الخميس 6 فبراير 2025 06:00 مساءً
تعد الحرب النفسية تكتيك غير قتالي عبر الأساليب النفسية الدعائية خلال التصريحات الإعلامية أوعبر وسائل التواصل بهدف التأثير على تفكير الخصم وإرباكه ولعل الحديث عن الحرب النفسية بما يشهده العالم من تطورات على مختلف الأصعدة، وخاصة عبر وسائل الاتصال والتواصل ، وعبر صفحات التاريخ سنجد علاقة بين تطور وسائل التواصل وتكتيكات الحرب النفسية ، وفي ظل ما يشهده العصر الراهن من ثورة تكنولوجية هائلة تتمثل في سرعة إنتشار المعرفة وتبادل المعلومات ، سنجد أنها قد انعكست بصورة واضحة وجذرية على أدوات الحرب النفسية وفاعليتها وتكتيكاتها وانتشارها، فلم تعد هناك دولة تقريبًا يمكن أن تقف بمنأى عن التأثيرات الخارجية، وهو ما نتج عن سيولة الحدود النفسية بين شعوب الدول، وارتباطها بصورة مباشرة وواضحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتراجع سيطرة بعض الدول على بيئة المعلومات .
إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتتالية حول الدعوة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الى الأراضي الحدودية في مصر والأرض تعد نوع من سبل تصفية القضية الفلسطينية على حساب هوية الشعب الفلسطيني وحقوق دول الجوار الراي العام العالمي والعربي والمصري بصفة خاصة ، و الغريب في الأمر أنه قام بعدة تصريحات مطاطية ومعلنة أرد من خلالها انتزاع راي عربي وإحراج الدبلوماسية المصرية والاردنية ، بإيحاء شفوي بأن لديه القدرة على اقناع القيادة السياسية المصرية والعاهل الأردني بالموافقة على مقترحه بشأن الهجير القسري لسكان غزة ، رغم تعارض الأمر في مجملة مع القانون الدولي.
أراد ترمب من تصريحاته المخطط لها مسبقاً الوصول لأهداف مبطنه تشمل خلق ازمة ثقة بين الشعب المصري وقيادته السياسية ، وخلق حالة توتر في الشرق الأوسط ، وإدعاء بشكل غير مباشر بأن البيت الأبيض يملك مفاتيح السيطرة على القرارات في الشرق الأوسط والقدرة على إعادة توزيع الخريطة السياسية ، وأرباك الأنظمة السياسية العربية لتتجه للبحث عن خلفيات وتوابع تلك التصريحات ، حافظاً على معادلة التوزان في القوى ، وهذا يعد نوع من الحرب النفسية المخطط لها ، وتتزامن تصريحات ترامب مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين في 2 نوفمبر عام 1917 ، في ظل وهن وضعف الدولة العثمانية آنذاك ، وكأن ترامب يريد أن يختلق شرعية لدولة الكيان الصهيوني في فلسطين .
جاء رد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حاسماً ومؤكداً على ثبات وصلابة القرار السياسي وقوة مصر في مواجهة أي مخاطر بجانب رفض مصرنا الغالية لاي إملاءات خارجية، إضافة الى الرفض القاطع لتحقيق تسوية على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
والحقيقة أنني كمواطن استشعرت وبكل شفافية ومصداقية أن تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي وحد جميع فئات الشعب بمختلف توجهاتهم للالتفاف حول القيادة السياسية داعماً للجيش المصري في مواجهة أي مخاطر ورفضاً لاي إملاء من الخارج يهدد الأمن القومي المصري عبر المزج العنصري ، وتوسيع دائرة الصراعات مما يخلق حالة من الارباك الأمني .
نعم فالتصريحات الترامية المتتالية تؤكد أن مايحدث في كواليس السياسية الأمريكية ، مخطط يستهدف الأضرار بالحدود المصري ، والمساس بالأمن القومي المصري ، ولكن ترامب أخطأ حينما أطلق تصريحاته دون أن يدرس وعي الشعب الشعب المصري والشعوب العربية
حفظ الله مصرنا الغالية قيادةً وشعباً وجيشاً
ثمرات الفكر
مصر ليس وطن نعيش على أرضه ولكنها وطن يعيش بداخلنا... والمواطن الحقيقي هو من يعتبر وطنه عرضه.