يعلن نظام البكالوريا الجديد الحرب على الأساليب التقليدية للتعليم الثانوي ويثير الجدل منذ لحظة الإعلان عنه يتساءل أولياء الأمور عن موعد وكيفية تطبيقه ويبحثون عن وضوح في كيفية إدارته وتطبيقه على الطلاب بينما تحاول وزارة التربية والتعليم تهدئة المخاوف دون تقديم إجابات قاطعة.
تبدأ الوزارة في تطبيق نظام البكالوريا المصرية الجديد مع بداية العام الدراسي القادم على طلاب الصف الأول الثانوي العام الذين يدرسون حاليا بالصف الثالث الإعدادي وتأتي هذه الخطوة في ظل رؤية تقول إنها ستحول التعليم الثانوي إلى تجربة أكثر عمقاً وتنوعاً حيث تهدف إلى تعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداعي من خلال دمج مواد علمية وأدبية وفنية في المسارات الدراسية المختلفة ما يعكس تغيراً جذرياً في النظام التعليمي.
تعلن الوزارة إلغاء التخصص التقليدي بين العلمي والأدبي في هذا النظام وتقرر أن يكون لجميع الطلاب مسار واحد يتضمن 4 مجالات رئيسية وهي مسار الطب وعلوم الحياة مسار الهندسة وعلوم الحاسب مسار الأعمال ومسار الآداب والفنون ما يثير تساؤلات حول مصير التخصصات التي اعتاد الطلاب على دراستها من سنوات طويلة وهل سيكون الطلاب مستعدين لهذا التغير الكبير.
يتحدى نظام البكالوريا كل ما هو مألوف في نظام التعليم الحالي ويقرر أن يقتصر تطبيقه على طلاب المدارس الحكومية والخاصة دون طلاب المدارس الدولية ومدارس النيل المصرية ومدارس IPS وهذا يعني أن النظام لن يكون شاملاً لجميع الطلاب في مصر وهو ما يثير استياء البعض من التمييز في التطبيق.
تثير الوزارة الشكوك حول كيفية تقييم الطلاب إذ تعتمد على نظام امتحانات متعدد المحاولات بواقع 4 فرص في الصف الثاني الثانوي و2 في الصف الثالث مع تحسين درجات الطالب في كل محاولة وعلى الرغم من أن ذلك قد يبدو ميزة إلا أن دفع 500 جنيه مقابل كل محاولة إضافية يشكل عبئاً على الأسر ويعزز المخاوف من أن تصبح الامتحانات تجارة جديدة.
تطرح الوزارة في إطار هذا النظام تساؤلات جديدة حول المواد الدراسية وتتجه نحو تقليص عدد المواد التي يدرسها الطلاب ليصبح النظام أشبه بالجامعي حيث يتعمق الطالب في مواد تخصصه بينما يتجاهل الكثير من المواد الأخرى التي كانت جزءاً أساسياً من المناهج في النظام التقليدي ما يثير القلق حول فقدان الطلاب لبعض الأسس المعرفية التي يحتاجونها في حياتهم.
تقرر الوزارة إجراء تطوير شامل للمناهج بما يتناسب مع أهداف النظام الجديد مؤكدةً أن المواد مثل الرياضيات الفيزياء الجغرافيا الاقتصاد ستشهد تحديثات كبيرة ما يفتح الباب أمام المزيد من التساؤلات حول جودة هذه التحديثات وهل ستلبي فعلاً احتياجات الطلاب في المستقبل.
تشير الوزارة إلى أنها بصدد طرح النظام للحوار المجتمعي خلال الأيام المقبلة وتدعو المتخصصين في الإعلام التعليم ومجالس الأمناء والمعلمين للمشاركة في مناقشة آليات التنفيذ ما يزيد من التوتر في المجتمع التعليمي الذي يترقب بتوجس كيف سيؤثر هذا التحول على مستقبل الطلاب.
تبدأ الوزارة في خطوة شائكة بتحويل نظام التعليم الثانوي إلى معركة مستمرة من أجل التقييم المستمر والامتحانات المتعددة ما يجعل أولياء الأمور والطلاب في حالة توتر دائم
نسخ الرابط تم نسخ الرابط