السبت 7 ديسمبر 2024 01:25 مساءً
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم السبت، أن إيران بدأت إجلاء قادتها وأفرادها العسكريين من سوريا أمس الجمعة، حسب مسؤولين إقليميين وإيرانيين، في إشارة إلى عجز إيران عن مُساعدة الرئيس السوري بشار الأسد للبقاء في السلطة بينما يواجه هجومًا متجددًا من قوات المعارضة .
ونسبت الصحيفة إلى المسؤولين أن من بين الذين تم إجلاؤهم إلى العراق ولبنان المُجاورين قادة كبار في فيلق القدس الإيراني القوي، الفرع الخارجي لحرس الثورة .
وحسب مسؤولين إيرانيين، اثنان منهم أعضاء في الحرس الثوري، ومسؤولين إقليميين، فقد تم إجلاء أفراد الحرس، وبعض الموظفين الدبلوماسيين الإيرانيين، وعائلاتهم، والمدنيين الإيرانيين. وقال المسؤولون، الذين تحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة قضية حساسة، إن الإيرانيين بدأوا في مغادرة سوريا صباح أمس الجمعة.
وقال مسؤولون إيرانيون وإقليميون إن أوامر صدرت بإجلاء العاملين في السفارة الإيرانية في دمشق وقواعد الحرس الثوري. وغادر بعض موظفي السفارة على الأقل.
وقال المسؤولون إن بعض من غادروا يغادرون بالطائرة إلى طهران، في حين يغادر آخرون عبر الطرق البرية إلى لبنان والعراق وميناء اللاذقية السوري.
وقالت الصحيفة إن الهجوم المفاجئ الذي شنته مجموعة من قوات المعارضة غير المشهد السياسي في سوريا، حيث خاض الأسد الحرب الأهلية حتى توقفت، كما غير سيطرة إيران على بعض الأراضي السورية. ففي غضون أسبوع واحد فقط، اجتاحت قوات المعارضة المدن الكبرى مثل حلب وحماة، واستولوا على مساحات شاسعة من الأراضي في أربع محافظات، وتقدموا نحو العاصمة السورية دمشق.
وقال المسؤولون الإيرانيون إن اثنين من كبار الجنرالات في فيلق القدس، الذين تم نشرهم لتقديم المشورة للجيش السوري، فرا إلى العراق بينما سيطرت مجموعات مسلحة مختلفة على حمص ودير الزور أمس الجمعة.
وقالت الصحيفة إن جاء الهجوم الذي شنته قوات المعارضة جاء في لحظة ضعف نسبي لثلاثة من أهم داعمي سوريا، فقد تقلصت قدرة إيران على المساعدة بسبب صراعها مع إسرائيل؛ وتعرض الجيش الروسي للاستنزاف بسبب غزوه لأوكرانيا؛ وتعرض حزب الله، الذي سبق أن زود حكومة الأسد بالمقاتلين، لضربة شديدة بسبب حربه مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سافر إلى دمشق الأسبوع الماضي، حيث التقى بالأسد وتعهد له بتقديم الدعم الإيراني الكامل، لكنه في بغداد أمس الجمعة بدا وكأنه يدلي بتصريح أكثر غموضًا، فقد قال في مقابلة على التلفزيون العراقي: "نحن لسنا من المنجمين. كل ما يريده الله سوف يحدث، ولكن المقاومة سوف تفي بواجبها".