أخبار عاجلة

اخبار الاقتصاد اليوم خطورة العجز المالي

اخبار الاقتصاد اليوم خطورة العجز المالي
اخبار الاقتصاد اليوم خطورة العجز المالي

د.لويس حبيقة*

في كل دول العالم، الحاجات تزداد لأسباب معيشية وإنسانية ومناخية وغيرها، وبالتالي إيجاد الإيرادات المالية العامة الكافية مهم جداً. عموماً تكون الإيرادات غير كافية، وبالتالي يتحقق عجز مالي يجب تمويله. العجز المؤقت المحدود مقبول وغير خطر، إنما العجز الدائم يؤدي إلى تراكم الدين العام الذي يجب تسديده مستقبلاً.
ما هي أسباب العجز المالي العام الذي لا يدعو للقلق من قبل المواطنين والشركات والمجتمع الدولي؟
الإنفاق على الفقر والبؤس هو ضروري في أوقات تزداد خلالها نسب الفقراء في كل الدول وليس في النامية فقط. في الولايات المتحدة، 21% من الأمريكيين يعتبرون فقراء وهذا غير مقبول في أغنى دولة. الإنفاق على تحديث البنية التحتية السيئة هو مهم وضروري وهو إنفاق على المستقبل لمصلحة الأجيال القادمة. أما الإنفاق لتخفيف فجوتي الثروة والدخل عبر ضرائب ودعم، فلا يحتج عليه أحد إذا بقي ضمن حدود المنطق واحترام كل الطبقات الشعبية.
إذاً تحقيق عجز مالي يجب أن يكون مؤقتاً ويقابله تحقيق فائض مستقبلي يمول العجز بل يؤمن إيرادات إضافية لتمويل كافة حاجات المجتمع. في ظروف أزمات وبالرغم من صعوبة تحصيل إيرادات كبيرة كافية، من المقبول تحقيق عجز مؤقت ضمن برنامج مدروس. أسوأ القرارات التي تتخذها بعض الحكومات هو رفض تسديد الديون دون موافقة المقرضين، وهذا يعتبر في غاية الغباء والجهل المالي. يمكن اعتبار العجز المالي مشكلة عندما لا يستعمل لغايات استثمارية واضحة لمصلحة المستقبل. لذا توضيح القرارات المالية العامة للمواطنين، أي اعتماد الشفافية لغاية المحاسبة فيما بعد، هو دائماً مهم. 48% من الأمريكيين مثلاً يعتقد أن مشكلة العجز المالي يجب أن تكون من أولويات حكم الرئيس ترامب دون النظر إلى مصادر العجز وكيفية استعماله. هذا ينبع من الضغط الإعلامي والسياسي الهائل الممول من أصحاب المصالح المستفيدين من براءة المواطنين وأوضاعهم.
زيادة العجز حتى لأسباب فاضلة تأخذ من فرص الاقتراض من جانب القطاع الخاص، وهذا مضر عموماً للنمو. من ناحية أخرى، إذا كانت أسباب العجز العام تمويل البنيتين التحتية والفوقية، يمكن أن يساعد ذلك المجتمع على بناء نفسه وتحقيق ازدهار مستقبلي. حسن إدارة الدولة يبقى واجباً تقنياً ومالياً. من الإنفاق الجيد تمويل التجدد ومساعدة الشركات الناشئة والصغيرة التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد المستقبلي المبني على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
من التمويل العام المطلوب إعطاء قروض تعليمية للشابات والشباب كي ينهضوا بمستقبل الأوطان. هنالك أمثلة عديدة تهدف إلى بناء مشاريع خضراء نظيفة غير ملوثة لمصلحة صحة الإنسان. الإنفاق الذي يدعو للقلق والرفض هو الهادف فقط لمساعدة الطبقات الميسورة والشركات الكبرى والذي يمول من جيوب الطبقات الوسطى والفقيرة. انسحاب الولايات المتحدة من بعض المنظمات الدولية المهمة مقلق وسيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية في الدول النامية. أما تحجيم أو إلغاء منظمة المساعدات الأمريكية USAID فسيضرب مباشرة أي دور إنمائي عالمي تقوم به أمريكا.
*كاتب لبناني

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار الاقتصاد اليوم «دانة غاز» تعتزم زيادة التوزيعات بعد إنجاز مشاريع التوسعة
التالى اخبار الاقتصاد اليوم «تيسلا» تفقد ربع قيمتها السوقية في فبراير