عجائب عبدالقدوس
صدفة خير من ألف ميعاد ..
إنه مثل دارج نعرفه جميعاً ، تذكرته قبل أيام عندما قال “المجرم” “دونالد ترامب” : سأفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط إذا لم تطلق “حماس” سراح الرهائن المحتجزين في “غزة” ..
وبعدها مباشرةً فتحت أبواب الجحيم لكن في أمريكا ذاتها ، حيث إندلعت حرائق ضخمة في أكبر الولايات الأمريكية وهي “كاليفورنيا” وأقتربت من أهم مدنها وهي “لوس أنجلوس” .
وأسألك: هل لفت نظرك تلك الصدفة العجيبة ؟؟
أنا شخصياً لفتت نظري جداً وأعتبرتها صدفة خير من مليون ميعاد !!
وهناك بالطبع فارق بينهما ..
حجيم “ترامب” الموعود سيكون من فعل البشر على يد مجرم وصل إلى سدة الرئاسة ، أما جحيم “لوس أنجلوس” فهو “رباني” ..
والعديد من الناس رأوا فيما جرى إنتقام من السماء تستحقه أمريكا !!
وبالطبع الشعب المصري أبن نكتة فلم يمر هذا الحدث مرور الكرام ، بل سخروا منه قائلين في نكتة لطيفة أنتشرت بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي:
.. ألحقوا يا جماعة .. أسعار العقارات زادت نار بسبب اللاجئين الذين قدموا إلى بلادنا من “لوس أنجلوس” بعدما ألتهمت النيران منازلهم !!
وخسائر الحريق الأمريكاني هو الأكبر من نوعه منذ عقود وحتى كتابة هذه السطور إلتهمت الحرائق ٣٧ ألف فدان ودمرت ١٢ ألف منزل ، والخسائر تقدر حتى الآن ما بين ٢٥٠ مليار إلى ٢٧٥ مليار دولار ،
وأحدث خبر من يومين أنه صدرت أوامر إلى ١٥٠ ألف شخص جدد بإخلاء منازلهم.
ولا أخفي سعادتي عندما علمت بإحتراق منزل نجم هوليوود “جيمس وودز” الذي طالب بإحراق “غزة” وإبادة سكانها ، وغيره من المتعصبين ضد العرب ، ولو كانت الخسائر مقتصرة على هؤلاء المليونيرات وأنصار الرئيس المجرم لقلنا جميعاً خير وبركة أحسن يستاهلوا ، لكن الغالبية العظمى من الضحايا الناس البعيدين عن السياسة ، الذي لا تملك إلا أن تتعاطف معهم خاصة وأن شركات تأمين عديدة “خلعت” من موضوع صرف تعويضات لهم ، وقبل أشهر قليلة قبل الحريق أعلنت: مفيش تأمين عندنا على الحرائق !!
وتتضح لحضرتك وحشية النظام الرأسمالي الذي يحكم أمريكا عندما تعلم أن هناك عدد من الأثرياء في هذه المنطقة التي ألتهمتها النيران أستعانوا بغرف خاصة بهم لإطفاء الحرائق حول منازلهم خوفاً من أن تصل إليهم .
مما أثار سخط واسع على أثرياء “لوس أنجلوس” إذ وصف منتقدون هذا التصرف بإنعدام المساواة وفشل الحكومة في التعامل مع الكوارث الطبيعية ، وتتكلف إستئجار فرقة إطفاء خاصة ثلاثة آلاف دولار يومياً ، وعشرة آلاف كل يوم إذا كانت فرقة الإطفاء كبيرة.
والسؤال: وماذا فعل المجرم “ترامب” في مواجهة بلوى الحرائق الأمريكية ؟؟
إنه لم يكلف نفسه حتى بالذهاب إلى مناطق الكوارث ، بل يكتفي بإنتقاد الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة “بايدن” على ضعف إستعداداتها لمواجهة مثل هذه المصائب .
وهو مشغول جداً بالإستعداد لحفل تنصيبه يوم الإثنين القادم ، وزعلان قوي لأن الأعلام الأمريكية ستكون منكسة في كل أمريكا وهي صدفة أخرى أراها خير من مليون ميعاد ، وسبب تنكيس الأعلام الأمريكية هي وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق “جيمي كارتر” لمدة شهر.
ولم يكتف المجرم الأمريكاني الذي سيصبح رئيساً بالطناش وعدم التفاعل لمواجهة الحرائق الناشبة في بلده ، بل أنه يستعد لإحداث زلزال في أمريكا ربما تكون آثاره أسوأ من مصيبة “لوس أنجلوس” ..
فقد أعلن أنه سيصدر في الأيام الأولى لرئاسته مائة أمر رئاسي للتنفيذ الفوري دفعة واحدة ..
وتتضمن قرارات بالغة الخطورة على رأسها طرد ملايين من الناس خارج أمريكا بحجة أن إقامتهم غير شرعية ، وهؤلاء تعتمد عليهم العديد من الصناعات والمزارع الأمريكية نظراً لرخص العمالة وضعف الأجور التي يحصلون عليها مقارنة بالمواطن الأمريكي الذي يحصل على أجر أعلى.
وأخيراً لعلك لاحظت أنني في حديثي عن “ترامب” لابد أن أسبقه لقب “مجرم” وهو بالفعل كذلك حقيقة وليس مجازاً ، فهو الوحيد بين الرؤساء الأمريكان ال ٤٧ الذين حكموا أمريكا حتى الآن عنده سجل جنائي ، وحكم عليه في إحداهم بالإدانة بعد التحقيق في ٣٤ إتهاما رسمياً وجه إليه ، فيما يتعلق بقضية شراء صمت ممثلة إباحية كانت على علاقة معه غير شرعية مقابل مبلغ من المال ، وهي الإتهامات التي أدين بها عام ٢٠٢٤ ، فضلاً عن إتهامه في قضايا أخرى عديدة على رأسها التحريض على إقتحام مبنى الكونغرس إحتجاجا على سقوطه في الإنتخابات عام ٢٠٢٠ ، وكذلك إخفاء وثائق سرية في بيته بفلوريدا بعد إنتهاء مدة رئاسته ، مما دعى وزارة العدل لإستصدار قرار بمهاجمة منزله وتفتيشه ، وغير ذلك من الإتهامات ..
وأسألك: هل الرئيس المجرم بهذه المواصفات يمكن أن يعيد لأمريكا عظمتها من جديد أم أنه سيطرحها أرضا ويعادي العالم خاصة وأن معظم أعوانه من كبار المليونيرات المتعصبين المؤمنين بسيادة الرجل الأبيض ..
فهم يمثلون الوجه القبيح لأمريكا ، والأيام بيننا ليتأكد لك أن رئاسته لهذا البلد الكبير ستكون كارثة عليها بكل المقاييس.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط