في مشهد غير مسبوق وصادم في كرة القدم المصرية، شهدت مباراة فريق المنصورة أمام المقاولون العرب تصرفا غير لائق من أحد لاعبي الفريق تجاه مدربه، وهو ما يعكس أزمة جديدة في عالم الرياضة المحلية.
لم يكن هذا التصرف مجرد اعتراض عادي على قرار فني، بل تحول إلى اعتداء جسدي فاجأ الجميع في الوسط الرياضي وأثار موجة من الاستنكار على مختلف الأصعدة.
الحدث الصادم في المستطيل الأخضر
شهدت المباراة التي جمعت بين فريق المنصورة ونظيره المقاولون العرب في إطار بطولة دوري المحترفين حادثة لم تكن متوقعة بأي حال من الأحوال.
اللاعب أحمد عبد الواحد شاهين الذي دخل إلى أرض الملعب منذ بداية الشوط الثاني بديلاً لأحد زملائه، فوجئ بقرار استبداله بعد 10 دقائق فقط من دخوله، مما دفعه إلى حالة من الغضب والانفعال.
بدلاً من قبول قرار المدرب بهدوء كما هو معتاد في مثل هذه المواقف، قرر اللاعب إظهار احتجاجه بشكل غير لائق. فقد عمد إلى إضاعة الوقت عن قصد، متجاهلاً تعليمات مدربه، قبل أن يخرج من الملعب وهو في حالة من الغضب الشديد.
تفاصيل الاعتداء الذي هز الوسط الرياضي
حينما استقبله أحد أفراد الجهاز الفني خارج الخطوط في محاولة لتهدئته، تجاهل اللاعب كل المحاولات للاحتواء وذهب مباشرة إلى المدير الفني، علاء نوح، ودفعه بعنف ثم قام بالاعتداء عليه برأسه، في تصرف غير رياضي تماما ولا يتناسب مع أخلاقيات اللعبة.
هذا الحادث المروع الذي تم توثيقه في فيديو متداول على نطاق واسع أثار غضب الجماهير الرياضية، وفتح الباب على مصراعيه لتساؤلات حول ما يحدث في الملاعب المصرية من تصرفات غير مهنية وغير أخلاقية.
ردة فعل اللاعب والاعتذار المشروط
بعد أن تم تداول الفيديو بشكل كبير عبر وسائل الإعلام، خرج اللاعب أحمد عبد الواحد شاهين في أول تصريح له عبر مقابلة مع “العربية.نت” ليعلق على الحادث، مدعياً أنه تعرض للظلم من قبل مدربه، وهو ما أدخله في حالة نفسية سيئة أثناء المباراة.
وأوضح أن القرار المفاجئ باستبداله لم يمض عليه سوى دقائق قليلة بعد دخوله، حيث لم يكن قد مضى أكثر من 8 دقائق من مشاركته في المباراة. هذا التوقيت السريع لاستبداله أثار غضب اللاعب بشكل غير مبرر ودفعه لتصرفه المتهور.
إلا أن شاهين نفى أن يكون قد اعتدى فعليًا على المدرب كما تردد في العديد من التقارير، مشيرًا إلى أنه لم يضرب المدرب بل دفعه فقط في لحظة غضب عارمة.
ورغم نفيه للضرب، إلا أنه اعترف أن ما قام به كان تصرفًا غير مقبول تمامًا وأوضح ندمه الشديد عليه. كما قرر في نهاية تصريحاته اعتزال كرة القدم نهائيًا، رغم أنه لا يزال في سن 22 عامًا فقط، معتبرًا أن هذا الحادث كان القشة التي قصمت ظهره.
التداعيات الكارثية على الفريق
المباراة انتهت بخسارة قاسية لفريق المنصورة بنتيجة 3-0، لتزيد الأمور سوءًا وتدخل الفريق في أزمة خانقة على صعيد الترتيب العام في دوري المحترفين.
هذه الخسارة وضعت الفريق في قاع الجدول، حيث أصبح يحتل المركز الـ20، مما يعقد موقفه في السباق من أجل البقاء في الدوري الممتاز.
لا يمكن إغفال أن الحادثة التي جرت على أرض الملعب بين لاعب ومدرب أثرت بشكل كبير على معنويات الفريق ككل، ووضعت الجهاز الفني في موضع حرج للغاية.
تزامن هذا الحادث مع تدهور الأداء العام للفريق، مما يثير التساؤلات حول إذا ما كانت الأزمات الداخلية ستؤدي إلى انهيار الفريق بالكامل.
الكرة المصرية في مهب الريح
هذه الحادثة المدوية لا تمثل فقط حالة فردية بل تُعد مؤشرًا على وجود مشكلات أعمق في كرة القدم المصرية. كيف يُمكن لفريق محترف أن يسمح بتفشي مثل هذه التصرفات غير المقبولة؟ وهل هي مجرد نتيجة لضغوط نفسية أم أن هناك خللاً في التعامل مع اللاعبين والمدربين على حد سواء؟
الواقع يقول إن هذه الحادثة هي نتيجة لغياب الرؤية الرياضية الصحيحة، وعدم التعامل مع اللاعبين بروح احترافية قادرة على احتواء المواقف الصعبة.
ليس من السهل تقبل تصرفات بهذا الحجم في رياضة يُفترض أن تكون نموذجًا للسلوك الرياضي والانضباط. فتكرار مثل هذه الحوادث يضع كرة القدم المصرية في مواجهة خطيرة مع نفسها، ويزيد من تعقيد الأزمات التي يعاني منها الدوري المصري بشكل عام.
فما حدث في مباراة المنصورة يوضح أن ما كان يُنظر إليه على أنه “حادث فردي” أصبح بمثابة جرس إنذار للمسؤولين في الاتحاد المصري لكرة القدم، الذين عليهم أن يتخذوا خطوات جادة من أجل وضع حد لهذه الظواهر السلبية التي تهدد سمعة اللعبة في مصر.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن كرة القدم المصرية من استعادة هيبتها بعد هذا الحادث المروع؟ أم أن هذه الحوادث هي مجرد بداية لمشاكل أكبر تتعلق بالسلوكيات والانضباط داخل الملاعب؟
نسخ الرابط تم نسخ الرابط