اقتحم أفراد الأمن الوطني المصري في مايو 2019 سكن الطالب عقبة حشاد واعتقلوا جميع الطلاب الذين كانوا فيه بينما أُطلق سراح البقية وظل عقبة في قبضة النظام بشكل غير قانوني حسبما ذكرت منظمة العفو الدولية في بيان صادر عنها.
يكمن سبب احتجازه في كونه شقيق الناشط الحقوقي عمرو حشاد الذي فضح انتهاكات حقوق الإنسان في مصر وطالب بالحرية للمظلومين، ليصبح عقبة ضحية انتقام قاسي لا ذنب له فيه سوى قرابته من مناضل يطالب بالعدالة.
تعرّض عقبة للاختفاء القسري لمدة 77 يومًا، لم تعلم خلالها عائلته عن مكانه ولا عن مصيره. وعلى مدار هذه الأيام العصيبة، تعرّض لصنوف من التعذيب الوحشي بينها الصدمات الكهربائية على أعضائه التناسلية وجزء من ساقه اليمنى التي بترت منذ طفولته. عانى عقبة من آلام تفوق التصور دون أي محاكمة أو مسوغ قانوني.
أُصيب عقبة بكسر في ساقه الاصطناعية في أغسطس 2022، الأمر الذي أجبره على العيش دون القدرة على التحرك بشكل طبيعي لعدة أشهر.
وبعد مرور 16 شهرًا من معاناته، منحته السلطات ساقًا بديلة كانت غير مناسبة على الإطلاق، ما يعرضه لمخاطر إصابات جديدة تزيد من معاناته الجسدية والنفسية.
أمر قاضٍ في فبراير 2024 بالإفراج عن عقبة بعد أن تجاوزت مدة احتجازه عامين متواصلة وهو ما يتعارض مع القانون المصري الذي ينص على فترة احتجاز احتياطي محددة.
لكن السلطات وجدت مخرجًا قانونيًا للالتفاف على هذا الحكم عبر فتح قضية جديدة ضده لتبرير استمرار احتجازه غير القانوني. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل منعت عنه الرعاية الصحية المناسبة وأبسط الحقوق الإنسانية مثل سرير للنوم، مما يهدد صحته بشكل كارثي.
وما يزيد المأساة أن عقبة لا يعاقب على جريمة ارتكبها هو، بل على جرم ارتكبه شقيقه عمرو الذي حمل لواء الدفاع عن حقوق الإنسان وأبناء وطنه.
يعاني عقبة الآن من تجريد تام من أبسط حقوقه الإنسانية في الوقت الذي يُجبر فيه على تحمل الآلام الجسدية والنفسية التي لا يتحملها بشر.
أطلقت منظمات حقوقية حملة دولية تطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن عقبة حشاد، مطالبة السلطات المصرية بالوقف الفوري لانتهاك حقوقه وتقديمه للرعاية الطبية اللازمة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط