احتفى مركز حقوق وحريات بالذكرى الرابعة عشرة لثورة 25 يناير تحت شعار “العيش، الحرية، العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية”.
افتتح المؤتمر د. طارق الزمر، الذي أشار إلى أهمية هذه الثورة التي حفزت الملايين من المصريين للنضال من أجل أحلامهم وحقوقهم. في كلمته، أكّد أن ثورة يناير ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي علامة فارقة في تاريخ الوطن، أعادت تشكيل العلاقة بين الشعب والسلطة.
وأوضح الزمر أن الجميع قد شهدوا كيف أن الأصوات المشتركة للشعب يمكن أن تُحدث فرقًا، قائلًا: “ثورة يناير تُظهر لنا أن القوى الشعبية قادرة على التغيير، مهما كانت الظروف”. وأضاف أن هذه المناسبة تُذكّر الجميع بأهمية الحفاظ على حقوق الإنسان والعدالة في المجتمع.
“إننا في يوم من الأيام، نُعيد فيها تقييم تجاربنا ونكرم تضحيات أولئك الذين سقطوا من أجل مستقبل أفضل”، أكّد الزمر.
وكان نص البيان كالتالى
بسم الله الرحمن الرحيم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الاخوةالكرام
نلتقي اليوم في الذكرى الرابعة عشرة لثورة 25 يناير، تلك الثورة العظيمة التي أطلقت شعارات العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، وناضل من أجلها ملايين المصريين بأحلامهم وأرواحهم. ثورة يناير لم تكن مجرد حدث عابر في تاريخ مصر، بل كانت نقطة تحول تاريخية أعادت تعريف العلاقة بين الشعب والسلطة، وأكدت أن الشعوب قادرة على استعادة حقوقها مهما طال زمن القهر والاستبداد.
اليوم، وفي ظل هذه الذكرى المجيدة، نُحيي قيم ثورة يناير ونتضامن مع شاعرها عبد الرحمن يوسف، ذلك الصوت الحر الذي لطالما عبّر بشعره وكلماته عن طموحات الشعب وآماله. وجود عبد الرحمن يوسف خلف القضبان اليوم هو رمز لمعاناة الكثير من الأحرار في مصر، ممن اختاروا طريق الكلمة والموقف الشجاع في مواجهة القمع. إن تضامننا معه اليوم هو تضامن مع كل سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين الذين يدفعون ثمن أحلامهم في وطن حر وعادل.
الأخوة الكرام،
تمر علينا هذه الذكرى هذا العام ونحن نرى نسائم الربيع العربي تعود من جديد بانتصار الثورة السورية، في تأكيد على أن الشعوب، مهما طالت معاناتها، قادرة على الانتصار على الطغاة. هذا الانتصار يُلقي علينا مسؤولية مضاعفة، ليس فقط لتجديد الأمل واستعادة الثقة بقدرة شعوبنا، بل لتحويل هذه الذكرى إلى نقطة انطلاق جديدة لتكثيف العمل على وقف انتهاكات الثورة المضادة بحق شعوبنا ومعتقلينا.
إننا بحاجة إلى العمل على تجهيز القادة والمفكرين لمرحلة ما بعد الديكتاتور، والإعداد ليوم الانعتاق الذي أصبح قريبًا بإذن الله. الحرية ليست مجرد مطلب، بل هي حق أصيل، والكرامة ليست حلمًا، بل واجب علينا استعادته لكل مواطن يعاني من الفقر والظلم والقمع.
من هنا، ندعو جميع القوى الوطنية إلى تجاوز الخلافات، والعمل على تشكيل “جبهة موحدة” تدافع عن حقوق الشعب وتعيد بناء الوطن على أسس عادلة حيث دولة القانون. كما ندعو المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى تكثيف جهودها في توثيق الانتهاكات ونشرها للعالم، لضمان محاسبة كل من تورط في قمع الشعب المصري، فصيدنايا مصر لن تبعد كثيرا عن صيدنايا سوريا.
أيها الأخوة،
ثورة يناير ليست مجرد ذكرى تُستعاد كل عام، بل هي مشروع مستمر لتحقيق الحرية والكرامة والعدالة. نحن اليوم نجدد العهد مع مبادئ هذه الثورة، ونتعهد بمواصلة العمل حتى تتحقق أهدافها، مهما كانت التحديات، ونقول لشاعر الثورة عبد الرحمن يوسف ولكل المعتقلين: أنتم لستم وحدكم، أصواتكم تصل إلينا رغم السجون، وستظل كلماتكم وأحلامكم نورًا يضيء طريق الحرية.
ختامًا.. نجدد التزامنا بالعمل من أجل وطن حر، وطن يحتضن الجميع دون قمع أو استبداد. ونؤكد أن فجر الخلاص قريب، وأن الحرية ستنتصر مهما طال أمد الظلم وحكم الديكتاتور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.