أوصت النتائج الرئيسية التي خرج بها تقرير جديد أجرته وكالة «إيكونوميست إمباكت» Economist Impact برعاية «ساس»، الشركة العاملة في البيانات والذكاء الاصطناعي، بضرورة إعطاء الأولوية للثقافة والتكنولوجيا في آن واحد حتى تزدهر إنتاجية القطاع الحكومي.
وكان الهدف من التقرير الذي يحمل عنوان إعادة تصور مستقبل إنتاجية القطاع العام، دراسة الفرص والعقبات، التي تعترض إصلاح إنتاجية القطاع العام، وتأتي هذه الدراسة في وقت يعمل فيه الذكاء الاصطناعي على تغيير طبيعة العمل والإنتاجية في مختلف القطاعات.
يقول جوناثان بيردويل، رئيس قسم السياسات والرؤى لدى «إيكونوميست إمباكت»: «في ظل القيود المالية والطلبات المتزايدة على الخدمات العامة لمعالجة التحديات المعقدة، مثل شيخوخة السكان وتغير المناخ وتفشّي حالة انعدام اليقين الاقتصادي، يجب على الحكومات التصرّف بحزم لتنفيذ إصلاحات إنتاجية. وعلى سبيل المثال، بلغت الاستجابة المالية لجائحة «كوفيد-19» في عدد من الدول ذات الدخل المرتفع 21% من الناتج المحلي الإجمالي، ما يؤكد الدور الحاسم للتدخل الحكومي في أوقات الأزمات».
ويستند التقرير إلى استطلاع رأي شارك فيه أكثر من 1,550 موظفاً في القطاع الحكومي وفي قطاع الرعاية الصحية العامة في 26 دولة في الأمريكتين وأوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط.
خرج التقرير بنتيجة مفادها بأن الحكومات تحقّق مكاسب كبيرة من الاستثمارات في الحكومة الإلكترونية والخدمات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي، لكن هذه وحدها لا تكفي لإحداث التغيير المنشود.
ويكشف الاستطلاع أن التصميم التنظيمي القادر على التكيّف، إلى جانب التحوّل الرقمي، يُمثّلان أهم استراتيجيتين لتعزيز الإنتاجية، كما يحملان نفس القدر من الأهمية تقريباً، كما يشير إلى أن الوكالات التي شرعت في التحوّل الرقمي كانت أكثر عرضة لتنفيذ الإصلاحات التنظيمية بطريقة ناجحة.
تقنيات جديدة
في دولة الإمارات، يتفق 84% من المشاركين في الاستطلاع على أن مؤسساتهم تعتمد التقنيات الجديدة، مدعومةً بالأدلة على فاعليتها في مؤسسات أخرى، وهو ما يتجاوز بكثير المتوسط العالمي البالغ 70%. تعتبر قضايا خصوصية البيانات في الإمارات أمراً بالغ الأهمية بالنسبة ل79% من المستجيبين، وهو ما يفوق المتوسط.
كما أشار نصف المستجيبين في الإمارات، إلى أن عدم القدرة على قياس الإنتاجية يعد عائقاً أمام إصلاح الإنتاجية، وبينما أقرّ المشاركون بوجود هذه العوائق، ترى أغلبية كبيرة من المشاركين في الإمارات (98%)، أن التقنيات الرقمية تقدم فوائد أكثر من المخاطر لمؤسساتهم، مقارنةً بالمتوسط العالمي البالغ 90%.
الذكاء الاصطناعي في الصدارة
يعتقد أكثر من ثلثي المشاركين (70%) في الدولة أن الذكاء الاصطناعي، سيكون له تأثير كبير وحاسم في تحسين الإنتاجية داخل مؤسساتهم، خلال السنوات الثلاث المقبلة، ويعتبر هذا الرقم أعلى بكثير من المتوسط العالمي، حيث يعتقد نصف المشاركين فقط أن للذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً. ويستكشف التقرير أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي الواعدة في القطاع الحكومي، متضمناً دراسات حالة من مؤسسات حول العالم.
الموردون محفزون
كان تردد القطاع العام في تبني التقنيات ناجماً عن عدم الإلمام بنماذج البرمجيات كخدمة، فضلاً عن سمة التعقيد لعملية إدارة التقنيات التي تحتاج إلى البيانات الكثيفة.
ويمكن لمورّدي التكنولوجيا، أن يكونوا شركاء قيّمين في هذه العملية. وأشار نصف المشاركين في الاستطلاع (50%) في الإمارات إلى أن الاستعانة بمصادر خارجية عبر الموردين الخارجيين، تعدّ من أكثر الاستراتيجيات فعالية لتحسين الإنتاجية.