منذ عام 2020، شهدت مدينة فريتاون في سيراليون تحولاً بيئياً ملحوظاً من خلال زراعة مليون شجرة كجزء من مبادرة إعادة التحريج المعروفة باسم «فريتاون ذا تري تاون». وحظي هذا المشروع باهتمام عالمي لموقفه الاستباقي بشأن العمل المناخي والتنمية الحضرية المستدامة.
وبفضل السياسة المحلية والمنظمات البيئية، برزت فريتاون كمنارة أمل في مكافحة تغير المناخ. ولا يعمل التزام المدينة بزراعة الأشجار على تعزيز مناظرها الطبيعية فحسب، بل يسهم أيضاً بشكل كبير في الجهود العالمية للتخفيف من آثار تغير المناخ.
حددت مبادرة «مدينة الأشجار في فريتاون» هدفاً جريئاً لزراعة 5 ملايين شجرة إضافية بحلول عام 2030، مع خطط أكثر طموحاً لزراعة 20 مليون شجرة بحلول عام 2050. وتؤكد هذه الرؤية طويلة الأمد التزام فريتاون بإنشاء بيئة حضرية أكثر خضرة ومرونة للأجيال الحالية والمستقبلية.
تلعب الغابات دوراً حاسماً في تنظيم مناخ الأرض من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وإطلاق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي. وعبر توسيع غطاء الأشجار، فإن مبادرة إعادة التحريج لا تساعد فقط في عزل الكربون، بل إنها تعمل أيضاً على تعزيز التنوع البيولوجي، وتحسين جودة الهواء، وتخفيف آثار الجزر الحرارية الحضرية.
وعلاوة على ذلك، فإن وضع الأشجار بشكل استراتيجي في المناطق الحضرية من شأنه أن يساعد في الحد من استهلاك الطاقة، وخفض درجات الحرارة، وتوفير الموائل الطبيعية للحياة البرية. وتمثل المليون شجرة المزروعة في فريتاون خطوة مهمة نحو بناء مدينة أكثر استدامة وقدرة على التكيف مع تغير المناخ.
إن العامل الأساسي لنجاح مشروع «مدينة الأشجار في فريتاون» هو المشاركة الفعالة من جانب المجتمعات المحلية، التي تبنت المبادرة بحماس وتفان. ولم يشارك سكان فريتاون في أنشطة زراعة الأشجار فحسب، بل تولوا أيضاً ملكية المساحات الخضراء داخل أحيائهم.
ومن خلال فعاليات زراعة الأشجار التي تقودها المجتمعات المحلية، وورش العمل التعليمية، وحملات التوعية، نجحت فريتاون في تعزيز الشعور بالمسؤولية البيئية بين مواطنيها. ولم يعمل هذا الالتزام الشعبي على تعزيز التماسك الاجتماعي فحسب، بل مكن الأفراد أيضاً من اتخاذ إجراءات ذات مغزى بحماية بيئتهم.