الجمعة 7 فبراير 2025 03:36 مساءً
العدوانية والاندفاع وضعف التركيز والنرجسية والتهور أبرز الأعراض
التحالف العالمي للصحة العقلية طالب بعزله فوراً من منصبه في ولايته الأولى
الخطورة : شن حرب أو إطلاق أسلحة نووية وزعزعة استقرار العالم
يري أنه ليس بشراً وأن الله خلقه ليكون راعيا للبشرية جمعاء
حالته المرضية تتفاقم وستصبح في النهاية غير قابلة للاحتواء
بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» والطريقة التي يتحدث بها ، وتحديداً إصراره على تهجير الفلسطينيين من غزة ، وتهديداته المستمرة بامتلاك المنطقة ـ والأدق احتلالها ـ وتحويلها إلي منتجع سياحي لتصبح «ريفيير» الشرق الأوسط ، متناسياً حجم الدمار الهائل الذي حدث ، متجاهلاً جرائم الإبادة والتطهير العرقي التي ارتكبت بحق أهلها ، ضارباً بالقانون الدولي عرض الحائط ، متخطياً بجنون سيادة الدول ، تعيدنا تلك التصريحات الترامبية للبحث مرة أخرى في سلامة الصحة العقلية التي يمر بها الرئيس السابع والأربعون ، وإعادة عرض ملاحظات وآراء خبراء الصحية العقلية بشأن حالته المرضية الخطيرة التي يعاني منها منذ توليه رئاسته الأولى ، وإطلاق صافرات الإنذار مرة ثانية من خطورته كصانع قرار في البيت الأبيض ، وضرورة عزل هذا الفوضوي الذي أوشك على إشعال الجحيم في الشرق الأوسط والعالم ، وإليكم تفاصيل حالته المرضية التي سردها الخبراء منذ تنصيبه رئيساَ للولايات المتحدة للمرة الأولي 2016 ، والتي لم تتغير و تنطبق تماماً علي ولايته الثانية منذ يناير الماضى .
بيان طارئ يطالب بعزله
في 9 يناير 2021 أصدر التحالف العالمي للصحة العقلية بيان طارئ يدعو فيه إلى إقالة الرئيس « ترامب» وعزله من منصبه فورًا ، انطلاقاً من مسئولية خبراء الصحة العقلية بحماية المرضى والضحايا المحتملين من الخطر الذي يهددون به أنفسهم أو الآخرين ، وأكد البيان على اتفاق المتخصصين في الصحة العقلية حول خطورة «ترامب» .
![409.jpg](/Upload/libfiles/320/8/409.jpg)
البداية ديسمبر 2017 :
فمنذ انتخاب «ترامب» للمرة الأولي كرئيس للولايات المتحدة 2016 ، خرج المتخصصون في الصحة العقلية للتحذير من إسناد رئاسة الولايات المتحدة لشخص يعاني من إعاقات عقلية خطيرة ، وكانت الطبيبة النفسية « باندي إكس لي» أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة ييل ، قبل أن تنتقل إلى «هارفارد» ، ورئيسة التحالف العالمي للصحة العقلية و مؤلفة كتاب « الحالة الخطيرة لدونالد ترامب : 37 طبيبًا نفسيًا وخبيرًا في الصحة العقلية يقيمون رئيسًا » أول من أطلق صافرات التحذير من خطورة ترامب العقلية ، تقول « إكس لي» أن العدوانية اللفظية ، والتفاخر بالاعتداءات الجنسية، والتحريض على العنف ، والاستهزاء بالدول المعادية التي تمتلك القوة النووية ، والاندفاع، والتهور، والجنون، والانفلات من الواقع وسوء فهم العواقب، و الافتقار إلى التعاطف والعدوانية تجاه الآخرين ، أبرز العلامات المرضية لترامب .
![410.jpg](/Upload/libfiles/320/8/410.jpg)
وتؤكد «لي» التي طالبت بعزل «ترامب» بسبب سلامة صحته العقلية : أن الآلاف من المتخصصين في الصحة العقلية اتفقوا في هذا التقييم منذ بداية تولي ترامب للرئاسة ، فقد تم تقديم أكثر من 800 التماسًا إلى الكونجرس وذهب مائة شخصية من كبار المتخصصين في الصحة العقلية إلى تسجيل فيديو لإعلان أن الرئيس الحالي خطير نفسيًا وغير لائق عقليًا ليكون في الرئاسة أو الترشح مرة أخرى للمنصب .
![411.jpg](/Upload/libfiles/320/8/411.jpg)
وأطلقت الطبيبة النفسية صرخات تحذير مرة أخرى في 23 نوفمبر 2020 في صحيفة «Usatoday» تعليقاً علي فوز «بايدن» وخسارة ترامب بعد انتهاء ولايته الأولى ، وما أتبعها من رفض ترامب التنازل عن منصبه ، وعرقلة انتقال السلطة سلميا ، وأكدت أن مرض ترامب العقلي يشكل خطرا متزايدا .
![412.jpg](/Upload/libfiles/320/8/412.jpg)
وبعد حالة الجدل الذي أحدثه كتاب « الحالة الخطيرة لدونالد ترامب : 37 طبيبًا نفسيًا وخبيرًا في الصحة العقلية يقيمون رئيسًا» في 2017 ، أجرت مجلة « jones Mother » حواراً مع «روبرت جاي ليفتون» أحد أبرز علماء النفس في أميركا ، وأحد المشاركين في الكتاب ، حول المضاعفات المرتبطة بتشخيص حالة ترامب العقلية ،وفي سؤاله حول بعض الكلمات المستخدمة لوصف «ترامب» مثل النرجسية، واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ، واضطراب الوهم، والنرجسية المتطرفة يقول «ليفتون» : أوافق على أن هناك تدميراً شاملاً في شخصية ترامب وفي ميوله النفسية ،مضيفاً بأن الاستبداد المطلق هو حلم دونالد ترامب .
![413.jpg](/Upload/libfiles/320/8/413.jpg)
وعن النرجسية المتطرفة « الخبيثة» باعتبارها أشد الأمراض خطورة – وأساس أشد أشكال التدمير والوحشية ، وعلاقتها بما يفعله « ترامب »، قال « ليفتون» : عندما تنظر إلى ترامب ، يمكنك أن ترى حقا شخصاً مُدمِراً لأي شكل من أشكال تحسين الحياة في كل مجال تقريبا .
![414.jpg](/Upload/libfiles/320/8/414.jpg)
لذلك جاءت إجابة « ليفتون» عند سؤاله بأن هناك فصل في الكتاب بعنوان « إن ترامب يمسك بالعالم بين يديه ويضع إصبعه على الزناد» ، هل تتخيله جالساً بمفرده في مكتبه ، يقرر مسار عمل كارثي محتمل ؟ على سبيل المثال اتخاذ قرار بشأن إطلاق الأسلحة النووية أم لا ؟ أجاب «ليفتون» بنعم ، وأنه مثل كثيرين، يشعر بالخوف الشديد من هذا الاحتمال ، مؤكداً أن رئيس الولايات المتحدة يتمتع بسلطة خاصة ، وهذا يجعل ترامب الأكثر خطورة في العالم ، مضيفاً بأنه « ترامب» لا يرى الحقيقة إلا من خلال ذاته وينفي كل حقيقة أخرى .
![415.jpg](/Upload/libfiles/320/8/415.jpg)
تفاقم حالته المرضية
في 5 سبتمبر 2018 اتخذت صحيفة «نيويورك تايمز» خطوة نادرة بنشر مقال رأي مجهول الهوية بتوقيع « مسؤول كبير في إدارة ترامب» حتى لا تتعرض وظيفته للخطر إذا تم الكشف عنها ، جاء فيه : أن المعضلة ــ التي لا يدركها ترامب ــ أن العديد من كبار المسؤولين في إدارته يعملون بجد من الداخل لإحباط أجزاء من أجندته وميوله السيئ ، وأكمل المسئول المجهول يقول : إن جذور المشكلة تكمن في افتقار الرئيس إلى الأخلاق ، فكل من يعمل معه يدرك أنه لا يلتزم بأي مبادئ واضحة توجه عملية اتخاذه للقرارات ، واصفاً ترامب بأنه متهور، وعدائي .
