أخبار عاجلة

جبل قاسيون: من موقع عسكري إلى وجهة ترفيهية للسوريين

شهد جبل قاسيون في دمشق تحولاً ملحوظاً حيث أصبح مقصداً للزوار بعد سنوات من المنع، ليعود هذه المنطقة إلى قلب الحياة الاجتماعية في العاصمة السورية. مع توافد العائلات للاستمتاع بجمال المدينة من على قمته، كلمة “من قاسيون أطل يا وطني” تُجسد روح الفرح والأمل التي تعيشها البلاد.

استعادت قمة قاسيون عافيتها وكأنها متنفّس جديد للسوريين، بعد أن كانت لعقود محصورة في الاستخدام العسكري كمرابض للمدفعية ومراكز لإنتاج البراميل المتفجرة. الآن، يُعتبر الصعود إلى الجبل رمزاً من رموز الحرية بالنسبة للكثير من السوريين، حيث يستقبل الجبل الزوار بانتظام خلال ساعات النهار والليل.

العودة إلى جبل قاسيون لم تقتصر على السياحة فقط، بل أصبحت أيضاً محطة للاحتفالات الاجتماعية وشعائر الذاكرة، حيث تملأ الأهازيج والأناشيد الثورية أجواء المكان. إنها تجسد إنجازًا تاريخيًا للسوريين بعد أكثر من 13 عامًا على انطلاق الثورة ضد نظام الأسد.

ويؤكد أحد الزوار، محمد العلي، أن “الصعود إلى قاسيون يعيد لنا الأمل ويذكّرنا بقوة الشعب السوري وروحه القتالية.” مشيراً إلى أن “القمة تمثل التغيير الحقيقي في حياة السوريين اليوم.”

وقد تسيّدت فصائل سورية المشهد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أن استعادوا السيطرة على دمشق، منهين بذلك 61 عامًا من حكم حزب البعث الدموي. وقد أوكلت إدارة الحكومة الجديدة برئاسة محمد البشير، بزيارة سورية جديدة نحو فترة انتقالية تضمن الأمن والاستقرار.

إحياء عيد ميلاد

أحمد عبد العظيم من دمشق، أحد زوار الجبل، قال لمراسل الأناضول: “هذه أول زيارة لي منذ 14عاما، حيث كان القدوم إلى المنطقة ممنوعا من قبل النظام السوري البائد، أما الآن فأصبح بإمكاننا الصعود لنستمتع برؤية الشجر والجبل والشام (دمشق) كلها”.

الرجل اعتبر أن “الإحساس صعب أن يوصف، إنه إحساس الحرية والقدرة على التجول في وطنك دون أن يعترضك أحد أو يضايقك، أو يفرض عليك واقع الرعب، إذ كنا مقموعين، حتى الخروج إلى هنا كان ممنوعا”.

وتابع: “الحمد لله السعادة لا توصف، فالسوري اليوم يعيش أجواء الحرية، ونتطلع إلى اكتمال الفرحة بتمكن الحكومة الجديدة من تجاوز المرحلة الحالية والوصول بالبلاد إلى شاطئ الأمان”.

وعن سبب زيارته، قال عبد العظيم: “بمناسبة عيد ميلاد أملي ابنتي، أحببت أن أحيي الاحتفال هنا بجبل قاسيون، واحتفلنا بها حيث أصبح عمرها 4 سنوات”.

عبد العظيم تحدث عن المرحلة المقبلة، ووصفها بأنها “مليئة بالأمل”، وقال: “نتمنى لابنتي الحياة، الآن بات هناك أفق وأمل للمستقبل، حيث لم يكن هناك أمل في السابق، بل كان هناك تفكير بالسفر واللجوء إلى دول أخرى لأننا كنا ندرك أن لا مستقبل لنا”.

أما الآن، يضيف عبد العظيم: “هناك أمل وهناك مستقبل، وإن شاء الله سوف يتم إعمار البلاد بأكملها بجهود أبنائها ومساعي الحكومة الجديدة”.

وعن صعود السوريين إلى قاسيون، قال: “الجميع خرج من السجن للحرية، وكل فرد منا أصبح كالعصفور الذي فتح له باب القفص وطار إلى فضاء الحرية، ونأمل أن نصبح صقورا ونحلق جميعا في سماء سوريا وطننا الذي أعيد لنا”.

من ناحيتها، قالت غالية شحادة رفاعي من دمشق، للأناضول: “هذه أول زيارة منذ 13 سنة، حيث كان الطريق مغلقا ولا نعرف السبب، ما نعرفه أن الصعود إلى قاسيون كان غير مسموح للأهالي”.

وأضافت في هذا السياق: “الحمد لله، هناك تحسن وفرج من الله، وهناك راحة نفسية، ونأمل اكتمال فرحتنا بإعمار بلدنا”.

أما الطفل سامر العظمة (12 عاما)، قال إنه سعيد جدا بالصعود إلى قمة الجبل، ووصف المكان بأنه “جميل”، وأردف: “نأتي ونلعب وتمضي وقتا مع الأصدقاء هنا”.

الحياة عادت

من ناحيتها تحدثت مايا سكري عن زيارتها مع ابنها موفق غابي إلى قاسيون، وأنها أول زيارة بعد 14 عاما، قائلة: “المكان جميل جدا، تشعر بأن الحياة عادت إليك من جديد، خاصة عندما نقف هنا ونرى هذه المناظر الجميلة من أعلى الجبل”.

وتابعت سكري: “منذ زمن طويل لم نر هذا المشهد، حيث جلسنا واستمتعنا بالوقت ونسمات الهواء العليلة”.

وعن وضع المنطقة قبل إسقاط نظام الأسد، قالت: “كانت الطرقات المؤدية إلى هنا مغلقة، ولا أحد يدري لماذا”.

وأوضحت أن “نظام الأسد هو من أغلق هذه الطرقات، وكان الظلام يلف المكان، وبالتالي كانت الطرقات مرعبة وصعبة، ومن المحال القدوم”.

وختمت قائلة: “أشعر أن البلاد عادت إلى حياتها تارة أخرى، وابني سعيد جدا بهذه الزيارة”.

وعلى مدار سنوات الثورة، منع النظام السوري المخلوع المواطنين من الصعود إلى جبل قاسيون، وحوّله إلى مقر لإنتاج البراميل المتفجرة التي تسببت بمجازر كبيرة بصفوف الأبرياء.

وسبق أن رصدت عدسة الأناضول، منشأة إنتاج البراميل المتفجرة على جبل قاسيون، ويظهر عند مدخلها صورة للرئيس المخلوع بشار الأسد، كما يمكن رؤية العديد من البراميل والمتفجرات والصواعق والمعادن المختلفة داخل المنشأة

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اعترافات جنود إسرائيليين تكشف جرائم حرب خلال العدوان على غزة
التالى تصاعد العمليات العسكرية في غزة وظهور مؤشرات للتوصل إلى اتفاق قريب