أعرب رئيس مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، عن قلقه البالغ من الحملة الأمنية التي تشنها أجهزة السلطة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، وخاصة في مدينة جنين ومخيمها، مشيرًا إلى المخاطر الجسيمة التي تواجه الشعب الفلسطيني.
وأوضح الرنتاوي في تصريحات خاصة أن السلطة الفلسطينية تظهر عجزًا واضحًا في حماية مواطنيها من الانتهاكات الإسرائيلية والمستوطنين، مما يعكس ضعفًا في قدرة السلطة على تحقيق الأمان والاستقرار لشعبها. وأرجع ذلك إلى أساس مشروع السلطة، الذي يتمثل في البقاء كمنظمة تحت تهديد دائم، مما يطرح تساؤلات حول جدوى هذه الحملة الأمنية.
وأطلقت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ما عُرف بـ “الحملة الأمنية الواسعة” ضد المقاومين في جنين، بهدف “فرض السيادة”، مما أدي إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين، بينهم المقاوم المطلوب يزيد جعايصة، الأمر الذي يزيد من فتيل التوتر في المنطقة.
وأشار الرنتاوي إلى أن من ضمن أهداف هذه الحملة هو إثبات جدارة السلطة الفلسطينية في السيطرة على الوضع في غزة، من خلال إظهار قدرتها على فرض سيادتها في الضفة الغربية. ويعتبر الرنتاوي أن الحملة تأتي أيضًا برسائل مزدوجة، الأولى للاحتلال الإسرائيلي لتقديم أوراق اعتماد جديدة، والثانية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، مفادها أن السلطة الفلسطينية شريك موثوق يمكن الاعتماد عليه مستقبلاً.
واختتم الرنتاوي تصريحاته بالتأكيد على أن السلطة الفلسطينية تتجاهل جميع الدعوات المتعلقة بالوحدة الوطنية، وتفضل افتعال صراعات جانبية مع المقاومين الذين تضرروا من الاعتداءات المستمرة للمستوطنين.
وما زالت حملة الأجهزة الأمنية ضد مقاومة الاحتلال في جنين ومخيمها مستمرة منذ أكثر من أسبوع، حيث أسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين من بينهم المقاوم يزيد جعايصة وطفلان، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني في هذه المنطقة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط