أخبار عاجلة

مصر تعبر عن قلقها المتزايد من تطورات الوضع في ليبيا وتبدأ مشاورات مع تركيا

أعربت الحكومة المصرية عن قلقها المتزايد بشأن الأوضاع في ليبيا، وذلك في ظل التغيرات في موقف المليشيات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، حيث بدأت مشاورات مع تركيا للتباحث حول الوضع الإقليمي المتغير.

تشير المعلومات التي حصلت عليها “العربي الجديد” إلى أن التصعيد المحتمل في النزاع داخل معسكر حفتر يشكل تهديداً مباشراً لمصر. كما تزايدت المخاوف بعد التقارير التي تتحدث عن دعم حفتر لقوات الدعم السريع في السودان، التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما يتعارض مع موقف مصر الذي يدعم الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان.

ويعتبر هذا التعقيد الجديد في الموقف المصري نتيجة للتفاهمات المحتملة بين حفتر وروسيا حول نقل قواعد عسكرية والقوات الروسية من سورية إلى ليبيا. وقد أثارت هذه التحركات قلق المصريين من صعود النفوذ الروسي في ليبيا، وهو ما يمكن أن يُخل بموازين القوى الإقليمية ويؤثر سلباً على الأمن القومي المصري، خصوصًا في ظل إمكانية استخدام الأراضي الليبية كقاعدة لتوسيع النفوذ الروسي في شمال أفريقيا.

زيارة مفاجئة لحفتر إلى القاهرة لتعزيز التنسيق الأمني الإقليمي

وصل القائد العسكري الليبي خليفة حفتر إلى القاهرة في زيارة غير مسبوقة، حيث من المتوقع أن يجتمع مع كبار المسؤولين المصريين لمناقشة تطورات الأوضاع الأمنية في ليبيا ودارفور.

في سياق متصل، جاءت زيارة حفتر بعد دخول قافلة كبيرة من المقاتلين الجنجويد والمعدات العسكرية من ليبيا إلى دارفور، لدعم قوات حميدتي. هذه الخطوة دفعت القاهرة إلى البحث عن سبل لتعزيز التنسيق الأمني مع أنقرة، في ظل التحديات المتزايدة في المنطقة.

المصادر تشير إلى أن مصر تولي أهمية خاصة لتعزيز التعاون مع تركيا في الملف الليبي، رغم بعض الاعتراضات على الوجود العسكري التركي في غرب ليبيا. تشدد الإدارة المصرية على أنه من الممكن تحقيق تحالف استراتيجي مع أنقرة كمحاولة لحماية المصالح المصرية.

وفي هذا الإطار، صرح مصدر حكومي مصري قائلاً: “ترى القيادة المصرية أن التنسيق مع تركيا، رغم التحديات، قد يسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة وضمان الأمن القومي المصري.”

تحسين علاقات مصر وتركيا

تأتي هذه الخطوة في إطار تحسين العلاقات المصرية-التركية، حيث تستعد القاهرة لاستضافة الجولة الثالثة من المشاورات حول ليبيا في 20 يناير، مما يعكس رغبة مشتركة في تقليل التوترات وإيجاد صيغة توافقية تساهم في استقرار ليبيا، بما يخدم مصالح البلدين.

شريف عبد الله، مدير المركز الليبي للدراسات السياسية والاستراتيجية، يؤكد في تصريحات لـ”العربي الجديد” أن التفاهم بين مصر وتركيا سيستمر رغم التحديات المرتبطة بالملف الليبي. ويشير إلى تزايد التقاطع في المصالح بين البلدين، مما قد يؤدي إلى بعض التعثر في قضايا كبرى مثل احتمال جر ليبيا إلى الصراع الدولي. ويشرح أن نقل روسيا لقواتها من سورية إلى ليبيا سيخلق محورا جديدا للصراع بين روسيا والاتحاد الأوروبي من جهة وتركيا من جهة أخرى، مما يزيد من تعقيد الأوضاع. ويضيف أن الحديث عن خروج المرتزقة يبدو استهلاكاً إعلامياً أكثر من كونه خطوة فعلية، بينما تركز مصر على تأثير الوجود الروسي المتزايد في ليبيا، والذي قد يعقد علاقاتها مع حلفائها المحليين مثل البرلمان وحفتر.

ويرى عبد الله أن خليفة حفتر لم يعد الحليف الاستراتيجي الأبرز لمصر، نتيجة لخلافات متعددة، أبرزها تعامله مع قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي في السودان، بالتنسيق مع الإمارات، في تناقض مع الموقف المصري الداعم للجيش السوداني بقيادة البرهان. ويشير إلى أن الوجود الروسي القوي في ليبيا يمثل تحديًا كبيرًا لدول الجوار، خاصة مصر والجزائر، مؤكداً أن أي تصعيد في الأراضي الليبية قد يؤدي إلى تفاقم تهريب السلاح وإعادة تشكيل الجماعات الإرهابية، ما سيشكل ضغطاً كبيراً على الحدود المصرية الغربية والجيش المصري.

وفيما يتعلق بالتفاهمات بين مصر وتركيا، يتوقع عبد الله أن تشهد العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة من التعاون، خاصة إذا دخلت تركيا في تفاهمات مع روسيا بشأن الملف الليبي، وأن مصر قد تجد في تركيا حليفاً استراتيجياً للتعامل مع التطورات الليبية، في ظل تراجع النفوذ المصري في الشرق الليبي مع تصاعد الحضور الروسي. وعن نقاط الخلاف بين مصر وتركيا، يوضح عبد الله أن هناك قضيتين رئيسيتين: الأولى تتعلق باستمرار حكومة الدبيبة، حيث ترغب مصر في تشكيل حكومة موحدة جديدة، بينما ترى تركيا أن استمرار الدبيبة في منصبه يصب في صالح استراتيجياتها، أما القضية الثانية فتتعلق بالوجود الروسي في ليبيا، خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية القريبة من الحدود المصرية. ويختتم عبد الله تصريحاته بالتأكيد أن التفاهم بين مصر وتركيا ضرورة استراتيجية في المرحلة الراهنة، وأن التعاون بين البلدين قد يكون السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي يفرضها المشهد الليبي.

تعاون مستمر بين مصر والسلطات الليبية

رخا أحمد حسن: التعاون الأمني بين مصر والسلطات الليبية يهدف لمراقبة تحركات العناصر الإرهابية

يؤكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، استمرار التعاون الأمني بين مصر والسلطات الليبية، خصوصاً في المناطق الشرقية، كأولوية لمواجهة التحديات المشتركة. ويشير إلى زيارة رئيس المخابرات المصرية، اللواء حسن رشاد، إلى شرق ليبيا، كجزء من التنسيق المستمر بين الجانبين نظراً لقرب هذه المناطق من الحدود المصرية، مما يجعلها محورية لأمن القاهرة.

يستهدف هذا التعاون مراقبة تحركات العناصر الإرهابية في ليبيا ودول الجوار ومنع توسعها نحو الأراضي المصرية، وقد أصبح تعزيز هذا التنسيق ضرورة مع تصاعد التهديدات الإقليمية، خصوصاً المرتبطة بالتطورات في سورية. حيث يشكل الوضع في سورية، بما في ذلك مخيم الهول الذي يضم عائلات عناصر “داعش”، مصدر قلق كبير. كما أن رفض بعض الدول استعادة مواطنيها قد يؤدي إلى انتقال هؤلاء إلى مناطق أخرى، بما في ذلك أفريقيا. ويؤكد أن هذه الوضعية تستدعي تنسيقاً أمنياً إقليمياً واسعاً، يشمل ليبيا، لاحتواء التهديدات قبل تفاقمها.

في ذات السياق، عقد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اجتماعاً مع القائمة بأعمال البعثة الأممية إلى ليبيا، ستيفاني خوري، خلال زيارتها إلى القاهرة. وأوضح الوزير التزام مصر بتعزيز المسار الليبي-الليبي، احتراماً لمؤسسات الدولة ودعماً لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن. كما شدد على أهمية خروج جميع القوات والمقاتلين الأجانب من ليبيا للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أردوغان: أبواب عصر جديد يسوده الرخاء تنفتح في المنطقة
التالى الحوثي تعلن استهداف هدفين حيويين في إيلات بصاروخين بدقة عالية