في خطوةٍ غير مسبوقة تسعى السعودية عبر وزارة الحج والعمرة إلى تغيير قواعد لعبة العمرة بشكل جذري مما يهدد بتعقيد الإجراءات على المعتمرين في تحدٍّ جديد لمقدار التسهيلات التي كانت تنتظرهم
تقرر السماح للمعتمرين بدخول المملكة قبل 15 يومًا فقط من الموعد المحدد لأداء مناسك العمرة وفقًا لضوابط جديدة، لكن الحكومة في ذات الوقت شددت على منع أي تمديد لتأشيرات العمرة التي لن تتجاوز 90 يومًا تحت أي ظرف كان،
وفي خطوة شديدة الحزم باتت التأشيرات ذات مدة محدودة بشكل قاطع فهل يعني ذلك مزيدًا من التعقيدات في رحلات العمرة التي طالما تمتعت بمرونة رغم الازدحام الكبير؟ من سيخضع لهذه القواعد الجديدة؟ وأي معتمر يمكنه التكيف معها في ظل ارتفاع الطلب على هذه الزيارة الدينية؟
تدابير جديدة تمنع المعتمرين من التنقل بحرية داخل السعودية بما يتجاوز حدود التأشيرة المخصصة لهم مع تأكيدات من الوزارة على منع العمل في أي مؤسسة سعودية مهما كان مسماها الوظيفي وفي حال مخالفة أي من هذه الأحكام ستكون الغرامة المفروضة قاسية تصل إلى 500 ريال عن كل مخالفة فما هي العواقب التي يمكن أن يتعرض لها المعتمرون في حال لم يتقيدوا بهذه الضوابط الصارمة؟ وهل يواجهون سيناريو معقدًا يتجاوز مجرد الإجراءات الإدارية؟
تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 750 ألف معتمر يتوافدون شهريًا إلى الأراضي المقدسة في المملكة في فترة العمرة وتجاوز هذا العدد كل التوقعات وأصبحت أعداد المعتمرين تفوق القدرة على استيعابهم بشكل مرن، وهكذا يستمر موسم العمرة حتى بداية شهر ذو القعدة، ليشهد العالم الإسلامي واحدة من أقسى التجارب الدينية في ظل التحديات الكبرى والضغوط غير المسبوقة على المعتمرين
ماذا سيكون مصير هؤلاء في ظل هذه القرارات؟ هل تسير المملكة في الطريق الصحيح في تنظيم العمرة أم أن هناك إغفالًا لأهمية الاستماع لمطالب المعتمرين؟
لا يمكن تجاهل أن حجم التسهيلات في الماضي كان أحد العوامل التي جذبت أعدادًا ضخمة من الزوار في وقت قصير، ولكن هل أصبحت هذه الزيادة في الأعداد مهددة للروح الحقيقية لهذه التجربة؟ الأسئلة تتزايد والإجابات تبقى غامضة، فما هو مستقبل العمرة في هذا المناخ الجديد؟
نسخ الرابط تم نسخ الرابط