أكد مسؤولون في مراكز تسوق وسلاسل تجارية أن شهر رمضان يعزز مبيعات التجزئة إلى مستويات قياسية، تصل إلى 40%، مقارنة بالفترات الاعتيادية الأخرى، مدفوعة بزيادة الإنفاق الاستهلاكي في دولة الإمارات.
وقالوا إن توجهات المستهلكين تتغير، خلال الشهر الفضيل، مدفوعة بتخزين المواد الاستهلاكية، وتجديد المنازل والإنفاق، خلال التجمعات العائلية وشراء الهدايا وغيرها من العادات الاجتماعية، التي تنشط خلال الشهر الفضيل.
أوضحوا أنهم أطلقوا عروضاً وتخفيضات، تصل إلى 75% حسب المنتج، لمواكبة زيادة الإنفاق وتوجهات المستهلكين للتسوق، خلال مواسم التخفيضات المعتادة، لاسيما خلال شهر رمضان.
عروض حصرية
أكد فؤاد شرف، المدير العام لمراكز التسوق في الإمارات لدى «ماجد الفطيم العقارية»، أن شهر رمضان يشكل فترة حيوية لقطاع التجزئة في دولة الإمارات، حيث تشهد فيه أنشطة التسوق انتعاشاً ملحوظاً. ولطالما ارتفع حجم المبيعات بوضوح، خلال هذا الموسم، مع ملاحظة زيادة في أعداد الزوار والطلب القوي على مختلف الفئات التجارية في مراكز التسوق مثل: «مول الإمارات، وسيتي سنتر ديرة، وسيتي سنتر مردف».
وأضاف، أظهر بحث حديث لشركة «إبسوس»، بعنوان «دليل رمضان 2025»، أن 73% من السكان يستعدون للموسم الرمضاني، من خلال شراء مستلزمات إضافية وزينة، بينما يتطلع 59% من المتسوقين إلى العروض الحصرية الخاصة برمضان.
ولا تقتصر هذه الزيادة على الاحتياجات اليومية، بل تشمل أيضاً الهدايا، والتسوق الفاخر، وتجارب الطعام، ما يساهم في نشر أجواء الاحتفال في مراكز التسوق. كما تشهد مراكز التسوق في الإمارات زيادة ملحوظة في عدد الزوار، خصوصاً في المساء بعد الإفطار، حيث يفضل 57% من المتسوقين التسوق داخل المتاجر على الشراء، عبر الإنترنت، وتعزز هذه الزيادة في النشاط الشرائي الجوانب الثقافية والاجتماعية لشهر رمضان المبارك، ويحرص الناس خلاله على تزيين منازلهم، وشراء الملابس الاحتفالية، والهدايا لأحبائهم.
أسباب التسوق
حول أسباب زيادة التسوق، خلال رمضان، قال شرف: يمكن أن يُعزى الزخم الشرائي إلى 3 عوامل رئيسية هي: التحضير للإفطار والسحور والتجمعات، حيث يبلغ التسوق للمواد الغذائية ذروته خلال رمضان وأن 57% من المستهلكين يشترون كميات كبيرة، لضمان توفر جميع المستلزمات الأساسية طوال الشهر، وفقًا ل«إبسوس»، كما يرى 86% من المتسوقين أن رمضان هو وقت للتسوق والتمتع بالشراء، سواء للمنتجات الشخصية أو الهدايا للعائلة والأصدقاء.
وتابع شرف: وفقًا ل«إبسوس»، فإن 61% من المستهلكين يعطون الأولوية للتخفيضات، و59% يؤجلون مشترياتهم حتى رمضان، للاستفادة من حسومات الأسعار، وهذا يعزز الإنفاق في مجالات الأزياء، والأثاث المنزلي، والإلكترونيات.
وعن متوسط التخفيضات في «مول الإمارات، وسيتي سنتر ديرة، وسيتي سنتر مردف»، خلال رمضان 2025: أوضح شرف أن المراكز توفر فرص للمتسوقين، بما في ذلك حملة «أنفق واربح» لمن ينفقون 300 درهم على الأقل وهم مؤهلون لدخول سحب أسبوعي للفوز ب 500000 نقطة شير، أي ما يعادل 50000 درهم، وستُعلن أسماء 4 فائرين خلال الشهر.
بالإضافة إلى ذلك، يحصل العملاء الذين يتسوقون في فئات الأزياء والإكسسوارات أو الأثاث المنزلي، أو يتناولون الطعام في أي من منافذ الطعام والشراب، على 10 أضعاف نقاط شير على مشترياتهم في سيتي سنتر مردف، وسيتي سنتر ديرة، وسيتي سنتر معيصم، ومراكز التسوق في الشندغة.
وتضمن هذه العروض أن كل تجربة تسوق أو تناول طعام، ستكون أكثر قيمة ومكافأة في هذا الموسم، ومن خلال هذه العروض والحوافز، نهدف إلى تعزيز متعة التسوق في شهر رمضان المبارك، مع تقديم قيمة كبيرة لعملائنا.
احتياجات المستهلكين
يقول عبد الله عبد اللطيف، نائب الرئيس لقسم المشاريع مجموعة «جي أم جي»: نقدم خلال رمضان خصومات تصل إلى 50% على الفئات الرئيسية، إلى جانب عروض مجمعة ومحدودة المدة، حيث يشهد الإنفاق الاستهلاكي في الإمارات ارتفاعاً ملحوظاً، ووفقًا لاستبيان أجرته شركة «يوجوف»، يخطط 57% من المستهلكين في الإمارات لزيادة إنفاقهم على مستلزمات المواد الغذائية والاحتياجات اليومية، مقارنة بالأشهر العادية، ويبرز هذا الاتجاه أهمية تكيف العروض مع احتياجات المستهلكين في هذه الفترة.
وأضاف عبد اللطيف، يعود الارتفاع في معدلات التسوق، خلال رمضان، إلى عدة عوامل رئيسية تعكس تغير سلوكيات وتوقعات المستهلكين، ما يؤدي إلى زيادة الطلب كما يولي المتسوقون اهتماماً أكبر بالأسعار والعروض والتخفيضات والصفقات المجمعة، ويتزايد هذا الاتجاه مع اقتراب عيد الفطر، حيث تجرى الاستعدادات للاحتفال مع العائلة والأصدقاء.
وتابع عبد اللطيف: نشهد أيضاً اهتماماً متنامياً بالمنتجات التي تركز على الصحة والعافية، وتشير الأبحاث إلى أن 24% من المستهلكين يميلون بشكل خاص إلى استكشاف منتجات الصحة والعافية، ما يعكس تزايد الاهتمام بالمشتريات المتعلقة باللياقة البدنية، مثل المعدات الرياضية وأدوات التمارين المنزلية، كما يشهد قطاع الأغذية والمشروبات ومنتجات العناية الشخصية والمستلزمات المنزلية وعلى العطور الشرقية وديكورات المنازل، وأدوات المائدة وأواني الطهي ارتفاعاً في المبيعات.
تغيّر سلوك
قال فهد غانم، الرئيس التنفيذي في شركة «ماجد الفطيم لايف ستايل»: نتوقع زيادة تتجاوز 30% في مبيعات علاماتنا التجارية في مجال أسلوب الحياة. نشهد خلال شهر رمضان المبارك، زيادة تتجاوز 30% في مبيعات علاماتنا التجارية، ضمن فئة أسلوب الحياة، ويعود هذا النمو إلى تغيّر سلوك المستهلكين، حيث يركز المتسوقون على تجهيزات الترفيه المنزلي، وأزياء المناسبات، والتجارب العائلية. وأضاف: يُحدث شهر رمضان المبارك تغييراً كبيراً في الحياة اليومية والعادات الاجتماعية، ما ينعكس على السلوك الشرائي، ومع تحوّل الأمسيات إلى محور التجمعات والخروجات الاجتماعية وممارسة الرياضة، يتكيف المستهلكون مع هذه التغيرات في إنفاقهم.
ويظهر ذلك بوضوح في ارتفاع الطلب على فئات المنزل والأزياء والعافية، مع تركيز أكبر على المنتجات المرتبطة بالأمسيات، مثل مستلزمات المائدة وأزياء المناسبات والملابس المريحة التي تجمع بين الأناقة والاحتشام.
ويسعى الكثيرون إلى تجديد منازلهم وتهيئتها، لاستضافة موائد الإفطار والسحور، ما ينعكس في ارتفاع الإنفاق على الأثاث والديكور وأدوات المائدة ومستلزمات الضيافة.
وأوضح غانم أن الهدايا تعد جزءاً أساسياً من احتفالات الشهر الكريم وعيد الفطر السعيد، ما يؤثر على قرارات الشراء في مختلف الفئات. يبحث المتسوقون عن هدايا كما تحظى مشتريات المنزل والأزياء والعائلة بأعلى نسب الشراء في علامات نمط الحياة التابعة للشركة.
تخزين الغذائيات
قال مصعب عبود، المدير التنفيذي ل«جرانديوس سوبرماركت»: يُعزى الارتفاع الملحوظ في نشاط التسوق في دولة الإمارات، خلال شهر رمضان، إلى مجموعة من العوامل، حيث تستعد العائلات لاستقبال الشهر الكريم بالإقبال على تخزين مواد البقالة، لضمان تلبية جميع متطلباتها من المواد الغذائية الأساسية، ما يجعل التسوق أولوية للعائلات في هذه الفترة من العام.
وأضاف، يُسجِّل نشاط التسوق في الإمارات زيادة ملحوظة، تصل إلى 45%، خلال شهر رمضان، مقارنةً بالأشهر الأخرى، ما يعكس زيادة إقبال المستهلكين على التسوق، عبر مختلف قطاعات التجزئة، خاصةً المواد الغذائية والبقالة. وتُسجّل مبيعات الحلويات والمعجنات والتمر والمواد الغذائية الطازجة كالخضروات، ارتفاعاً كبيراً كالمعتاد، كما يزداد الطلب على المنتجات الأساسية التي تُقبل العائلات على تخزينها خلال الشهر الكريم.
وقال عبود: نقدم عروضاً ترويجية بخصومات تصل إلى 50% وأكثر. فضلاً عن ذلك، تزداد عروض العبوات الاقتصادية وحِزَم التوفير، خلال هذه الفترة التي تشهد زيادة ملحوظة في نشاط التسوق.
وتشهد عمليات الحلويات العربية، نمواً استثنائياً بنسبة تتراوح ما بين 80% إلى 100%، خلال شهر رمضان، مقارنةً بنسبة النمو، التي نشهدها خلال الأشهر الأخرى. وأوضح عبود: نهدف إلى تحقيق زيادة لا تقل عن 30% في المبيعات، عبر جميع الأقسام خلال شهر رمضان، سواءً في المنتجات الغذائية أو غيرها.
زيادة الشراء
قال مقداد بابراوالا، الرئيس التنفيذي لشركة «ويسترن للمفروشات»: يشهد قطاع التجزئة، خلال شهر رمضان في دولة الإمارات زيادة كبيرة في معدلات الإنفاق نظرًا لازدياد الأنشطة الشرائية والعادات الاستهلاكية الموسمية.
وتسجل المبيعات زيادة ملحوظة مقارنة بالأشهر السابقة، ونتوقع أن يتراوح النمو هذا العام بين 25% و40%، حسب فئة المنتج.
ويعزز هذا النمو تزايد الطلب الموسمي، والعروض الترويجية، وارتفاع ثقة المستهلكين، ما يجعل شهر رمضان فترة حيوية ومؤثرة في قطاع التجزئة بالإمارات.
وأضاف بابراوالا: تشهد بعض الفئات من المنتجات زيادة ملحوظة في الطلب خلال رمضان، وأبرزها: الأثاث والديكور المنزلي حيث يستقبل الناس الضيوف خلال وجبات الإفطار، ما يزيد من الطلب على الأثاث والمستلزمات والأجهزة المنزلية مثل أدوات المطبخ وأنظمة الترفيه والأجهزة الذكية، التي توفر الراحة وتعزز التجربة الرمضانية داخل المنزل، وتقدم المتاجر خصومات تنافسية، خلال رمضان، تتراوح بين 25% و70%، حسب المنتج.
حملات التسويق
تشير مها عياش، مديرة «تيم لويس» للتسويق: تشهد سلوكيات المستهلكين تغيرات خلال شهر رمضان المبارك، ما يدفع العلامات التجارية إلى تكييف استراتيجياتها وفقاً لهذه التوجهات.
وأضافت، أوضح استبيان «تيم لويس» أن 45% يميلون للشراء من الحملات التسويقية، خلال الشهر الفضيل، ما يسلط الضوء على مدى التفاعل مع جهود التسويق، خلال هذه الفترة، ويوفر الفرص للعلامات التجارية، للاستفادة من تفاعل المستهلكين مع الحملات.
