تواجه هندسة كهرباء المراغة التابعة لشركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء في قطاع سوهاج أزمة خانقة تهدد حياة المواطنين، في ظل غياب تام للمسئولين عن معالجة هذه الأزمة.
يعاني المواطنون من افتقاد الخدمات الأساسية، وعلى رأسها شحن كروت العدادات الكهربائية، مما يضطرهم للانتظار ساعات طويلة في ظروف جوية باردة، دون أي استجابة من المسئولين.
تشير الإحصائيات إلى أن إجمالي دخل شحن العدادات يومياً في هندسة كهرباء المراغة يتجاوز 80 ألف جنيه، حيث تصل عمليات الشحن إلى أكثر من 500 شحنة يومياً.
لكن، ورغم هذا الدخل الكبير، يواجه المواطنون صعوبات مستمرة بسبب نقص المتابعة وعدم التنظيم. يواجه القائمون على الشئون التجارية ونظم العدادات في قطاع توزيع كهرباء سوهاج تعقيدات جمة، لم يتم حلها منذ فترة طويلة.
تستمر المشاكل دون تحرك فعلي من المسئولين المعنيين. على الرغم من تقديم العديد من الشكاوى والاستغاثات إلى رئيس القابضة لكهرباء مصر المهندس جابر دسوقي، وكذلك إلى الدكتور محاسب خالد الدستاوي، العضو المتفرغ لشئون شركات التوزيع، لم تلق هذه الشكاوى أي استجابة حتى اللحظة.
كما لم نلحظ أي تفاعل من قبل المسؤولين لمعالجة هذه الإشكاليات المتكررة التي تمس مصالح المواطنين في صعيد مصر.
إن المواطنين في مناطق صعيد مصر، وفي سوهاج تحديداً، يشعرون بأنهم مهمشون وغير معنيين بخدمات الكهرباء التي تُعد من أبسط حقوقهم.
ففي ظل الأجواء الباردة، ينتظر الأهالي ساعات طويلة للحصول على خدمة شحن كروت العدادات، في الوقت الذي يعجز فيه البعض عن ممارسة أعمالهم بسبب توقف الكهرباء. كما أن ما يزيد من تعقيد الوضع هو افتقاد متابعات دورية ومستمرّة لحل المشكلات، مما يزيد من استياء المواطنين بشكل مستمر.
ويتساءل المواطنون أين وزير الكهرباء الجديد؟ لماذا لا يظهر صوته أو يظهر على الأرض في جولات تفقدية لمتابعة الأوضاع في مختلف مناطق الجمهورية، وبالأخص في مناطق صعيد مصر؟
هل الكرسي كبير عليه أم أن الوزارة مازالت تعيش في حالة من العجز والتخبط؟ هذا الغياب التام للمسئولين يزيد من معاناة المواطنين الذين يعانون من مشكلة شحن كروت العدادات، وهي مشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم.
وقد كشف عدد من العاملين في قطاع كهرباء سوهاج عن مشكلات داخلية تتعلق بعدم وجود نظام فعال في الشئون التجارية. فالعمل داخل قطاعات الكهرباء لا يخلو من أخطاء إدارية ونقص في المتابعة.
في الوقت الذي تحتاج فيه هذه المناطق إلى إدارات فعالة قادرة على تنفيذ السياسات والقرارات التي من شأنها تحسين جودة الخدمة، فإن القيادات الموجودة حالياً تبدو غير مؤهلة ولا تمتلك الخبرة اللازمة لإدارة هذا القطاع الحيوي.
إن هذه الوضعية المأساوية في هندسة كهرباء المراغة تضع العديد من الأسئلة أمام الجهات المعنية، والتي تتطلب إجابات واضحة وسريعة.
هل يمكن للقيادات الحالية أن تجد حلولاً فاعلة لهذه المشاكل؟ وهل سيكون هناك اهتمام حقيقي بمعالجة هذه القضايا التي تشكل أولوية للمواطنين في صعيد مصر؟
كما تجدر الإشارة إلى أن الجهود التي بذلها المواطنون في تقديم الشكاوى لم تُثمر عن أي تغيير في الواقع، حيث بقيت شكاوى الأهالي تراوح مكانها دون أي تدخل جاد من الجهات المعنية.
لقد تزايدت الاستغاثات دون أن تجد آذاناً صاغية، مما يزيد من حالة الإحباط والاحتقان بين المواطنين الذين يطالبون بتوفير خدمات أساسية بشكل لائق، ودون أي تأخير.
في ضوء هذا الواقع المؤلم، يتوجه المواطنون في سوهاج وبالأخص من هندسة كهرباء المراغة بنداء عاجل إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، عسى أن يكون لهذه الاستغاثات وقعاً لدى الجهات العليا، وأن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في الإهمال المستمر في القطاع وتقصير المسئولين في أداء واجباتهم.
إن المواطنين في صعيد مصر لديهم حقوق مشروعة في الحصول على خدمات كهرباء منتظمة وآمنة، ويجب أن تُلبى هذه الحقوق بأسرع وقت ممكن.
لا يمكن للمواطنين الاستمرار في العيش تحت وطأة هذا التهميش والإهمال، ويجب على الجهات المعنية أن تتحمل مسئولياتها وأن تتخذ إجراءات حاسمة لوقف هذا الوضع غير المقبول.
إن هذا النداء يأتي من أجل ضمان حق المواطن في الحصول على خدمة كهرباء لائقة تتيح له ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، دون أي معوقات أو مشاكل مستمرة.
ويتساءل المواطنون عن مصيرهم في ظل هذه الأزمات المتتالية، وما إذا كانت الحكومة ستتخذ خطوة جادة لمعالجة هذا الوضع المتردي، أم أن الأوضاع ستستمر كما هي، مما يضطر المواطنين للبحث عن حلول بديلة بعيداً عن المماطلة والتسويف من الجهات المسئولة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط