تشهد غزة يومًا كارثيًا جديدًا في تاريخها الغارق في الدمار والمعاناة بعد 470 يومًا من العدوان المتواصل الذي حطم بنيتها التحتية وأدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى.
يُعلن عن وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025 بعد سلسلة من الهجمات الجوية والقصف البري غير المسبوق الذي أتى على الأخضر واليابس.
تقف غزة في مشهد مأساوي تتناثر فيه جثث الأبرياء وتتكسر فيه أحلام الأجيال. تعلن القوى الدولية عن إيقاف القتال لكنها تدرك تمامًا أن الآلام لن تتوقف وأن الجراح العميقة ستبقى تشوه وجه هذه المدينة العريقة.
يتوقف العدوان ولكن هل تتوقف معاناة غزة؟ تتدفق الصور المروعة عبر شاشات العالم لتكشف عن حجم الدمار الذي تعرضت له المدينة على مدى شهور من التدمير الشامل.
تنقل العدسات صورًا لأبنية مدمرة وأحياء محطمة ومئات العائلات التي فقدت كل شيء. يظل السؤال المطروح هو: هل يمكن لهذا الصراع أن ينتهي دون أن تترك بصماته الأبدية على الإنسان والمكان؟
يخيم الحزن على العائلات التي دفعت ثمنًا باهظًا للحرب. يصرخ الأطفال في وجوه العالم بينما يسقطون ضحايا لهذه الحروب البشعة.
تتراكم صور منازلهم المدمرة وتكاد أصواتهم تُطوى بين أصداء القصف والدمار. كيف يمكن للسلام أن يعود إلى مكانٍ أنهكته سنوات من الصراع المستمر؟ كيف يمكن للعدالة أن تتحقق في مكانٍ غاب فيه الأمل؟
تنتهي جولات القتال وتبدأ مرحلة أخرى من التحديات. يبدأ الجميع في حساب الخسائر وتقييم النتائج. هل ستظل غزة مدمرة؟ هل سيتم بناء ما تم تحطيمه أم ستظل مأساة الحروب طاغية؟
تُغلق أبواب الأمل في وجه الناس الذين حلموا بيومٍ أفضل ولكنهم أُجبروا على العيش في عتمة الموت. يصبح القرار الآن في يد القوى الدولية التي يبدو أنها تقف عاجزة أمام حجم الكارثة.
تبدأ الأنظار تتوجه إلى المستقبل الذي يبدو ضبابيًا تمامًا. تبدأ الأسئلة تتوالى حول ما إذا كان هذا الهدوء المزيف سيصمد أم سيعود العنف ليشتعل من جديد.
تتعالى الأصوات المطالبة بتحقيق العدالة ورفع الحصار عن غزة الذي تسبب في معاناة مستمرة لأكثر من عقدين. تُفتح الجراح في وجه أولئك الذين عايشوا الفظائع وشهدوا ما لا يمكن تصوره.
تتوالى الأحداث ولكن الحقيقة المريرة أن غزة ستظل تئن تحت وطأة العدوان الذي لا يعرف الحدود. يتوقف إطلاق النار ولكن الحروب في القلب والعقل لا تنتهي أبدًا.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط