وأكد: منذ اليوم الأول للأزمة السورية كان موقفنا وتصريحاتنا وأفعالنا واضحة فتركيا تعاملت دائمًا مع الأزمة من منطلق وجدان
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن انتهاء نظام البعث “الذي تلطخت يداه بالدماء، فتح أمام سوريا الطريق المؤدي إلى الأمن والاستقرار”.
جاء ذلك في كلمة خلال في فعالية حول حقوق الإنسان نظمها “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، في العاصمة أنقرة، الأربعاء.
وأضاف أردوغان: “وصلنا مرحلة بات يُنظر فيها إلى حقوق الإنسان على أنها حقوق مميزة لا تنطبق إلا على منطقة معينة من العالم وعلى مجموعة معينة من السكان”.
ومتحدثا عن موقف تركيا فيما يتعلق بالملف السوري، بيّن أردوغان أنه “منذ اليوم الأول للأزمة السورية كان موقفنا وتصريحاتنا وأفعالنا واضحة فتركيا تعاملت دائمًا مع الأزمة من منطلق وجداني”.
وأردف: “تركيا وحكومتنا استقبلت في ليلة مئات الآلاف من الأكراد السوريين على أراضيها عندما هاجم قتلة داعش مدينة عين العرب (في سوريا)”.
وبشأن تعامل تركيا مع من لجؤوا إليها، قال أردوغان: “لم نسأل الذين طرقوا أبوابنا ما إذا كانوا أتراكا أو عربا أو أكرادا، ولم نسأل من طلبوا مساعدتنا إن كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهودا”.
وأكد الرئيس أردوغان: “لم نترك أشقاءنا وحدهم أبدا سواء في المظالم التي شهدتها غزة أو في الأزمة السورية”.
وشدد على أن إجراءات عودة اللاجئين (السوريين) الطوعية ستتواصل بكل “وقار واتزان” بغض النظر عما تفعله المعارضة التركية.
وأكد أردوغان، أن الشعب التركي رفع صوته وعبر عن مواقفه وناصر المظلومين أينما كانوا عبر التاريخ.
وقال في هذا الصدد: “قبل 5 قرون، نحن من فتح الباب أمام اليهود الذين تعرضوا للظلم من محاكم التفتيش (في الأندلس) وأنقذنا حياتهم، نحن أيضًا من أنقذ أشقاءنا الأكراد من براثن المجازر بشمال العراق خلال حرب الخليج الأولى”.
وأوضح أردوغان، أنه لدى هجوم تنظيم “داعش” الإرهابي على مدينة عين العرب بسوريا، فإن تركيا من استقبلت مئات آلاف الأكراد السوريين في ليلة واحدة.
وأضاف أن تركيا لم تسأل من أين يأتي هؤلاء وهل هم أتراك أو عرب أو أكراد أو مسلمين أم مسيحيين أم يهود.
وأكد الرئيس التركي أن أنقرة وقفت وما تزال تقف إلى جانب كل مظلوم وبريء أينما وُجد، وأنها لم تترك أشقاءها المظلومين لوحدهم سواء في غزة أو بالأزمة السورية.
وأشار إلى أن تركيا تعد واحدة من أكثر الدول توفيراً للدعم لفلسطين، من خلال إرسال 86 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى هناك.
كما أوضح أردوغان، أن تركيا الدولة التي أبدت موقفا واضحا ضد الحكومة الإسرائيلية بإيقاف التعاملات التجارية معها.
وتابع: “نبذل ما بوسعنا أيضًا عبر مساعداتنا التي أوصلناها لأشقائنا اللبنانيين وسنواصل ذلك، وجارتنا سوريا على رأس الأماكن التي نجحنا فيها كدولة وشعب في اجتياز امتحان الإنسانية”.
وأردف أردوغان: “تركيا تعاملت دائماً مع الأزمة السورية من منطلق وجداني، وسعينا لأن نفعل كل ما هو لازم بموجب إنسانيتنا وإسلامنا وجوارنا خلال هذه الفترة الصعبة”.