أدى السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد إلى استثارة تحديات جديدة أمام مستقبل سوريا ودورها في المنطقة، حيث تتزايد المخاوف من أن تؤدي الصراعات الداخلية والخارجية إلى تحويل سوريا إلى ساحة حرب جديدة. وفي خضم هذه التحولات، تبرز أهمية الحوار بين الأطراف المختلفة كسبيل لتجاوز التوترات والصراعات السابقة.
تشير المؤشرات إلى أن جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك العرب والأكراد والأتراك والإيرانيين، أمام فرصة تاريخية لرسم مستقبل أكثر استقراراً عبر التخلي عن النزاعات والتركيز على الحوار. فقد أعاد العديد من المفكرين والناشطين العرب طرح رؤى قديمة جديدة تدعو إلى حوار شامل يشمل جميع الأطراف المؤثرة في الشأن السوري، من أجل معالجة التحديات الكبرى التي تواجه البلاد.
حيث يقوم الحوار المقترح على إعادة النظر في المشروع السابق الذي قدمه منتدى التكامل الإقليمي بقيادة المفكر العربي سعد محيو، والذي يهدف إلى تعزيز التكامل العربي-التركي-الإيراني وتطوير القيم المشتركة التي تجمع هذه الدول، مستفيدة من التجارب الإنسانية والتاريخية المشرقية. وأكدت الدراسات المتعددة التي أعدها محيو أن استمرار الحروب في المنطقة أدى إلى خسائر اقتصادية فادحة وسقوط الملايين من الضحايا.
من جانبه، قال سعد محيو: “إن الخيار الوحيد لشعوب المنطقة هو الحوار، ويجب أن نعمل جميعاً على إرساء دعائم دولة المواطنة والديمقراطية التي تعالج كافة القضايا بما فيها القضية الكردية.”
كما تتنبأ التطورات الحالية بتحديات جديدة، حيث تشهد العلاقة بين القوى الإقليمية صراعات محتملة قد تؤدي إلى توتر أعمق، وتستدعي الانتباه إلى أهمية الحوار كبديل لدوامة العنف. بادر زعماء بعض الأحزاب الكردية، مثل عبد الله أوجلان، إلى تقديم مواقف إيجابية تشجع على التعاون مع تركيا، مما يفتح المجال أمام فرص جديدة للحوار.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط