عيسى هلال الحزامي
* شعرت بسعادة غامرة في حفل تخريج الدفعة الثانية من برنامج «واعد» لإعداد القادة، ليس فقط لأنه أكثر البرامج التي أؤمن بأهميتها وجدواها، وإنما لأنني رأيت بعيني وجوهاً متفائلة مستبشرة تبعث الأمل في المستقبل، وسمعت بأذني آراء وجيهة ملهمة تعد بكل ما هو أفضل، في الرياضة وسواها من مجالات الحياة، كان الحفل من فقرتين رئيسيتين، الأولى تخص تسليم الشهادات لخريجي فئاته الثلاث: التنفيذية والواعدة والناشئة، أما الثانية، وهي بيت القصيد، فكانت جلسة حوارية شارك فيها أربعة من المنتسبين للبرنامج، وبمخرجاتها التي بدت عفوية صادقة، أرى أنها كانت خير برهان على نجاح البرنامج وتحقيقه للهدف الذي انطلق من أجله.
* «حميد الكندي، مايد الطنيجي، أحمد الكعبي» ممثلو الفئات الثلاث ومعهم «سعود الكتبي» الذي أدار الحوار مستأنفاً دوره كعريف للحفل، أتوقع لهم ولزملائهم الذين مثلوهم خير تمثيل في هذه الجلسة، أن يكونوا على مستوى الطموح، وأن يكملوا بكل ثقة رحلة البناء والنماء فردياً وجماعياً، فكل منهم أوضح بما فيه الكفاية كيف استفاد علماً وثقافة من البرنامج، وكيف تطورت إمكاناته وقدراته، وكيف أصبح أكثر قدرة على أخذ القرار المناسب في كل وأي موقف، ولعل التصفيق الذي انتزعته إجاباتهم من جمهور الحفل بعد كل سؤال قد عبّر بجلاء عن تميزهم ونبوغهم.
* ولأن كل خطوة تمهّد لما بعدها في طريق النجاح، كانت محصلة البرنامج ملهمة ومحفزة لتنفيذ أفكار كثيرة في نسخته الثالثة، لاسيما أنه وضح، وبما فيه الكفاية، أن الأجيال الجديدة من أبناء الإمارات، تتفاعل مع مستحدثات وتقنيات العصر بسرعة مذهلة، ما يجعلنا كمسؤولين في سباق مع الزمن حتى نلبّي طموحاتهم من خلال الخطط والبرامج، ومبدئياً رسخت قناعة كبيرة بضرورة أن تتسع دائرة «واعد» أفقياً من خلال تجمعات تنتشر في أنحاء الإمارة، ورأسياً بتحديث الموضوعات وفتح الباب لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، وكذلك «جغرافياً» بالخروج إلى المحيط الدولي لدعم التعلم والمعرفة بالتجارب والخبرات.
* «الحمد لله» على ارتفاع سقف الطموح من نسخة إلى أخرى، والشكر مستحق لفريق عمل البرنامج برئاسة الدكتور عبدالله عبدالرحمن ونائبه الدكتور نبيل عاشور على جدهم واجتهادهم، وشكر خاص لصاحب فكرة الجلسة الحوارية في الحفل، لأنها كانت فكرة مبدعة، ومن خارج الصندوق كما يقال، ومع التهنئة والمباركة بحلول الشهر الكريم، أقول: «استبشروا خيراً بأبنائنا وبناتنا فهم حقاً مبدعون وحقاً واعدون».