تأكدت السلطات السورية من اعتقال أحمد المنصور مؤسس “حركة ثوار 25 يناير” بعد ساعات من إعلان اختفائه في دمشق، في خطوة تثير تساؤلات وتسودها الشكوك، وسط تزايد التوترات السياسية في المنطقة.
لم يتردد المسؤول السوري في كشف حيثيات الاعتقال مؤكداً أن النظام السوري لا يتسامح مع أي تهديد للأمن الإقليمي، مشدداً على أن الأراضي السورية لن تكون ملعبًا للمؤامرات التي تمس دول الجوار.
أعلن المسؤول السوري عن السياسة الجديدة التي تتبعها حكومته في إطار حماية استقرار المنطقة، مشيراً إلى أن الاعتقال يأتي في سياق رفض أي أنشطة قد تهدد أمن دول الجوار، مع التركيز على مصر باعتبارها دولة محورية في المنطقة.
أكد أن سوريا لن تسمح أبداً بأن تصبح منصة للهجوم على أي دولة شقيقة، معتبرًا أن الإجراءات المتخذة ليست فقط للرد على المنصور ولكن أيضاً لضمان عدم تكرار حدوث مثل هذه المواقف في المستقبل.
أصر المسؤول السوري على أن دمشق لا تنوي تسليم المنصور إلى السلطات المصرية، مشيراً إلى أن الخطوة تحمل رسالة واضحة بأن سوريا تسعى إلى تحسين العلاقات مع مصر، وهي خطوة تهدف إلى طمأنة الجارة الكبرى بأن سوريا ستعمل على تعزيز التعاون وعدم السماح بأي إساءة أو هجوم ضدها.
نقلت دمشق هذه الرسالة عبر قنوات متعددة مؤكدة على حرصها في دعم علاقات قوية مبنية على الاحترام المتبادل بين البلدين، في وقت حساس تتسارع فيه الأحداث الإقليمية.
أكد المسؤول السوري أن مصر لم تطلب تسليم المنصور، موضحًا أن العلاقات بين البلدين في طريقها للتحسن. ومع ذلك، كانت الحكومة السورية قد أصدرت تحذيرات شديدة اللهجة لمصريين آخرين ينتمون إلى “حركة ثوار 25 يناير” بضرورة عدم القيام بأي أنشطة تهدد أمن مصر، خاصة بعد الظهور الإعلامي للمجموعة على الساحة السورية.
من جهتها، كشفت مصادر مصرية عن شروط حاسمة لتحسين العلاقات مع سوريا. في مقدمة هذه الشروط، طالبت مصر بعدم تعيين شخصيات مصرية ذات صلة بجبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام في مناصب عسكرية أو سياسية رفيعة.
أما الشرط الثاني فكان إغلاق المعسكرات التي كانت تدرب عناصر مصرية على الأراضي السورية، خشية أن تتحول هذه الجماعات إلى تهديد مباشر لأمن مصر القومي.
أحمد المنصور، الذي ولد في الإسكندرية، ارتبط اسمه بحركات إسلامية متشددة منذ انضمامه إلى حركة حازمون السلفية، قبل أن يصبح من أبرز القيادات الملاحقة من قبل السلطات المصرية بتهم الانضمام إلى تنظيمات إرهابية.
كانت “حركة ثوار 25 يناير” التي أسسها في سوريا بمثابة الإعلان عن تحدي جديد للنظام المصري، في وقت كان يروج فيه لأيديولوجيات تتناقض مع استقرار المنطقة.
في الأيام الأخيرة، انتشرت أخبار عن اختفاء المنصور في دمشق بعد لقائه المفترض مع وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في مشهد يثير الكثير من التساؤلات حول الدور الذي يلعبه المنصور في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط