كشف المحامي الحقوقي خالد المصري عن صدور قرارات مفاجئة من نيابة أمن الدولة تقضي بإخلاء سبيل عدد كبير من المعتقلين في قضايا سياسية مثيرة للجدل، حيث شملت تلك القرارات متهمين في عشر قضايا أمنية مختلفة، كان قد تم توقيفهم بتهم تتعلق بالنشاط السياسي المعارض.
وأوضح المحامي الحقوقي أن القضايا التي شملها قرار إخلاء السبيل تتنوع بين قضايا مختلفة وتركز على المعارضين السياسيين الذين تم اعتقالهم في الآونة الأخيرة. وقد طالت تلك القضايا عشر ملفات، منها قضايا تهم مجموعات وأفراد تم اتهامهم بنشاطات معارضة للسلطة الحاكمة، بالإضافة إلى انخراطهم في تنظيمات سياسية معارضة.
ومن بين القضايا التي شملها قرار إخلاء السبيل، ذكر المصري على وجه التحديد القضايا التالية: القضية 184 لسنة 2023، القضية 1893 لسنة 2022، القضية 2064 لسنة 2023، القضية 2152 لسنة 2023، القضية 3388 لسنة 2023، القضية 1976 لسنة 2023، القضية 1977 لسنة 2022، القضية 2123 لسنة 2023، القضية 2203 لسنة 2023، والقضية 2515 لسنة 2022.
تُعد هذه القرارات بمثابة تطور كبير في التعامل مع قضايا المعارضين السياسيين، إذ أن المعتقلين في هذه القضايا كانوا قد تعرضوا لحملات من التوقيف والاستجواب، وهو ما أثار انتقادات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية التي دأبت على تسليط الضوء على أوضاع المعتقلين السياسيين.
وأشار المحامي المصري إلى أن قرار إخلاء السبيل يعتبر خطوة هامة، ولكن يظل من غير الواضح ما إذا كان هذا القرار يشير إلى بداية تحول حقيقي في سياسة التعامل مع المعارضين السياسيين أم أنه مجرد إجراء مؤقت. وأكد أن بعض المعارضين الذين تم الإفراج عنهم لا يزالون قيد المتابعة القضائية، مما يفتح الباب للشكوك حول نوايا السلطة في إجراء تغييرات جذرية في سياستها تجاه المعتقلين السياسيين.
ورغم أن هذا القرار يعد إيجابيًا من حيث الإفراج عن المعتقلين الذين تم توقيفهم لفترات طويلة، إلا أن هناك من يراه خطوة غير كافية لمواجهة القضايا الأساسية التي يعاني منها المعتقلون السياسيون. بعض منظمات حقوق الإنسان ترى أن الوضع لا يزال يشهد استمرار الاعتقالات السياسية لمجموعة أخرى من المعارضين، وهو ما يؤكد أن الإصلاحات القانونية المطلوبة تتجاوز مجرد إخلاء السبيل إلى ضرورة معالجة القضايا الشاملة المتعلقة بحرية التعبير والمشاركة السياسية.
ومع هذا، فإن هذه الخطوة تفتح المجال لتساؤلات أكبر حول الإجراءات القانونية المتبعة في التعامل مع المعارضين السياسيين، وتثير تساؤلات حول مدى جدية السلطات في إحداث تغييرات حقيقية في تعاملها مع قضايا حقوق الإنسان. المحامي خالد المصري شدد على أن هذه القرارات قد تمثل بداية لتوجه جديد نحو إصلاحات قضائية في التعامل مع القضايا السياسية، ولكنه نبه إلى أن الترقب هو سيد الموقف في الأيام القادمة لمعرفة ما إذا كانت هناك خطوات أوسع وأعمق في هذا الاتجاه.
كما أشار المصري إلى أن المسار القضائي في القضايا السياسية ما زال يحمل الكثير من الغموض، وتبقى الحاجة إلى مزيد من الجهود لتحسين أوضاع المعتقلين السياسيين الذين يواجهون اتهامات مشابهة في قضايا أخرى. في المقابل، طالبت المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية بالاستمرار في الضغط من أجل ضمان الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين وتحقيق محاكمات عادلة تراعي حقوق الإنسان.
النشطاء السياسيون بدورهم، عبروا عن أملهم في أن تكون هذه القرارات بداية لمرحلة جديدة تضمن احترام الحقوق والحريات السياسية. ورغم الترحيب الذي لاقته هذه القرارات من قبل البعض، إلا أن هناك من يظل يشكك في أن تكون هذه الإجراءات مجرد تغييرات شكلية لا تمثل تحولًا حقيقيًا في سياسة البلاد تجاه المعارضين السياسيين.
ويستمر الضغط من جانب الحركات الحقوقية في مطالبتها بإصلاحات قانونية وسياسية تؤدي إلى إنهاء الاعتقالات التعسفية والحد من القيود على النشاط السياسي، وسط تصاعد المخاوف من استمرار الوضع الراهن في ظل غياب ضمانات حقيقية لحقوق الإنسان.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط