دبي: أنور داود
تواصل دبي ترسيخ مكانتها وجهة سياحية عالمية، تجاوزت فيها مرحلة الموسمية السياحية، مدعومةً بقطاع فندقي متميز ومنتجات سياحية متنوعة، خلقت طلباً متزايداً على دبي.
وتعكس البيانات التي جمعتها «الخليج» نمواً متواصلاً في عدد الزوار الدوليين حتى وقتنا الحالي في 2024، وذلك على الرغم من التحديات التي فرضتها الأزمات العالمية مثل جائحة «كوفيد-19».
وتميّزت دبي في أواخر 1999 بافتتاح أيقونة وهي فندق برج العرب، لتتحول المدينة إلى منصة ذات بنية تحتية فندقية هائلة ومتنوعة، تلبّي حاجات جميع الزوار، وفي العام ذاته، سجلت فنادق المدينة أكثر من 3 ملايين نزيل، لترتفع إلى 3.5 مليون نزيل في 2000، إلى توقعات باستقبال 18.5 مليون سائح دولي في 2024.
النمو التدريجي
وسجلت دبي نمواً تدريجياً في عدد الزوار بين عامي 2005 و2010، حيث ارتفع عدد الزوار من 6.16 مليون في 2005 إلى 8.29 مليون في 2010. وكان هذا النمو مدفوعاً باستثمارات ضخمة في البنية التحتية السياحية وإطلاق مشاريع كبرى.
وأثرت الأزمة المالية العالمية في العديد من القطاعات، بما في ذلك السياحة. ومع ذلك، سجل القطاع الفندقي في دبي نمواً معتدلاً بين عامي 2008 و2009، حيث ارتفع عدد الزوار من 7.53 مليون إلى 7.58 مليون.
قفزات نوعية
وارتفع عدد الزوار بشكل كبير، ليصل إلى 11 مليون زائر في 2013 و13.2 مليون في 2014. جاء هذا النمو نتيجة تسويق دبي كوجهة عالمية لاستضافة الأحداث الكبرى، مثل «إكسبو 2020».
وتعدّ الفترة 2015 – 2019 من الأفضل أداءً، حيث تجاوز عدد النزلاء ال15.79 مليون في 2017، ووصل إلى 16.73 مليون في 2019. وكانت هذه الزيادة نتيجة لعدة عوامل، منها الحملات التسويقية الفعالة، وتوسع الرحلات الجوية إلى دبي، إلى جانب استثمارها في تقديم تجارب سياحية متجددة ومبتكرة.
تأثيرات «كوفيد-19»
وسجل عام 2020 انخفاضاً حاداً في عدد الزوار إلى 5.51 مليون، نتيجة للإغلاق العالمي وتوقف السفر. ومع ذلك، أظهرت دبي مرونة استثنائية في التعافي عبر تطبيق بروتوكولات صحية صارمة، وإطلاق حملات ترويجية لتعافي القطاع في 2021 لتستقبل 7.28 مليون زائر.
العودة إلى النمو
وبحلول عام 2022، ارتفع عدد الزوار إلى 14.36 مليون مع عودة الفعاليات الضخمة وزيادة الطلب على السفر. واستمر هذا الاتجاه في 2023 مع تسجيل رقم قياسي بنحو 17.15 مليون زائر، مما يعكس تعافي القطاع بالكامل.
توقعات إيجابية
ومن المتوقع أن يصل عدد الزوار الدوليين إلى 18.5 مليون بحلول نهاية 2024، مما يشير إلى عودة قوية للنمو المطرد. يُظهر هذا الرقم طموحات دبي في تحقيق أرقام قياسية جديدة.
ومن أبرز عوامل النجاح الرئيسية، البنية التحتية المتميزة، حيث تمتلك دبي مجموعة واسعة من الفنادق الفاخرة والمتوسطة، مما يجعلها قادرة على استيعاب مختلف الشرائح من الزوار.
وتركز دبي على الترويج لعوامل الجذب السياحي، والتي تقوم على التنوع السياحي، حيث نجحت الإمارة في جذب سياح من مختلف أنحاء العالم بفضل تنوع الفعاليات، مثل السياحة الترفيهية، التسوق، وسياحة الأعمال. واعتمدت الفنادق في دبي أحدث التقنيات لتقديم تجربة ضيافة استثنائية، مما يعزز رضا الزوار ويشجعهم على العودة.
ويعكس الأداء المستمر للقطاع الفندقي في دبي رؤية الإمارة المستقبلية وطموحها بأن تصبح الوجهة السياحية الأولى عالمياً. من المتوقع أن يظل القطاع الفندقي محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي في دبي، مدعوماً بالاستثمار المستمر والابتكار.