي إلى صراعات مستمرة تهدد بانعدام الاستقرار في المنطقة بأسرها. كانت تصريحاته بمثابة تحذير مشؤوم يعكس القلق من تزايد الفوضى بعد سقوط النظام.

أما الإعلامي عمرو أديب، فقد تحدث عن معاناة الشعب السوري في الفترة المقبلة، قائلاً إن “الواضح أن الشعب السوري سيعاني في الفترة القادمة”. كان أديب يعتقد أن سقوط الأسد سيقود البلاد إلى مأساة جديدة من الفوضى والعنف، خصوصاً في ظل تنامي الجماعات المتطرفة التي قد تسيطر على بعض المناطق. لذلك، كان في كامل قلقه بشأن المستقبل السوري، محذراً من أن المراحل القادمة ستجلب الكثير من الألم.

في المقابل، تامر أمين أطلق هو الآخر توقعات محبطة للغاية حول مصير سوريا، مشيراً إلى أن سوريا “سقطت” وأنها ستتحول إلى “إمارة إسلامية”. تصريحاته كانت تتسم بالتحذير الشديد من أن سقوط الأسد سيقود إلى انهيار كامل للدولة السورية وتحولها إلى منطقة يتم السيطرة عليها من قبل قوى إسلامية متشددة. كان يراهن على أن الثمن الأكبر سيكون من نصيب الشعب السوري، خاصة في ظل التفكك الذي يعصف بالبلاد في السنوات الأخيرة.

أما أحمد موسى، فقد لم يتردد في التعبير عن عزائه لما يعتقد أنه “خسارة فادحة” لسوريا، معلناً أن “القادم لن يكون مريحاً”. موسى، الذي كان يترقب بإحباط تداعيات أي تغيير في النظام السوري، حذر من أن أي انهيار لن يترك وراءه سوى الفوضى والعنف الذي سينتشر في كافة أرجاء سوريا. كان يصرخ من أجل أن تبقى سوريا كما هي، رغم أن الحقائق على الأرض كانت تشير إلى شيء مختلف.

وأخيراً، محمد الباز لم يكن أقل قسوة في تفسيره لما يحدث في سوريا، حيث أطلق نداءه بعبارة “عاشت سوريا ويسقط الأسد”، متهماً القوى المعادية للنظام بأنها ستجلب المزيد من الدمار على البلاد في حال تمكنت من الإطاحة بالأسد. بدا وكأنه يضرب في المسمار على رأس المشهد السوري المعقد، الذي لن يكون مجرد سقوط رئيس، بل بداية لفوضى دائمة. هذه التصريحات عكست القلق العميق من المستقبل المجهول لسوريا بعد الأسد.

إن هذه التصريحات والتنبؤات التي أطلقها الإعلاميون الموالون للنظام تشي بتأثير العاصفة التي باتت تلوح في الأفق. جميعهم يتفقون على أن الخوف من الفوضى هو سيد الموقف، وهم يدركون أن ما ينتظر سوريا ليس مجرد سقوط نظام، بل احتمال تقسيم البلاد وصراع دائم قد يمتد لعقود. الإعلام الموالي للنظام لم يستطع أن يخفي الصدمة، بل سعى إلى تحفيز حالة من القلق في قلوب الجمهور، محاولاً تسويق صورة سوداوية عن مستقبل سوريا.

المؤكد أن الإعلام الموالي للنظام السوري قد دخل في مرحلة عزاء حقيقية. هؤلاء الإعلاميون الذين طالما دافعوا عن بشار الأسد بكل الوسائل بدأوا يرون كوابيسهم تتحقق أمام أعينهم. السؤال الآن: هل ستنجو سوريا من المصير الذي يتوقعونه؟ أم أن الأوضاع ستتدهور أكثر؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة، ولكن المؤكد أن أي مرحلة مقبلة ستكون شديدة القسوة ومعقدة في كل تفاصيلها.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق فساد عبدالسند يمامة يدمر حزب الوفد ويبيع المناصب ويخضع الحزب لمصالحه الشخصية
التالى الاحتلال يصعّد الهجمات على غزة ويخلف شهداء وجرحى في قصف مكثف