لايف ساينس
اكتشف علماء من المعهد السويسري للتكنولوجيا، ظاهرة «الزلازل الجليدية» التي تؤثر في حركة الأنهار في جرينلاند، ورصدوا حدوثها بسبب انكسار وتصادم لوحين جليديين، وهو ما يفسر سبب الحركة المتعثرة التي تشبه حركة العسل الكثيف، للأنهار الجليدية وهي في طريقها إلى البحر.
ونجح العلماء في فك لغز هذه الظاهرة من خلال تقنية حديثة تمثلت في خفض كابل ألياف ضوئية إلى بئر عميقة تصل إلى 2.7 كيلومتر في شمال شرق جرينلاند، وتمركزت هذه التجربة بالقرب من أكبر نهر جليدي في الجزيرة (جرينلاند ستريم) الذي يعتبر شريان الحياة لنقل الجليد من داخل الغطاء الجليدي إلى المحيط الأطلسي، وكانت الزلازل الجليدية مجهولة إلى حد كبير لأن طبقة من الجسيمات البركانية المدفونة تحت الجليد من ثوران جبل مازاما قبل 7700 عام كانت تعيق وصول الموجات الزلزالية إلى السطح.
توصل العلماء على أن الجسيمات البركانية المدفونة تحت الجليد، تسهم في عدم وصول الموجات الزلزالية إلى السطح، لكن المفاجأة كانت في اكتشاف أن هذه الجسيمات قد تكون مسؤولة عن تحفيز الزلازل الجليدية نفسها. خاصة أن المواد الكيميائية والشوائب الموجودة في الجليد، قد تتسبب في زعزعة استقرار الجليد وتكوين شقوق صغيرة فيه، مما يعزز حدوث الزلازل الجليدية.
قبل هذا الاكتشاف، كان العلماء يعتقدون أن الأنهار الجليدية تتحرك بشكل بطيء جداً، لكن الآن، مع فهم تأثير الزلازل الجليدية، بدأت المفاهيم تتغير، فالزلازل الجليدية لا تؤدي فقط إلى انزلاق الجليد بسرعة أكبر، بل تؤدي إلى تحركات سريعة وغير متوقعة لتيارات الجليد، ما يسهم في تدفق كميات هائلة من الجليد إلى البحر.
يمثل ذوبان هذا الجليد أكبر مصدر عالمي لارتفاع مستوى سطح البحر، وهو ما يزيد من القلق حيال تأثيرات التغير المناخي على المجتمعات الساحلية، إذ ارتفع مستوى سطح البحر بشكل متسارع منذ عام 1990، بسبب المياه الذائبة من الغطاء الجليدي في جرينلاند.
