أبوظبي: «الخليج»
أعلنت مجموعة «إمستيل» إطلاق برنامج تحسين الأصول باستثمارات 625 مليون درهم، تستهدف تعزيز القدرات الإنتاجية واعتماد حلول متطورة لإنتاج الحديد لمواكبة الطلب المتنامي في السوق.
وينسجم برنامج تحسين الأصول مع مستهدفات مشروع 300 مليار، الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، التي تهدف إلى ترسيخ الابتكار في القطاع الصناعي وتعزيز مساهمته في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.
ومن خلال تطوير وإنتاج حلول حديد عالية القيمة والجودة، تساهم هذه المبادرة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كوجهة عالمية في مجال التصنيع والتميز الصناعي.
وستركز المرحلة الأولى من برنامج تحسين الأصول على تطوير مصانع الدرفلة التابعة لمجموعة إمستيل، بهدف تعزيز القدرات الإنتاجية. ويتضمن ذلك إدخال جيل جديد من قضبان حديد التسليح العالية القوة، فضلاً عن تقديم منتجات متطورة ذات مقاطع ثقيلة، بما يساهم في توسيع نطاق منتجات إمستيل بشكل كبير لتلبية الاحتياجات المتنامية للسوق.
وستشمل الترقيات الرئيسية في هذه المرحلة أنظمة قص متقدمة تتيح إنتاج قضبان حديد التسليح العالية القوة لدعم استدامة قطاع البناء.
كما ستتيح المرحلة الأولى من برنامج تحسين الأصول للمجموعة الاستفادة من أحدث تقنيات مصانع الدرفلة لإنتاج الحديد الثقيل المقطوع الذاتي المعالجة والمعالج بالحرارة الميكانيكية، ما يعزز قوة ومتانة المنتجات لاستخدامها في المشاريع الإنشائية المعقدة. ويشمل ذلك المباني الشاهقة، ومشاريع البنية التحتية الضخمة، والأصول المتعددة الاستخدامات في قطاع الطاقة.
وتعمل تقنية (QST) على تعزيز صلابة الحديد ومقاومته للتآكل من خلال التبريد السريع، ما يحسن خصائصه الميكانيكية دون التأثير على قابلية اللحام. في المقابل، تساهم تقنية (TMCP) في تحسين البنية المجهرية للحديد عبر عمليات الدرفلة والتبريد المتحكم فيها، ما ينتج عنه مستويات عالية من القوة، وقابلية لحام ممتازة، ومقاومة محسنة للصدمات. وتعد هذه الخصائص ضرورية للهياكل التي تخضع لأحمال ثقيلة وتعمل في بيئات قاسية.
وتشمل المرحلة الثانية، تركيب خط إنتاج جديد لقضبان الأسلاك بطاقة تصل إلى 500 ألف طن سنوياً، إلى جانب تحديث أنظمة التبريد في مصانع الدرفلة الحالية.
وستساهم هذه الترقيات في إنتاج قضبان الأسلاك ذات القيمة المضافة العالية، إضافة إلى قضبان تسليح عالية الشد. ولضمان دعم هذا التوسع، ستعمل إمستيل على تحسين ورشة صهر الحديد من خلال اعتماد أحدث تقنيات التفريع (VD) وإجراء تحسينات على مسار مربعات الصلب، ما يتيح إنتاج قضبان عالية الكربون تلبي احتياجات مجموعة المنتجات الجديدة.
وتعتمد أسواق دول مجلس التعاون الخليجي حالياً على الواردات لتلبية احتياجاتها من قضبان الأسلاك ذات القيمة المضافة، في حين يُتوقع أن يسجل الطلب عليها معدل نمو سنوي مركب يتراوح بين 7% و10% خلال العقد المقبل.
ومن خلال معالجة التحديات الإنتاجية الحالية وتوسيع محفظة منتجاتها، تستعد إمستيل لتعزيز تنافسيتها في القطاعات الحيوية، بما يشمل البنية التحتية، والطاقة، والسكك الحديدية، والتطبيقات الصناعية، والبتروكيماويات، ومكونات السيارات.
ويسير مشروع التحسين وفق جدول زمني طموح، حيث من المقرر تشغيل أول تحديث لمصنع الدرفلة التابع لشركة إمستيل بحلول الربع الرابع من عام 2025، يليه التحديث الثاني في الربع الثاني من عام 2026.
ومن المتوقع استكمال المرحلة الثانية خلال النصف الأول من عام 2027، ما يعزز القدرات الإنتاجية للمجموعة بشكل أكبر. وعند اكتماله، سيساهم هذا المشروع في ترسيخ مكانة إمستيل التنافسية في السوق، وتوسيع قاعدة عملائها، ودفع نمو الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك.
وقال المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة إمستيل: «يشهد قطاع الصناعات التحويلية تطورات متسارعة، وتزداد متطلبات مشاريع البنية التحتية تعقيداً، ما يجعل الحديد العالي الجودة عنصراً محورياً في هذه التحولات. ويشكل الاستثمار المتواصل في حلول الحديد المتقدمة ضرورة ملحّة للحفاظ على القدرة التنافسية في سوق عالمية تتسم بالتطور السريع. ومن خلال هذا التحسين الاستراتيجي، ترسخ إمستيل مكانتها في طليعة القطاع، عبر توفير مواد متقدمة تلبي الاحتياجات المتزايدة لقطاع البناء الحديث والطاقة والمشاريع الصناعية».
وأضاف: «لا يقتصر دورنا على تعزيز قدراتنا الإنتاجية، بل نواصل إعادة رسم معايير الصناعة وابتكار حلول متقدمة تساهم في تشكيل مستقبل القطاع. ومن خلال الاستثمار في الابتكار والاستدامة، فإننا نرسّخ من التزامنا بتقديم منتجات حديد بمعايير عالمية، تدعم مسيرة النمو الاقتصادي في دولة الإمارات وخارجها».