ترجمة: خنساء الزبير
من المتوقع أن تتواصل الوتيرة القوية لمبيعات الأسهم الجديدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط في عام 2024 في العام المقبل؛ وفقاً لبلومبيرغ، على الرغم من أن بعض بدايات التداول المخيبة للآمال في الآونة الأخيرة أطلقت إشارات تحذيرية تتعلق بالتقييمات.
وكانت الشركات قد جمعت 13 مليار دولار من الاكتتابات العامة الأولية في عام 2024 مما يمثل ثاني أفضل عام للشرق الأوسط منذ الوباء ولكن على عكس السنوات السابقة فإن العائدات المبكرة المزدهرة لم تعد أمراً مسلّماً به.
وكانت أكبر ثلاثة طروحات خليجية هذا العام؛ وهي «طلبات القابضة» و«أو كيو للتنقيب» و«اللولو للتجزئة»، قد سجلت بدايات ضعيفة مؤخراً بعد أن اجتذبت طلباً كبيراً.
وقال بعض المحللين إن صفقات «اللولو» و«طلبات» تم زيادتها في مرحلة متأخرة، مما قد يؤدي إلى زيادة العرض.
أكثر حساسية
ووفقاً لبلومبيرغ قال علي خالبي، رئيس أسواق رأس المال في المجموعة المالية هيرميس، إن المستثمرين أصبحوا أكثر حساسية تجاه التقييم وأكثر ميلاً إلى دفع المال لشركات النمو بدلاً من مجرد شراء فرص العوائد.
ومع ذلك، وفي ظل استمرار الحكومات الخليجية في الدفع نحو تنويع اقتصاداتها وتعميق أسواق رأس المال، يتوقع المشاركون في السوق استمرار تدفق الإدراجات.
وقال أندرو بريسكوي، رئيس مجموعة أسواق رأس المال في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في «بنك أوف أميركا كورب»، أنه لا يرى أي شيء يوقف الادراجات الجديدة.
وقال: «الطروحات الأولية بالرغم من أنها لم تؤدّ بشكل جيد في الآونة الأخيرة»، إلا أنه لا يعتقد أن هذا سيوقف مستويات الإصدار رغم أنه قد يؤثر في اهتمام المستثمرين.
ترشيح الإمارات
ونسبة للنشاط الكبير الذي شهدته أسواق الإمارات من المتوقع أن تصبح المكان الرائد للإدراجات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا للعام الثالث على التوالي، وفقاً للبيانات التي جمعتها «بلومبيرغ».
كما أن الإمارات والسعودية تحتلان مرتبة بين أفضل عشرة أماكن لمبيعات الأسهم على مستوى العالم.
ومن خطط الإدراجات الأخرى في الإمارات شركة الاتحاد للطيران التي تدرس طرحاً عاماً أوّلياً، في حين تدرس مجموعة شركات في دبي إدراج أسهم في القطاع العقاري.
وتشمل الصفقات المحتملة الأخرى موقع «دوبيزل» للإعلانات المبوبة، و«الفاخر» لتجارة التبغ، وشركة تقدم خدمات تكنولوجيا المعلومات، وشركة إنشاءات.
عُمان
وساعدت صفقتان كبيرتان سلطنة عُمان على تجاوز دول مثل المملكة المتحدة وألمانيا من حيث إجمالي حجم مبيعات الأسهم.
وللسلطنة خطط قادمة تشمل نحو 30 أصلاً بصدد خصخصتها، بما في ذلك شركة الخدمات اللوجستية مجموعة أسياد وشركة عمان لنقل الكهرباء، في حين تخطط «أو كيو» OQ أيضاً لترتيب المزيد من الإدراجات في السنوات المقبلة.
السعودية
ومن المرجح أيضاً أن تشهد السعودية سلسلة من الإدراجات، بما في ذلك شركة الطيران منخفضة الكلفة «فلاي ناس»، وشركة «تابي»، وشركة التكنولوجيا «إجادة».
وقد يبيع صندوق الاستثمارات العامة، حصصاً في شركة المشتريات الطبية «نوبكو» ومشغل الموانئ.
ويتوقع خالبي، أن تشهد المملكة أكبر عدد من الاكتتابات العامة الأولية العام المقبل، بما في ذلك الشركات الخاصة المملوكة للدولة.
وقال خالبي، والذي قدم بنكه المشورة بشأن أعلى عدد من الإدراجات في الخليج في عام 2024، إن العديد من الشركات قام بتوسيع نطاقه على مدى السنوات القليلة الماضية وتريد هذه الشركات الاستفادة من الاتجاهات الكلية الإيجابية في المملكة.
ويرى بأن ذلك سيتجسد في عدد من الاكتتابات العامة الأولية من قطاعات مختلفة.
وتميل الإدارجات الأخيرة في السعودية، مثل «يونايتد إنترناشيونال القابضة» و«تمكين»، إلى مقاومة اتجاه التداول المبكر الضعيف.
نقطة جذب
ورغم أن الارتفاع في نشاط الاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة وأوروبا أعطى المستثمرين المزيد من الخيارات والفرصة ليكونوا أكثر تمييزاً؛ فإن هناك أسباباً للاعتقاد بأن المزيد من الأموال الدولية سوف تتدفق إلى الخليج.
وقال رامي صيداني، رئيس الاستثمارات في شركة «شرودر لإدارة الاستثمار» لـ«بلومبيرغ»، إن طفرة الاكتتابات العامة الأوّلية في السنوات الأخيرة تعني أن أحجام الشرق الأوسط أصبحت تشكل جزءاً أكبر من المؤشرات العالمية، مما يجعل من الصعب على مديري الصناديق العالمية تجاهل المنطقة.
وعلى سبيل المثال اجتذب الطرح العام الأوّلي لشركة «اللولو» كلاً من مجموعة فانغارد وصندوق الثروة السيادية السنغافوري «جي آي سي بي تي إي».
أرامكو
وفي الوقت ذاته تم تخصيص نحو 60% من أسهم «أرامكو» السعودية المطروحة مؤخراً بقيمة 12 مليار دولار، للمستثمرين الأجانب وهو تحول ملحوظ عن إدراجها في عام 2019، حيث ذهبت 23% فقط من الأسهم إلى المشترين الدوليين.
وكانت هذه الصفقة واحدة من ثلاثة عروض أسهم من قبل شركات عامة في الشرق الأوسط هذا العام.
ورغم أن مبيعات كلٍ من الأسهم الجديدة والقائمة في الشركات المدرجة لا تزال نادرة نسبياً في الخليج إلا أن من المتوقع أن تشهد المزيد من هذه المبيعات العام المقبل.
وهذا من شأنه أن يمنح المستثمرين فرصاً لتعويض ما فاتهم من أسهم خلال الاكتتابات العامة الأولية فيما يساعد الشركات على الوصول إلى مستوى الأسهم الحرة التي تحتاج إليها لتدرج في المؤشرات.
متابعة الطرح
ووفقاً لما قال سامر دغيلي، الرئيس المشارك للخدمات المصرفية الاستثمارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا في «إتش إس بي سي»، وهي المؤسسة الأعلى تصنيفاً لاكتتابات الأسهم الإقليمية من حيث القيمة، فإن الشركات التي تتطلع إلى القيام بمتابعة الاكتتاب العام الأوّلي سيتعين عليها التنافس على جذب اهتمام المستثمرين وسط عدد من الأسماء الجديدة.
وقال الدغيلي إن أي شركة لكي تتمكن من القيام بمتابعة الطرح الأوّلي سيتعين عليها أن تقدم نموذج نمو قوياً حتى يدخل المستثمرون ويعززون السهم.