ذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن دولة الاحتلال والمملكة العربية السعودية توصلتا إلى اختراق في المحادثات حول تطبيع العلاقات بينهما.
وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر يوم الثلاثاء أن التطبيع قد يكون مرتبطًا باتفاق وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن ينهي عدوان الاحتلال على غزة.
وأشارت مصادر مطلعة على المفاوضات لصحيفة هآرتس أن الجانبين اتفقا على أن تقدم دولة الاحتلال التزامًا مبهماً بشأن “المسار نحو الدولة الفلسطينية”، بدلاً من الموافقة على مطلب المملكة العربية السعودية بالاعتراف بدولة فلسطينية.
غير أن مراسل أكسيوس باراك رافيد نفى صحة المعلومات التي أوردتها الصحيفة العبرية، وقال على منصة X أن مسؤولاً سعودياً نفى حدوث مثل هذا الاختراق.
ونقل عن المسؤول السعودي قوله أن “فكرة عدول قيادة المملكة بطريقة ما عن التزامها التاريخي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة لا أساس لها من الصحة”.
وبحسب رافيد، فقد قال المسؤول السعودي أن “المملكة العربية السعودية ستواصل العمل من أجل إنهاء الحرب في غزة ومساعدة الشعب الفلسطيني على تحقيق حقه في دولة مستقلة”.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد وصف ممارسات الاحتلال في غزة بأنها إبادة جماعية.
وقال في تصريحات معلنة أنه لن يكون هناك تطبيع سعودي مع دولة الاحتلال دون الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
لكن مصادر مقربة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ذكرت لصحيفة هآرتس أن ولي العهد “ليس لديه مصلحة شخصية بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية ولا يريد من تصريحاته سوى تأمين الدعم السياسي والديني المحلي لاتفاق التطبيع”.
وينسجم تقرير هآرتس مع تقرير نشر في مجلة ذا أتلانتيك، وجاء فيه أن محمد بن سلمان أخبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه لا يهتم شخصيًا بما وصفه بـ “القضية الفلسطينية”.
وأوردت ذا أتلانتيك أن ولي العهد السعودي قال لبلينكن: “سبعون في المائة من سكان بلدي أصغر مني سنًا، وبالنسبة لغالبية هؤلاء، لم يعرفوا الكثير عن القضية الفلسطينية”.
وتابع قائلاً وفق ما أوردت الصحيفة “ولهذا السبب فإنهم يتعرفون على القضية الفلسطينية للمرة الأولى من خلال هذا الصراع”.
ومضى تقرير ذا أتلانتيك يقول أن ابن سلمان أخبر بلينكن عن القضية الفلسطينية بأنها “مشكلة كبيرة، هل أهتم شخصياً بالقضية الفلسطينية؟ أنا لا أهتم، ولكن شعبي يهتم، لذا فأنا بحاجة إلى التأكد من أن هذا الأمر له معنى”.
ومنذ عدة سنوات، تحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تأمين اتفاق تطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل دون جدوى.
ومع بقاء عدة أسابيع حتى تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه، فإن لدى بايدن القليل من الوقت لإبرام ما سيكون صفقة دبلوماسية تاريخية.
ويأتي تقرير هآرتس في الوقت الذي تقترب فيه المحادثات غير المباشرة بين حماس ودولة الاحتلال من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
فقد أبلغ مصدر فلسطيني موقع ميدل إيست آي يوم الاثنين أن “ديناميكية جديدة” ظهرت في المحادثات ونفى تقارير في وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية تفيد بأن حماس تنازلت عن خطوطها الحمراء، والتي تشمل وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال وعودة جميع النازحين إلى ديارهم.
وقالت مصادر لرويترز يوم الثلاثاء أنه “من المتوقع أن يتم توقيع الاتفاق في الأيام المقبلة”.
وقالت حماس في بيان مقتضب أن هناك “مناقشات جادة وإيجابية تجري في الدوحة” وأن الاتفاق “ممكن” إذا توقفت دولة الاحتلال عن تقديم شروط جديدة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط