لطالما كانت مصر قلب العالم العربي ومنارته، ومركز ثقل إقليمي قادر على التأثير في مستقبل المنطقة بأكملها. اليوم، تقف المنطقة ومصر فى القلب منها عند مفترق طرق جديدة، وسط تغيرات جذرية بدأت تتبلور في الإقليم والعالم. هذه التغيرات تحمل في طياتها تحديات و تهديدات لا يمكن مواجهتها إلا بوحدة الصف الداخلي وقوة الإرادة الجماعية.
إن الشعب المصري، الذي قدّم التضحيات الجسام على مر العقود، يتطلع إلى مرحلة جديدة تُعيد إليه الأمل في العدالة والحرية والكرامة. ولعل الخطوة الأولى في هذه المرحلة تكون بالإفراج عن المعتقلين الذين دفعوا ثمن آرائهم ومواقفهم السياسية، أياً كانت اختلافاتهم مع السلطة. فالأوطان تُبنى بالحوار، لا بالصراع؛ وبالحرية، لا بالقمع.
لماذا الآن ؟
المنطقة العربية تعيش مرحلة تغيرات عميقة، سواء على مستوى التهديدات أو التحالفات السياسية أو الديناميكيات الاقتصادية والاجتماعية. من مصلحة مصر أن تكون في طليعة هذه التحولات، لا أن تظل في موقع المتفرج أو المتأثر دون القدرة على التأثير أو المفعول به .ولكن، لا يمكن لمصر أن تقوم بدورها القيادي وهي تعاني من شرخ داخلي يعطل طاقاتها.
قوة الشعب هي مفتاح النجاح
إن إطلاق الحريات وإعادة الحقوق للشعب ليس مجرد مطلب وطنى إنساني وأخلاقي، بل هو ضرورة إستراتيجية لمواجهة التحديات المقبلة. قوة مصر الحقيقية تكمن في شعبها، وإطلاق طاقاته سيكون المفتاح لتجاوز الأزمات الاقتصادية والسياسية الراهنة.
الطريق إلى المستقبل
أولا:فلتكن البداية لمستقبل مستقر بالإفراج عن المعتقلين: خطوة أولى نحو بناء الثقة بين الدولة وشتى أطياف المجتمع.
ولتكن شريحة المرضى والنساء وكبار السن كمرحلة أولى لبناء الثقة..ليعقبها رد المظالم والافراج عن الجميع.
ثانيا :الدعوة إلى حوار وطني شامل وحقيقى وليس مجرد ديكور: يضم جميع القوى السياسية والفكرية لوضع خارطة طريق لمستقبل البلاد..ولايستثنى أحد من الحوار.
ثالثا: قيام الدولة بإصلاحات سياسية واقتصادية: تعتمد على الشفافية والمساءلة، وتشعر المواطن بحرص الدولة عليه من خلال احترام القانون وحقوق الإنسان ورد المظالم.
كلمة أخيرة
يا كل محب لمصر، المستقبل يُصنع بالقرارات الجريئة. امنحوا هذا الشعب فرصة ليكون شريكاً حقيقياً في صنع مستقبل وطنه. المنطقة ستشهد تغييرات شئنا أم أبينا، فلتكن هذه التغيرات في مصلحة مصر وبإرادة أبنائها. حرروا الطاقات المكبلة، وأعيدوا الحقوق إلى أصحابها، لتكونوا على الجانب الصحيح من التاريخ.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط