أكد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، أن الحملة المستمرة ضد الوكالة لا تتسبب فقط في إلحاق الأذى بحياة ومستقبل الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكنها أيضًا تقوض ثقتهم في المجتمع الدولي وتعرض أي أمل لتحقيق السلام والأمن للخطر.
الأونروا ضمان للاستقرار ومصدر حيوي للمساعدات
في مواجهته للانتقادات الموجهة للوكالة، أوضح لازاريني أن الأونروا تقدم نصف المساعدات للفلسطينيين، مضيفًا أن الادعاءات التي تصدرها الحكومة الإسرائيلية حول نقص الدعم غير دقيقة. وسلط الضوء على جهود الوكالة التي تشمل تقديم أكثر من 17 ألف استشارة طبية يوميًا في الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى دورها المحوري في ضمان الاستقرار بالمنطقة.
وأكد لازاريني أن فرض حظر على عمل الوكالة سيؤدي إلى تدهور قدرة الأمم المتحدة على تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في الأراضي المحتلة. وقال إن تقليص دور الأونروا من شأنه أن يُعرّض حقوق اللاجئين الفلسطينيين للخطر، وهو ما اعتبره أمرًا يجب التصدي له في ظل الحاجة الملحة لتكثيف جهود الإغاثة.
الهجوم على الأونروا يهدد حل الدولتين
خلال كلمته، شدد لازاريني على ضرورة حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين والعمل على إنجاح العملية السياسية القائمة على حل الدولتين. وحذر من أن إضعاف الأونروا لا يُهدد الفلسطينيين وحدهم، بل أيضًا جهود المجتمع الدولي في تحقيق حل عادل وشامل يعود بالنفع على جميع الأطراف.
كما عبّر المسؤول الأممي عن قلقه إزاء القانون الذي أقره برلمان الاحتلال الإسرائيلي (الكنيست) في أكتوبر الماضي لحظر نشاط الأونروا ومنع السلطات من التواصل معها. ووصف لازاريني هذا القانون بأنه تصعيد خطير ضد الوكالة التي كانت تعمل لعقود من أجل دعم اللاجئين الفلسطينيين وحماية حقوقهم الأساسية في ظل أوضاع متفاقمة.
الأونروا تدحض الادعاءات الإسرائيلية
ردًا على اتهام الوكالة بأنها “مخترقة من جانب حركة المقاومة الإسلامية (حماس)”، قال لازاريني إن مثل هذه المزاعم غير مدعّمة بأي أدلة. وأضاف أن الوكالة تعمل في إطار قانوني ومهني صارم لضمان تقديم المساعدات الإنسانية للجميع دون أي تمييز.
تصريحات لازاريني
وخلال تصريح له، أكد لازاريني: “الهجوم المستمر على الأونروا لا يتعلق فقط بتقويض الوكالة، بل هو هجوم على حقوق اللاجئين ومستقبل العدالة والسلام في المنطقة”. وتابع: “إذا توقفت الأونروا عن تقديم المساعدات، ستُفقَد واحدة من آخر الدعائم التي تضمن حقوق الفلسطينيين وسط تحديات متزايدة.”
نسخ الرابط تم نسخ الرابط