في عام 2022 أصدر الرئيس الأمريكي بايدن استراتيجية الأمن القومي ألامريكي, ورأت الاستراتيجية أن روسيا تمثل تهديدًا على المدى القصير, بينما رأت الصين تمثل التهديد الأعظم ,
وعللت ذلك بأن الصين تمتلك القدرات الاقتصادية القادرة على إنهاء النظام الدولي المعتمد على الولايات المتحدة كقطب أوحد بالعالم والدول التي تضع استراتيجيات دائما ما تمتلك المرونة الكافية للتعامل مع المتغيرات الدولية
وبينما كانت الولايات المتحدة وما زالت تضع هيئة تحرير الشام على قوائم الإرهاب وتَعِد من يدلي بمعلومات عن الجولاني / الشرع بمكافأة قدرها 10 ملايين دولار، إلا أنها بدأت بالتعاطي مع النظام السوري بعد بشار بسلاسة، وعند كتابة هذا المقال هناك تصريحات بأن وفدًا دبلوماسيًا أمريكا وصل دمشق لمقابلة قادة نظام دمشق الجدد وسبقت دول أوربية كثيرة برفع أعلامها من جديد على سفاراتها بدمشق
وفي العادة عندما يتغير نظام سياسي بدولة ما فإن الدول تسعى لإيجاد تواصل مع النظام الجديد, خاصة لو كانت البلد تمثل أهمية أقليمية ودولية ’ وكانت لها تاريخ عريق كسوريا
عاش الشعب السوري بمصر كبلد أصلي لهم, لم يشعروا بغربة, ولم يعاملوا كلاجئين,بل كأشقاء جاءوا لوطنهم, ولبيوت أشقائهم عندما تعرضت بيوتهم لزلزال!
هكذا كان الشعب المصري’ وسيظل على الرغم ما يعيشه من تهديدات حياتيه إلا أنه في وقت الشدة سند, لا يمكن أن يتعرض بيت شقيقي لزلزال فيهدمه , فاتركه في الشارع وأنا امتلك غرفة واحدة !!
وقد عرفنا من أفراهام عيسى أن والدي أحمد الشرع قائد النظام السوري الجديد يعيشون بمصر مع السوريين الذين جاءوا
إليها مع زلزال بشار الذي زلزل سوريا وقسمها وحطم كرامة شعبها وأذاقه العذاب
وبدلأً من أن يكون والدا الشرع بمصر مع ملايين السوريين ترسيخًا لعلاقات الشعبين المصري والسوري مع النظام السوري ما بعد بشار فإن إفراهام عيسى يرغب في تحويلها لنقمة, ويريد أن تتحول مصر لدولة ميليشيات ويحرض السلطات المصرية ضد والدي الشرع ويعتبرهما تهديدًا للأمن القومي المصري !!
لا شك أن النظام السوري الجديد سيعتبر – استضافة مصر لملايين السوريين, والتعامل معهم كمواطنين مصريين طوال هذه السنوات الطوال على الرغم مما يعانيه الشعب المصري من شظف العيش- سيعتبرها جميلة
اتمنى أن أرى سوريا دولة مدنية ديمقراطية حديثة كتركيا مثلًا, واعتقد أنها ستكون, ومهما كانت أمنياتي فأإنني ساحترم خيارات الشعب السوري لنظامه السياسي, ويجب على مصر احترام ذلك والتعامل معه في إطار المصالح المشتركة التي تربط بين الشعبين الشقيقين
في السياسة لا توجد عداوة دائمة أو صداقة دائمة,
ولكن توجد مصالح استراتيجة دائمة, علاقات مصر مع الدول العربية. وعلاقات الشعوب العربية يجب أن ينظر إليها كمصالح مشتركة دائمة فما يجمعها كثير للغاية’ ومهما كانت النظم الحاكمة فيه فيجب أن تظل روابط الاخوة مستمرة ومتواصلة
وإذا كنا نؤمن بأن الكيان الصهيوني يمثل حلقة صراع دائم وتهديد وجودي ليس لفلسطين المحتلة وحدها, ولكن للوطن العربي كله، فإن النتيجة الواقعية لهذا الإيمان الذي يجب أن يقر في قلوبنا, ويجب أن تصدقه أفعالنا بالعمل على تحقيق الشراكة الاستراتيجحية بيننا كعرب, وأن نشكل تحالفًا يمكنا من مواجهة التحدي الصهيوني الذي يهدد وجودنا جميعًا
لذا يجب ألا نلتفت لما يمليه البعض على إفراهيم عيسى ليمليه علينا عبر نوافذه , التي أصبحت مدعومة من جهات كثيرة داخلية وخارجية
فإفراهيم عيسى ما هو إلا ( نفاخة ) كبيرة ينفخونها طوال اليوم ليقوم بإفراغها على شاشاتهم ليلًا