«فورتنرز»
يلعب تحليل استخدام الأراضي والغطاء الأرضي دوراً حاسماً في الدراسات الطبيعية؛ لأنه يؤثر بشكل مباشر في البيئة.
التغيرات في استخدام الأراضي وهذا الغطاء لها تأثيرات بعيدة المدى في التوازن البيئي وأنماط المناخ وقابلية تعرض التضاريس للكوارث الطبيعية.
يشير استخدام الأراضي إلى الأنشطة البشرية التي تتم على الأرض، مثل الزراعة والتنمية الحضرية وإزالة الغابات. ومن ناحية أخرى، يصف الغطاء الأرضي السمات المادية لسطح الأرض، بما في ذلك الغابات والمسطحات المائية والأراضي القاحلة. ومن خلال التحليل، يمكن للباحثين اكتساب رؤى قيمة حول كيفية تشكيل الأنشطة البشرية للمناظر الطبيعية.
التغيرات في استخدام الأراضي والغطاء لها تأثير عميق في البيئة. على سبيل المثال، لا يؤدي إزالة الغابات إلى تقليص قدرة الغابات على امتصاص الكربون فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى فقدان الموائل للعديد من أنواع النباتات والحيوانات. يمكن أن يؤدي التوسع الحضري إلى زيادة تأثير جزيرة الحرارة في المدن، مما يؤدي إلى تغيير أنماط المناخ المحلية.
يرتبط التوازن البيئي في أي منطقة ارتباطاً وثيقاً باستخدام أراضيها وتغطيتها. وعندما يتمّ تحويل الموائل الطبيعية إلى أراضٍ زراعية أو مناطق حضرية، فإن التنوع البيولوجي غالباً ما يتعرض للخطر. ويؤدي هذا الفقدان للتنوع البيولوجي إلى تأثيرات متتالية في خدمات النظم الإيكولوجية مثل التلقيح وتنقية المياه.
وعلاوة على ذلك، فإن التغيرات في الغطاء الأرضي يمكن أن تؤثر في أنماط المناخ المحلية. تلعب المناطق الحرجية دوراً حاسماً في تنظيم درجة الحرارة وهطول الأمطار من خلال عمليات مثل التبخر والنتح. وعندما يتم إزالة الغابات لاستخدامات أخرى للأراضي، يتم تعطيل هذه الآليات التنظيمية، مما يؤدي إلى تغييرات في الظروف المناخية المحلية.
إحدى أهم العواقب المترتبة على التغيرات في استخدام الأراضي والغطاء هو زيادة قابلية التضاريس للكوارث الطبيعية. فالمناطق التي أزيلت منها الغابات أكثر عرضة للانهيارات الأرضية وتآكل التربة، وخاصة أثناء هطول الأمطار الغزيرة. والمناطق الحضرية المبنية في السهول الفيضية أكثر عرضة للفيضانات أثناء الظواهر الجوية المتطرفة.