تواصل كتائب القسام في غزة تقديم نموذج من البطولات الميدانية التي أصبحت حديث العالم بأسره في مشهد من نوعه حيث أكد المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة أن القتال الذي يخوضه رجال القسام في شمال القطاع يعد نموذجًا فريدًا يجب أن يُحتذى به من قبل كل الأحرار في العالم
وأضاف أن العناصر التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي في هذه المنطقة في حالة من التفاني القتالي والانتصار الذي يذهل الجميع وأوضح أبو عبيدة أن الجيش الإسرائيلي يكذب على الرأي العام بشأن حجم خسائره الفادحة ويعمل جاهدا على إخفاء الحقائق المرة المتعلقة بحالة جنوده التي وصفها بالكارثية في شمال القطاع وهو ما يعد محاولة يائسة من الاحتلال لإخفاء العار الذي يلاحق جيشه في كل زاوية من هذا التوغل العسكري الهمجي وواصل قائلا أن الاحتلال يواصل محاولاته القذرة للتغطية على حقيقة ما يحدث على الأرض عبر نشر أكاذيب وادعاءات فارغة لم يصدقها أحد
كما لفت أبو عبيدة إلى أن عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال في شمال غزة ليست سوى جزء من مخططه الواسع والهمجي لتصفية المدنيين الأبرياء وتدمير ما تبقى من حياة تحت ستار الحروب المزعومة ضد الإرهاب ورغم الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق السكان العزل في المناطق المستهدفة إلا أنه يصر على تقليص حجم الفضيحة التي تلاحقه أمام العالم بدعوى الحفاظ على صورته المشوهة واستمرار محاولاته للتلاعب بوقائع الحرب
وقد اختتم أبو عبيدة تصريحاته بالحديث عن مصير بعض أسرى جيش الاحتلال الذين باتت حياتهم في مهب الريح بسبب الهجوم المستمر على مناطق متعددة في غزة موضحًا أن مصير بعض هؤلاء الأسرى أصبح مرتبطًا بمقدار تقدم جيش الاحتلال في بعض المناطق الهشة والتي شهدت عدوانًا عنيفًا مشيرًا إلى أن الاحتلال إذا لم يحقق أي تقدم على الأرض فإن مصير جنوده سيظل مجهولًا وبالتالي سيظل مصير الأسرى مهددًا بالخطر على حد قوله
في تطور آخر وفي بيان غير مسبوق أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش أن جيش الاحتلال قد ارتكب انتهاكًا صريحًا للقوانين الدولية الإنسانية من خلال نشر روبوتات محملة بالمتفجرات قرب بوابة مستشفى كمال عدوان شمال القطاع وأوضح البرش أن هذه الأفعال تعد جريمة جديدة تضاف إلى قائمة جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأن الاحتلال لا يكتفي بقصف البنية التحتية والمرافق الحيوية بل يسعى لتدمير مقومات الحياة بشكل ممنهج وجاء هذا التصريح ليكشف حجم الانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين في وقت حساس تحاول فيه سلطات الاحتلال إخفاء فظائعها التي تكشفها التقارير الدولية والإعلامية
وفيما يتعلق بمستشفى كمال عدوان أكد مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية في تصريحاته الخاصة أن الدبابات الإسرائيلية قامت بفتح نيرانها بشكل عشوائي تجاه مباني المستشفى مما أسفر عن تدمير جزء من المنشآت الحيوية وكان أبرز ما طالته هذه النيران وحدة العناية المركزة التي كانت تضم مرضى في حالة حرجة وكذلك قسم الولادة الذي لم يسلم من هجمات الاحتلال المجرمة والتي لم تراعِ أي نوع من الإنسانية حيث اخترقت الرصاصات جدران المستشفى وقسَّمت حيات العديد من المرضى والمواطنين في لحظات مأساوية مروعة حيث يثبت ذلك بشكل قاطع أن الاحتلال يصر على ارتكاب الجرائم بشكل منهجي ومدروس ضد الفلسطينيين دون أدنى اعتبار للأعراف والمواثيق الدولية
ويأتي هذا التصعيد الخطير في وقتٍ لا تزال فيه غزة تعيش في ظل حصار غير مسبوق يضاف إلى قصف مستمر على المرافق المدنية وعلى الرغم من الإدانة الدولية لهذه الجرائم إلا أن الاحتلال يواصل سياسة التدمير الممنهج بدون أي اكتراث بالرأي العام العالمي وبدون أن يتأثر بذلك الهجوم المتواصل من قِبل كتائب القسام التي تواصل تقديم المقاومة ضد آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة التي لا تميز بين طفل أو امرأة أو مسن بل تستهدف كل من يعترض طريقها في معركة يبدو أنها لن تنتهي قريبًا دون حسابات سياسية دقيقة
وفي ظل هذا الوضع المأساوي الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن إيقاف آلة القتل الإسرائيلية التي تستمر في ارتكاب المجازر بحق المدنيين في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تقاعسًا شديدًا عن وضع حد لهذه الانتهاكات المستمرة فلا العالم العربي ولا المجتمع الدولي قد أوقفا هذه الآلة الحربية التي لا تميز بين هدف عسكري ومدني ولا بين موقع حيوي وآخر إنما تعمل فقط على تدمير البشر والحجر
هذه الأوضاع الكارثية في غزة باتت تهدد باندلاع موجات جديدة من الغضب الشعبي الدولي لا سيما في ظل استفزاز الاحتلال المتكرر وإصراره على زيادة المعاناة بشكل غير مسبوق كما أن النوايا العدوانية للاحتلال لم تتوقف بل باتت تتخذ شكلاً أكثر همجية وتعسفًا ضد الأبرياء من أجل تدمير كل شيء والآن يظل السؤال الأبرز: إلى متى سيستمر هذا النزيف الدموي وهذه الجرائم المروعة بحق الفلسطينيين بلا حساب؟
نسخ الرابط تم نسخ الرابط