كشفت صحيفة نيويورك تايمز ، في 28 أكتوبر 2020، اسم هذا المسؤول بناء على رغبته وكان كاتب المقال « مايلز تايلور» الذي ترك منصبه كرئيس لهيئة الأركان في وزارة الأمن الداخلي .
وكتبت الدكتورة «باندي اكس لي» خبيرة الصحة العقلية بعدها أن آلاف المتخصصين في الصحة العقلية يتفقون مع كاتب مقال الرأي في صحيفة نيويورك تايمز وما جاء في كتاب « الخوف ـ الانهيار العصبي لرئاسة ترامب » لـ « وود وارد» ، مؤكده أن هذه أعراض نفسية تعكس القهر العاطفي والاندفاع وضعف التركيز والنرجسية والتهور وقالت « لي » أن ما جاء في المقال وما كتبه «وود وارد» يتوافق مع المسار الذي توقعته مع خبراء الصحة العقلية من قبل في وقت مبكر من رئاسة ترامب ، والتحذيرات التي تم إطلاقها في السابق .
وأشارت «لي» بأن حالة ترامب أسوأ مما بدت عليه ، وسوف تتفاقم مع مرور الوقت وستصبح في النهاية غير قابلة للاحتواء ، وأكدت مرة أخرى علي إجماع المتخصصين في الصحة العقلية الذين هم أعضاء في التحالف الوطني لخبراء الصحة العقلية الرأي القائل بأن أكواد الإطلاق النووي لا ينبغي أن تكون في أيدي شخص يُظهر مثل هذه المستويات من عدم الاستقرار العقلي ، إن «الضعف العقلي» لدونالد ترامب هو أعظم كارثة في تاريخ أمريكا .
وفي حوار لها مع مجلة « صالون » منذ أربع سنوات تقول «لي» وكأنها تتحدث إلينا الآن ، بعد تصريحات ترامب الأخيرة وانتهاكه سيادة الدول وعدم إحترام القانون الدولي : بأن ما نعرفه هو أن دونالد ترامب يفتقر إلى القدرة العقلية اللازمة للوفاء بوظيفته - ليس فقط الرئاسة ، بل أي وظيفة تقريبًا، وتعتقد «لي» أن أفعال « ترامب» المتعمدة تعتبر إبادة جماعية ، وإن التدمير هو سمة أساسية من سمات الأمراض العقلية ، سواء كانت موجهة نحو الذات أو نحو الآخرين ، وعندما يقترن المرض العقلي بالنزعة الإجرامية ، فإنه الأمر يكون أكثر خطورة .
تحت عنوان علم النفس الجماهيري للترامبية كتب «دان بي ماك آدامز» أستاذ ، كلية التربية والسياسة الاجتماعية بجامعة نورث وسترن ،ومؤلف كتاب «الحالة الغريبة لدونالد جيه ترامب» في مجلة newlines magazine ، 21 فبراير 2024 ، يقول : مع حالة القلق من إثارة الفتنة والعدوانية التي انتهجها ترامب في جولة الترشح للرئاسة ، واستخدامه شعارات العنصرية ووصف خصومه السياسيين بأنهم «حشرات» يجب استئصالها ، وإعلانه بأن المهاجرين من أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا يسممون دماء الولايات المتحدة ، أن الأميركيون يرون اليوم مستقبلين متناقضين يلوحان في الأفق : في السيناريو الأول، يُدان دونالد ترامب بارتكاب جرائم خطيرة ويُرسل إلى السجن ، وفي السيناريو الثاني، يعود إلى الرئاسة في عام 2025 .
