أخبار عاجلة

أخت القائد محمد الضيف تعبر عن مشاعرها في رسالة مؤلمة ومؤثرة

أخت القائد الكبير محمد الضيف تكتب كلاما مؤلما موجعا.. طويل لكنه معبر

•لم تكن الحرب سهلة أبدا بل كانت قاسية جداً جداً كجبل جاثم فوق صدورنا،
كانت الحرب أكبر علينا من تلك الصخرة التي كانت فوق صدر بلال بن رباح رضي الله عنه وهو يُجلد بلا شفقة ولا رحمة في أيام حر شداد ورُغم ذلك كان يقول أحد أحد.

أما نحن كنا نضغط على الجرح ونصمت وحتى الدموع نبتلعها ولا نقول سوى الحمد لله ونحاول أن نزرع الأمل في كل من حولنا رغم معرفتنا بصعوبة ذلك.

حرب أخذت منا أحبتنا وفلذات أكبادنا ، فقدنا فيها رجال كل واحد منهم بأمة ونساء كل واحدة منهن جيلا بأكمله، وفقدنا أطفال أبرياء وفقدنا فيها أروحاً لم نحصيها للآن وأحزننا فراقهم كحزن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما فقد فلذة كبده ابراهيم وقلنا كما قال قدوتنا : إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون

رحلنا من بيوتنا وأراضينا وذكرياتنا إلى أماكن نجهلها كغياهب الجب الذي ألقى إخوة يوسف أخيهم فيه، وتفرق الاخ عن أخيه، وفقدت الأخت أختها ، وفقدت الأم ابنها وتشتتنا كل واحد منا في مكان لا يعرف عن أهله شيئا ولا يستطيع أن يبحث عنهم أو حتى ينطق اسمهم ووضعنا خياماً وتنقلنا في أماكن كثيرة، منها من تركناها بسبب اقتراب العدو ومنها من تركناها بسبب خوف الناس منا ، ليس عيباً في أخلاقنا أو سلوكنا لا سمح الله ولكن بسبب الاسم وتاريخ نضال أخي محمد ( فخاف الناس على حياتهم فأبلغونا بأن نبتعد عن خيامهم ومنازلهم ) وكأن مع اسم عائلتنا ملك الموت، إن اقتربنا من مكان فسوف يقبض ملك الموت أرواح من حولنا ،

بتر الأعداء أعضاء الجسم وبترت الناس مشاعرنا وذُبحت قلوبنا فقلنا كما قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وهما في الغار” لا تحزن إن الله معنا “ونحن فعلاً على يقين تام بأن الله معنا ، ونحمده في الضراء كما كنا نحمده في السراء.

كنا نذهب للعمل وفي المواصلات والشوارع ونجلس مع زملاء لا يعرفونا من محافظات أخرى ونسمع من الشتائم والأدعية على عائلتنا وأهلنا وأخونا وأعراضنا (وكأننا كتبنا القدر وكنا سبب تلك الحرب) .

كلام يمزق الفؤاد ويذيب الروح ويقطع نياط القلب ومع ذلك كنا نقول كقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ”فصبراً جميلا والله المستعان على ما تصفون. “

كانت حرب طاحنة من الاعداء ومن غيرهم من بني جلدتنا طحنت مشاعرنا قبل أن تطحن عظامنا وبيوتنا ولكنا نؤمن بالقدر خيره وشره ، ونؤمن بأنه عندما نفخ الله الروح في الجسد كتب الملك الاسم، وشقي أم سعيد ، والرزق، والأجل و نحن نؤمن بأن لا أحد يموت قبل موعده ولا بعده ولكن لكل أجل كتاب.
من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الاسباب والموت واحد.

ما يذيب القلب ويحزنه تركيز البعض الآن على ماحدث وهل هو خطأ أم صواب ، ما حدث حدث بمرارته رُغم أن قدر الله مهما كان مُرأ فهو خيرا نجهله ولحكمة لا نعلمها ولكن الله يعلمها. ولو علم الانسان الغيب لبكى من رحمة الله به ورضي بما قدره الله له.

نحن بحاجة ماسة الأن أن نحب بعضنا البعض ونُلملم شملنا ونعض على جراحنا ، ونضع الحزبية جانباً ونواسي بعضنا البعض فكل واحد منا لديه قصص وأحداث تدمي الفؤاد.

والله إن أخي محمد الضيف.”أبو خالد “كان قرآناً يمشي على الأرض
والله كل حروف الأبجدية وكل كلمات العالم بكل اللغات لا توفيه حقه
وتعجز عن وصفه ، ولكنه قدر الله يصيب به من يشاء ويعز من يشاء ، والله لقد كان شوكة في حلوق الاعداء في حياته وسيبقى بإذن الله بعد الممات. والله لقد تمنى الاعداء أن يكون لديهم رجلٌ مثله وبمثل عقليته ولكن هيهات هيهات أن يكون لهم ذلك.

اللهم تقبله في عليين مع النبيين والشهداء والصديقين وحسن أؤلئك رفيقا.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السيارات : بي إم دبليو تتعاون مع الشركات الصينية لمواجهة الاتحاد الأوروبي في المحكمة
التالى د.عدنان منصور يكتب: الإمبراطور والإمبراطورية! من سياسة الأخلاق إلى أخلاق السياسة!