أخبار عاجلة

إهمال طبي بمستشفى الكهرباء بألماظة ينهي حياة زوجة موظف ويكشف فساد المنظومة

تفاقم الإهمال الطبي مرة أخرى داخل مستشفى الكهرباء بألماظة، حيث أودى بحياة زوجة موظف يدعى إبراهيم خالد، يعمل بشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، تاركًا وراءه مأساة جديدة تجسد فشل المنظومة الصحية في تقديم الرعاية اللازمة للمرضى.

شهدت هذه الواقعة إهمالاً فاضحًا، حيث دخلت الزوجة المستشفى وهي تعاني من آلام بسيطة، لتنتهي حياتها بعد سلسلة من الأخطاء الطبية والتقاعس عن تقديم العلاج المناسب.

بدأ إبراهيم خالد بسرد تفاصيل هذه الكارثة، عندما اصطحب زوجته إلى المستشفى في بداية أكتوبر 2024، لإجراء فحوصات بسبب ورم على المبيض.

وأفاد الطبيب المعالج بضرورة إجراء عملية لاستئصال الرحم والمبايض، ولكن مع تأجيل العملية بدأت حالة الزوجة تتدهور بشكل ملحوظ. وفي يوم 16 نوفمبر 2024، تم إجراء العملية، ولكن بعد خروج الطبيب تغيرت كلماته بشكل لافت، حيث أفاد بشكوك قوية بأن الورم خبيث، دون اتخاذ أي خطوات لتحويلها إلى طبيب أورام.

تدهورت حالة الزوجة تدريجياً بعد خروجها من المستشفى، على الرغم من تأكيد الأطباء استقرارها. بعد عشرة أيام فقط، أظهرت التحاليل انتشار الورم بشكل كبير في الكبد والرئتين، بينما اكتفى الطبيب بعبارة “أنتم مبقيتوش تبعي”، دون صرف أي علاج كيميائي أو تحويلها إلى مختص.

حاول إبراهيم خالد الحصول على تحويل زوجته إلى مستشفى أورام، لكن الدكتور محمد زكريا، مدير مستشفى الكهرباء بألماظة، رفض ذلك، وتبعه رفض آخر من الدكتور عبد اللطيف رئيسه.

استمر إهمال الأطباء داخل العناية المركزة بعد دخول الزوجة في حالة غيبوبة يوم 24 ديسمبر 2024، حيث لم يتم تقديم سوى مسكنات، دون أي محاولات حقيقية لإنقاذها.

حين اتصل إبراهيم خالد بالدكتور محمد إسماعيل، رئيس شركة الخدمات الطبية بكهرباء مصر، كان الرد فقط أن “الأعمار بيد الله”. تكررت الاستغاثات بلا فائدة، حتى توفيت الزوجة في يوم 1 يناير 2025، بعدما أكدت الممرضة في نفس اليوم أن حالتها مستقرة وأنها ستبدأ العلاج الكيميائي.

أفاد إبراهيم خالد بأن تقرير الوفاة ذكر أن سبب الوفاة هو “هبوط حاد في الدورة الدموية أثناء إجراء عملية استئصال الورم الليفي”، وهو ما اعتبره غير صحيح، حيث خرجت زوجته من المستشفى بعد العملية وكانت حالتها مستقرة آنذاك. إضافة إلى ذلك، حاول الممرض إعطاء الزوجة دمًا متجلطًا، ما دفع إبراهيم إلى التدخل ورفض ذلك.

يحمل إبراهيم خالد المسؤولية الكاملة لرئيس شركة الخدمات الطبية الدكتور محمد إسماعيل، ومدير المستشفى الدكتور محمد زكريا، وللوزير الدكتور محمود عصمت باعتباره المسؤول الأعلى عن شركة الخدمات الطبية التي تدير مستشفى الكهرباء. ويشير إبراهيم إلى أن هناك العديد من الشكاوى السابقة من العاملين في وزارة الكهرباء حول الإهمال الطبي داخل المستشفى، ولكن لم يُتخذ أي إجراء حتى الآن، رغم المناشدات المستمرة بضرورة التحقيق.

يؤكد إبراهيم أنه سيتقدم ببلاغ رسمي للنيابة العامة ولنقابة الأطباء، مطالبًا بمحاسبة كل من تورط في وفاة زوجته. كما يشير إلى أن أسرة الفقيدة تعيش الآن في حالة من الحزن والصدمة، وتطالب بضمان عدم تكرار هذه المأساة مع مرضى آخرين.

تكشف هذه القصة عن تدهور مستوى الرعاية الصحية داخل مستشفى الكهرباء بألماظة، وتسلط الضوء على السياسات غير الفعالة التي يدير بها المسؤولون المستشفى. ويشير إبراهيم إلى أن رئيس الشركة الدكتور محمد إسماعيل، الذي كان من المفترض أن يتم إقالته بسبب الإهمال المتكرر، لم تتم محاسبته حتى الآن، مما يزيد من حدة الأزمة ويعمق معاناة المرضى وذويهم.

يختتم إبراهيم حديثه بالقول إن وفاة زوجته ليست نهاية القصة، بل بداية لمحاسبة كل مسؤول قصّر في أداء واجبه. ويطالب بضرورة النظر في أوضاع المستشفيات الحكومية والخاصة التي تقدم خدمات طبية دون المستوى المطلوب، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي مع أسر أخرى.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق العواصف الشتوية الكبرى تضرب الجنوب الأمريكي كارثة طبيعية تكتسح الولايات
التالى مهندس يفضح التمييز في شركة جاسكو ويطالب بفتح تحقيق عاجل