وقد تحقق السيناريو الثاني الذي توقعه « آدامز» ، لنصبح أمام السيناريو الأسوأ للإجابة عن السؤال بالغ الأهمية الذي طرحته مجلة «ذا أتلانتيك» : ماذا لو فاز ترامب ؟ .
يصف «جيفري جولدبرج» ، محرر المجلة ، ترامب بأنه « ديماجوجي معاد للديمقراطية» ، و«خالي تماما من اللياقة» .
الديماجوجية تدل على مجموعة الأساليب والخطابات والمناورات والحيل السياسية التي يلجأ إليها السياسيون في مواسم الانتخابات لإغراء الشعب أو الجماهير بوعود كاذبة أو خداعه ظاهريا من أجل مصلحة الشعب، وعمليا من أجل الوصول إلى الحكم .
وحذر «مارك ليبوفيتش» ، مؤلف كتاب « واشنطن دونالد ترامب وثمن الخضوع 2022 » ، من أنه إذا فاز ترامب مرة أخرى، فسوف نحتاج نحن الأميركيون إلى التخلي عن فكرة : «هذا ليس نحن» .
ترامب ليس بشراً
يجيب «آدامز» عن السؤال الذي حير الكثيرون : كيف يمكن أن يتم انتخاب رئيس سابق ، تم عزله مرتين ويواجه 91 تهمة جنائية للعودة مرة أخرى إلى البيت الأبيض ؟ لماذا لا يتراجع أنصاره عندما يعد ترامب بإطلاق العنان لنظام استبدادي كرئيس ، وممارسة دور الدكتاتور منذ اليوم الأول؟
يقول «آدامز» أن السبب في ذلك يرجع إلي جاذبية ترامب الدائمة التي تنبع من التصور ــ سواء في أذهانه أو في أذهان الآخرين ــ بأنه ليس إنسانا ، ففي عام 1962، نشر أحد علماء النفس البارزين في جامعة «هارفارد» ورقة بحثية بعنوان «شخصية الشيطان ومسيرته المهنية» ، إن النرجسية المتطرفة تشتعل في قلب شخصية الشيطان ، بعد طرده من السماء بسبب كبريائه المسيطر، يريد الشيطان أن يكون إلهاً ، ويستاء من تلك الحقيقة ويصر على أن قيمته العليا تخوله امتيازات لا ينبغي لأحد آخر أن يتمتع بها ، ويرى « ترامب» نفسه بذات الطريقة ، ففي حين يصر ترامب على أنه قوة من أجل الخير وليس الشر، فإنه يرى نفسه حقًا مختلفًا عن بقية البشر، إن ترامب يشبه إلهاً ذهبياً في ذهنه وفي أذهان العديد من أنصاره فهو بطل خارق قادر على القيام بأشياء لا يستطيع أي إنسان آخر القيام بها !
في استطلاع أجرته قناة« فوكس نيوز» عام 2019، أفاد واحد من كل أربعة أميركيين أنه يعتقد أن الله يريد أن يصبح دونالد ترامب رئيسًا ، وشبه «جوناثان كاهن» ، واعظ من نيوجيرسي ترامب بـ «يهو» ملك العهد القديم الذي قاد إسرائيل القديمة بعيدًا عن عبادة الأصنام ، وزعم أن ترامب إناء يستخدمه الله لأغراض تتجاوز فهم ترامب نفسه ، واستغلالا لهذا الشعور، نشر ترامب مقطع فيديو يعلن فيه أن الله خلق ترامب ليكون راعيا للبشرية جمعاء !!
الخلاصة : أن هذا السرد لحالة ترامب العقلية تؤكد أن «ترامب» لا يزال يشكل خطراً على العالم ، وأن تصريحاته ودوافعه وعدوانيته مازلت مستمرة ، وأن صحته العقلية تحتاج إلي مراجعة مرة أخرى من أطباء وخبراء الصحة العقلية والنفسية وإطلاق صافرات الإنذار قبل أن يورط العالم في كارثة يصعب.