أبوظبي: «الخليج»
تنطلق، الثلاثاء، القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025، التي تستضيفها شركة مصدر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك». وسيشهد الحضور على مدار ثلاثة أيام مناقشات رفيعة المستوى، تتيح لهم الاطلاع على أحدث المنتجات المبتكرة مع فرصة للمساهمة في قيادة العالم نحو مستقبل أكثر استدامة.
وتستمر القمة حتى 16 يناير في إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة، مع زيادة لافتة في تسجيل الزوار بنسبة تبلغ 25%، لتكون منصةً بارزة لبحث سبل التعاون العالمي والابتكار والعمل، بمشاركة مجموعة من الوزراء وصناع السياسات في قطاع الطاقة الذين سيستعرضون خططهم نحو التحول في قطاع الطاقة والاقتصادات الدائرية.
وتقام القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 في منطقة تلتزم بالتحول في مجال الطاقة، وتُعطي فيها الأولوية للبدائل، بما في ذلك الطاقة الشمسية، حيث تجمع أكثر من 30 ألف مشارك، وتشكل الفعالية منصة لعرض أحدث التطورات في مجالات الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المناخ، ومبادئ الاقتصاد الدائري، والتمويل الأخضر، والمدن المستدامة.
المتحدثون
ويشارك في هذه القمة البارزة في مجال الريادة والابتكار نخبة من المتحدثين المرموقين، من بينهم المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، والمهندس عبد المعطي أحمد مراد، رئيس قسم سياسات واستراتيجيات الطاقة، والمهندس أحمد الشامسي، مهندس ميكانيكي في إدارة الموارد المائية، وجميعهم من وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات. وتشمل قائمة المتحدثين الآخرين كلاً من هيكو سيتز، قائد التنقل الكهربائي العالمي والشرق الأوسط في شركة «بي دبليو سي»؛ وفادي قمير، مدير مركز الأبحاث للمياه والطاقة والبيئة، وناديا روشدي، رئيسة قسم المناخ في جمعية الإمارات للطبيعة – الصندوق العالمي للطبيعة، وغِوى نكت، المديرة التنفيذية لمنظمة «غرينبيس».
الذكاء الاصطناعي والكفاءة
ويتمحور تركيز جدول أعمال القمة هذا العام بشكل أساسي حول الإمكانات الهائلة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي؛ حيث تتناول الجلسات المقررة إمكانات الذكاء الاصطناعي في تعزيز مستويات الكفاءة، وضمان أمن الإمدادات، وخفض الانبعاثات في قطاع الطاقة، إضافة إلى مناقشة التحديات الناجمة عن تغيّر المناخ، وإدارة الموارد المائية والنفايات، وتطوير المدن الذكية، بما في ذلك استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي الآنية لإدارة حركة المرور في المدن بانسيابية وفاعلية. وتسلط العروض التقديمية الضوء على دراسة حالة رائدة حول عمليات الحفر الذاتية التي حققت وفورات مالية قدرها 500 مليون دولار، إضافة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار مليون طن خلال عام 2023. كما تقدم تحليلات متقدمة حول المباني الذكية ودمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة إدارة المدن، بهدف توفير حياة حضرية أكثر سلاسة واستدامة، ويشمل ذلك عرض ابتكارات حديثة مثل تحسين مسارات أساطيل جمع النفايات في الوقت الحقيقي.
400 جهة عارضة
وتقدم القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025، برنامجاً حافلاً يتضمن معارض تفاعلية وفرصاً للتواصل، بمشاركة ما يزيد على 400 جهة عارضة تستعرض كلٌ منها حلولاً مبتكرة في قطاعات الطاقة والمياه وإدارة النفايات. وتضمّ سبعة مسارات رئيسية تغطي جميع جوانب منظومة الطاقة، وتتيح للزوار والوفود والجهات العارضة فرصة التعرف إلى رؤى معمقة حول آخر المستجدات والتطورات التي تؤثر في عدة مجالات، وهي معرض ومؤتمر الطاقة الشمسية والنظيفة، ومؤتمر المياه، ومعرض إيكو ويست، ومؤتمر المدن المستدامة، ومؤتمر التمويل المستدام، ومنتدى مستقبل النقل، إضافة إلى مؤتمر الطريق إلى 1.5 درجة مئوية.
تحويل النفايات إلى مورد
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال المهندس علي الظاهري، العضو المنتدب، والرئيس التنفيذي لمجموعة تدوير: «ترى مجموعة تدوير في النفايات أكثر من مجرد تحدٍ، فهي فرصة لاكتشاف قيمة هائلة وبناء مستقبل مستدام وتحقيق تغيير إيجابي. ومن خلال تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، نمهد الطريق لحلول مبتكرة لا تعالج فقط القضايا البيئية، بل تفتح أيضاً المزيد من الآفاق الاقتصادية. ويقدّم معرض «إيكو ويست 2025» منصةً بارزة تدعو إلى التعاون في بناء عالم تتحول فيه النفايات إلى مورد يسهم في الاقتصاد الدائري وغدٍ مستدام».
مسار الابتكار
من جهةٍ أخرى، يستعرض ملتقى تبادل الابتكارات بمجال المناخ (كليكس) حلول استدامة رائدة تقدمها سيدات من ما يزيد على 12 دولة من الأمريكتين والمملكة المتحدة وأوروبا وآسيا وإفريقيا، إلى جانب فعالية كليكس للذكاء الاصطناعي، وهي منصة مخصصة لعرض أحدث الابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعي. وتُعد هذه المنصات جزءاً من مسار الابتكار في القمة، والذي يشمل أيضاً مركز ابتكار الهيدروجين الأخضر ومعرض التكنولوجيا النظيفة. ويحظى ملتقى (كليكس) التي تدعم تطوير حلول تقنية مبتكرة لمواجهة تحديات المناخ.
وتتيح القمة للمشاركين حضور جلسات متخصصة تُناقش مواضيع حيوية تشمل أمن المياه، والتمويل الأخضر، واستراتيجيات تحقيق الحياد الكربوني، إضافة إلى فرصة التفاعل المباشر مع نخبة من الخبراء والشخصيات المؤثرة في مجالات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا النظيفة، وصناعة السياسات. كما يحظى المشاركون بفرصة حضور عروض حية، والمشاركة في جلسات حوارية استشرافية، والتواصل المباشر مع روّاد الابتكار الذين يقودون مسيرة التغيير.
فعالية تجارية
وقالت لين السباعي، المديرة العامة لشركة «آر إكس الشرق الأوسط»، ورئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل: «تجمع القمة بين الشركات الكبرى والشركات الناشئة وصُنّاع السياسات لدفع عجلة التكنولوجيا والتحول، إضافة إلى إبرام صفقات تجارية تتماشى مع استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، ما يجعلها فعالية تجارية بامتياز. ومن خلال الجمع بين التقنيات المتقدمة والنقاشات المستندة إلى السياسات، نسعى إلى تسريع التحول في قطاع الطاقة وتشجيع العمل على أرض الواقع. ومع تصدر العمل المناخي قائمة الأولويات، تمثل القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 المنصة المثلى للتعاون بين جميع الأطراف المعنية من القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني للمشاركة في الجهود العالمية نحو تشكيل مستقبل مستدام».