1,5 مليار درهم سوق الخوادم في الإمارات 2029 بنمو 11%
- مطر الحميري: التقنيات المتقدمة فرس الرهان حالياً
- عادل الشرجي: إكمال 25 مشروعاً حول العالم
- رضا نيدهك: حلول لتطوير الأعمال والخدمات
- محمد يوسف: البرمجيات المفتوحة عنصر أساسي
- ديميتريو روسو: الانتقال من التجريب إلى الإنتاج
دبي: حمدي سعد
تحولت دولة الإمارات إلى محور إقليمي وعالمي في تجارب الذكاء الاصطناعي الفعلية، من خلال استراتيجية متكاملة، تجمع بين الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة والسياسات الداعمة والشراكات العالمية، وفقاً لمسؤولي جهات حكومية وشركات لـ«الخليج».
وأكد المسؤولون على هامش معرض عالم الذكاء الاصطناعي 2025، الذي اختتم أعمال دورته الأولى في دبي، أن دولة الإمارات استطاعت تصدر مشهد تجارب الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات، ما جعلها نموذجاً عالمياً في تبني هذه التكنولوجيا الثورية.
وأوضحوا أن العوامل التي دعمت هذه المكانة الإقليمية والعالمية لدولة الإمارات تتركز أبرزها في: الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، والتي تسعى إلى تطوير البنية التحتية وتعزيز البحث والتطوير، لاسيما من قبل: معهد الابتكار التكنولوجي (TII) وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI)، أول جامعة متخصصة في الذكاء الاصطناعي عالمياً ومركز G42 للذكاء الاصطناعي، والذي يطور تقنيات متقدمة في مجالات الرعاية الصحية والطاقة غيرها من المجالات.
كما يتبني الذكاء الاصطناعي القطاعين العام والخاص في الخدمات الحكومية، مثل التحليل التنبئي في الشرطة والنقل الذكي، ولتحسين كفاءة استهلاك الطاقة وإدارة الشبكات الذكية وتحليل البيانات الصحية وفي مراكز البيانات المتطورة، لدعم عمليات معالجة البيانات الضخمة.
مواكبة المستجدات
قال مطر الحميري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الرقمية: إن العالم يتغير بسرعة، وأهم محرك للتغيير، هو الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة الأخرى، حيث يُعتبر فرس الرهان في تعزيز الكفاءة والفاعلية والإنتاجية، وتحقيق قفزات هائلة في إنجاز الاستراتيجيات، لذلك تحرص دبي الرقمية على مواكبة جميع المستجدات في هذا المجال.
وأضاف: انطلاقاً من رؤيتنا برقمنة الحياة في دبي، والانتقال من رقمنة الحكومة إلى بناء الحياة الرقمية الشاملة والمتكاملة، نسعى لاستكشاف آفاق الذكاء الاصطناعي لتعزيز التحول الرقمي، لا سيما في الجانب الاقتصادي، بما يخدم أجندة دبي الاقتصادية D33.
ازدهار كبير
أكد الدكتور عادل الشرجي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «بريسايت»:
يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات ازدهاراً كبيراً؛ بدعم الاستراتيجيات الوطنية للقطاع، والتي ترسخ ريادة الدولة على مستوى العالم.
وأضاف، يسهم الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي التوليدي، في إعادة تشكيل القطاعات الاقتصادية؛ بما يشمل الطاقة والتمويل والمدن الذكية والخدمات العامة، كما تستفيد الشركات من الرؤى المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات اتخاذ القرار، وتعزيز الكفاءة وإتاحة مصادر الدخل الجديدة.
وقال الشرجي: تقوم الشركة بدور رئيسي في هذا التحوّل؛ حيث قمنا بنشر 10 حلول للذكاء الاصطناعي، وأكثر من 100 نموذج للذكاء الاصطناعي، ونجحنا في إكمال 25 مشروعاً حول العالم، ما يعكس التأثير الحقيقي الذي نقدمه، كما نعمل على تحويل القطاعات الرئيسية، من خلال حلول مبتكرة مثل منصّة Presight Intelli لتبسيط العمليات، ومركز البيانات Presight DataHub، الذي يسمح بتبادل البيانات بسلاسة، ومنصّة Presight Report Optimizer، التي تسخر قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي لاستخلاص الرؤى العميقة.
تعزز الكفاءة
قال رضا نيدهك، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة «فينتشر ون»، الذراع التجارية لـ«مجلس أبحاث التكنولوجيا المطورة»: من خلال AI71، نقدّم حلول ذكاء اصطناعي متطورة للمؤسسات، معتمدة على نماذج مفتوحة المصدر، مثل Falcon التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي، بينما تمهّد SteerAI الطريق لمستقبل أكثر ذكاءً، بتطوير أنظمة مستقلة تعزز الكفاءة، السلامة، وقابلية التوسع في قطاعات اللوجستيات والدفاع.
أما Nabat، فهي تعيد إحياء الطبيعة باستخدام الروبوتات المستقلة والذكاء الاصطناعي، بدءاً بأشجار المانغروف، هذه الحلول ليست مجرد إنجازات تقنية، بل هي أدوات تحدث تغييراً حقيقياً، حيث لا تقتصر على تعزيز ريادة الإمارات في الذكاء الاصطناعي، بل تمتد لتقديم حلول ملموسة لمواجهة تحديات عالمية.
دعم متزايد
قال محمد يوسف، المدير الإقليمي للتسويق في شركة «ريد هات» في الشرق الأوسط وإفريقيا: تسعى استراتيجية الشركة إلى التطوير المستمر للحلول التقنية، من خلال التركيز على البرمجيات مفتوحة المصدر، التي أصبحت عنصراً أساسياً في توجهات حكومة الإمارات، وشهدنا في الآونة الأخيرة دعماً متزايداً لهذا التوجه.
وأضاف، نركز على دعم وتنمية الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر تقديم برامج تدريبية متخصصة لطلاب الجامعات في مجال البرمجيات مفتوحة المصدر، لتأهيل جيل جديد من المتخصصين القادرين على المساهمة في تطوير القطاع التكنولوجي مستقبلاً.
وتابع يوسف: نوفر أحدث حلول في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المتقدمة والبرمجيات مفتوحة المصدر، لمواكبة التحولات السريعة في القطاع الرقمي.
سوق الخوادم
أوضح ديميتريو روسو، الرئيس التنفيذي لشركة «كيرنو»: من المتوقع أن يصل حجم سوق الخوادم في دولة الإمارات إلى 421 مليون دولار (1,5 مليار درهم)، عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.89%.
ويمتد هذا النمو، ليشمل منطقة مجلس التعاون الخليجي، حيث يُتوقع أن يصل حجم سوق الخوادم إلى 1.05 مليار دولار، بحلول 2029، مدفوعاً بالاستثمارات المتزايدة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
وأوضح روسو، تشهد دولة الإمارات تحولاً جذرياً في كيفية اعتماد المؤسسات لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ولقد بدأت المؤسسات المحلية في الانتقال من المشاريع التجريبية إلى بناء بنية تحتية على مستوى الإنتاج، ويتطلب هذا التحول موارد حوسبة قوية وهياكل ذكية ومرنة قادرة على التكيف، مع أحمال العمل المتطورة للذكاء الاصطناعي.