أخبار عاجلة
أخبار العالم : نجم الزمالك يحذر إمام عاشور -

عصام حجي يكشف تقاعس الحكومة المصرية وفسادها في أزمة سد النهضة

في حادثة تؤكد مجددًا حجم الفشل الحكومي في التعامل مع الأزمات الوطنية التي تهدد الأمن القومي المصري، كشف عالم الفضاء المصري البارز عصام حجي عن تقديمه مقترحات علمية لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي في مؤتمر علمي ضخم انعقد في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث جمع أكثر من 25 ألف باحث من مختلف أنحاء العالم لمناقشة قضايا التغير المناخي.

وقد أكد حجي أن الحلول التي طرحها كانت علمية ودقيقة وتستند إلى دراسات معمقة، إلا أن الحكومة المصرية لم تُظهر أي اهتمام جاد بتنفيذ هذه الحلول التي من شأنها أن تحمي مصر من تداعيات سد النهضة المدمرة.

خلال المؤتمر، عرض حجي خطة علمية مفصلة تهدف إلى تشغيل سد النهضة الإثيوبي لتوليد أكثر من 87% من الكهرباء المطلوبة في فترات الجفاف الممتدة، دون التأثير على إمدادات المياه لمصر.

هذه الخطة لا تتطلب من مصر سوى التعاون مع إثيوبيا ودول حوض النيل الأخرى لتحقيق مصلحة جميع الأطراف، إلا أن الحكومة المصرية التي تجاهلت هذه المقترحات طوال الفترة الماضية، ظلت عاكفة على سياسات فاشلة تهدد حياة الملايين من المصريين.

يبدو أن عصام حجي لا يكتفي بالعمل العلمي في مجاله، بل كان قد عرض هذه المقترحات في حضور علماء من مصر وإثيوبيا ودول أفريقية أخرى، في أجواء علمية تميزت بروح التعاون والتبادل الفكري البناء.

ورغم هذه الأجواء المثالية التي سادت المؤتمر، إلا أن الحكومة المصرية التي كانت غائبة تمامًا عن مثل هذه المؤتمرات لم تُعر اهتمامًا حقيقيًا لما طرحه حجي وغيره من العلماء المتخصصين.

لكن الفاجعة الكبرى كانت في رفض الحكومة المصرية السماح للعلماء المصريين، مثل حجي، بعرض أبحاثهم في القاهرة، في الوقت الذي تُتاح فيه الفرصة للممثل محمد رمضان ليتحدث في مناسبة جماهيرية ضخمة حول قضايا التغير المناخي.

هذا التناقض الصارخ يعكس بوضوح أولويات النظام الحاكم الذي يفضل تقديم الفرص للوجوه الإعلامية والرياضية على حساب الأكاديميين المتخصصين في قضايا مصيرية تهدد مستقبل البلاد.

وأضاف حجي عبر صفحته على فيس بوك، مستنكرًا ما حدث، أن تقديمه لبحثه في مؤتمر واشنطن لم يجد من يلتفت إليه من الإعلام المصري، الذي غيب الأصوات الجادة التي تتناول أخطر قضايا التغير المناخي في مصر، مثل آثار الجفاف على منابع نهر النيل.

وقال إن هذا التقاعس الإعلامي عن تسليط الضوء على قضايا علمية بالغة الأهمية يعكس تجاهل الحكومة للمخاطر الحقيقية التي تهدد مياه النيل التي تعد شريان الحياة لمصر.

ما ذكره حجي في منشوره يعد فضحًا للتقاعس الحكومي المتواصل في مواجهة أزمة سد النهضة. فبينما يتجاهل النظام الحاكم المساهمات العلمية التي من شأنها إيجاد حلول واقعية للأزمة، يركز على إلهاء الشعب بالأمور التافهة مثل تقديم الفرص للممثلين والفنانين في القضايا التي تتطلب تفكيرًا علميًا عميقًا.

وتابع حجي مشيرًا إلى أن الأبحاث التي قدمها ورفاقه من العلماء في مجالات المناخ والتغيرات البيئية كانت قد نُشرت بالفعل في مجلة “Nature” العلمية العالمية، إلا أن الإعلام المصري لم يهتم بتسليط الضوء على هذه الأبحاث التي تهم ملايين المصريين، بينما تحظى بعض التصريحات الفارغة التي لا علاقة لها بالعلم بشهرة واسعة في الإعلام المصري.

المؤتمر الذي عقد في واشنطن كان فرصة مهمة لطرح الحلول العلمية التي يمكن أن تنقذ مصر من تأثيرات سد النهضة التي قد تتسبب في جفاف كارثي في المستقبل.

لكن هذه الحلول التي تناولها حجي وطرحتها مجموعة من العلماء المصريين والإثيوبيين لم تجد طريقها إلى التنفيذ بسبب ما وصفه حجي بـ “تقاعس الحكومة المصرية”.

وتكشف هذه الواقعة عن مستوى الفساد الإداري الذي يعصف بمؤسسات الدولة، حيث تتجاهل الحكومة المصرية العلماء المتخصصين وتدير ظهرها للمقترحات التي تهدف إلى حماية الأمن المائي في مصر.

إذ كيف يمكن لدولة مثل مصر أن تواجه أزمة سد النهضة وهي لا تبدي أي اهتمام حقيقي بمقترحات علمية قد تكون الحل الوحيد لهذه الأزمة؟

إن صمت الحكومة المصرية وعدم تحركها في هذا الملف يضع علامات استفهام كبيرة حول جدوى استراتيجياتها في التعامل مع التحديات الكبرى التي تواجه الشعب المصري.

فبدلاً من تبني الحلول العلمية التي يقترحها الخبراء في الداخل والخارج، تُصر الحكومة على الحلول الملتوية وغير المدروسة التي لا تملك أي أساس علمي، الأمر الذي يعرض البلاد لخطر حقيقي.

يجب أن يدرك المواطن المصري أن التهاون الحكومي في قضية سد النهضة ليس مجرد تقاعس عن اتخاذ الإجراءات المناسبة، بل هو فساد إداري يجعل حياة المصريين في خطر دائم.

فما لم يتم تفعيل هذه الحلول العلمية التي قد تحفظ لمصر حقها في مياه النيل، فإن مصير البلاد قد يكون محفوفًا بالمخاطر.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق فضائح قطاع الكهرباء: 32 عامًا من الفساد والإهدار و2.4 مليون جنية رشوة
التالى صلاح يقود ليفربول للفوز السادس في دوري أبطال أوروبا